العدد 1371 / 24-7-2019
قاسم قصير

يستعد " اللقاء المشرقي " لعقد مؤتمره الاول والموسع في شهر تشرين الاول المقبل تحت عنوان: " لقاء صلاة فطور ، الحوار نهج وطريق سلام، عن اشكاليات التعددية والحريات"، وسيكون هذا المؤتمر برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضور عدد كبير من الشخصيات اللبنانية والعربية والدولية ، وسيبحث التطورات في لبنان والمنطقة ولا سيما قضايا العنف والارهاب واشكاليات التعددية والحوار وقضية القدس وفلسطين في ظل المتغيرات الحاصلة وعلى ضوء مشروع "صفقة القرن" والتحديات التي تواجه لبنان والعالم العربي على ضوء هذه المتغيرات.

فمن هو " اللقاء المشرقي" ؟ وما هو دوره سابقا وحاليا ومستقبلا؟ ولماذا اختيار هذه الصيغة لمؤتمره الجديد؟ وما هو الهدف من هذا المؤتمر وابعاده؟

اللقاء المشرقي ودوره

يضم اللقاء عددا من الشخصيات اللبنانية التي عملت مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وكانت تعقد معه لقاء دوريا قبل انتخابه للرئاسة وتعتبر من مجموعة التفكير الاساسية مع الرئيس ، وهو يضم رئيس التيار الوطني الحر ووزير الخارجية جبران باسيل، وزير الدولة سليم جريصاتي، الوزير السابق كريم بقرادوني، المستشار الرئاسي السابق الاعلامي جان عزيز، رئيس الرباطة السريانية الاستاذ حبيب افرام، السفير السابق الدكتور عبد الله بو حبيب، ونائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي.

وكانت هذه المجموعة قبل انتخاب العماد ميشال عون للرئاسة الاولى تعقد اجتماعا اسبوعيا معه للتداول في الشأن العام والاوضاع في لبنان والمنطقة وكيفية مقاربة هذه الاوضاع، وبعد الانتخابات الرئاسية والنيابية وتولي عدد من اعضاء اللقاء مهمات وزارية او نيابية وداخل القصر الرئاسي تقرر تحويله الى مؤسسة دائمة باسم " اللقاء المشرقي" وذلك للاهتمام بالقضايا السياسية ولا سيما ما يتعلق باوضاع المسيحيين في العالم العربي وقضايا الحريات والتعددية والعنف والارهاب والصراع العربي – الاسرائيلي وتأثيراته على الاوضاع في المنطقة.

وقد حرص اعضاء اللقاء على اختيار صيغة " صلاة فطور مع الرئيس " كشكل جديد لاول مؤتمر عام , وهو عرف قائم في بعض الدول الغربية ولا سيما في اميركا ، من اجل ايجاد اطار عمل وتعاون وبحث .

اهداف المؤتمر وابعاده

لكن ماهو الهدف من المؤتمر الذي يعقده اللقاء في منتصف تشرين الاول المقبل في اوتيل الحبتور في سن الفيل؟

تقول مصادر مطلعة في اللقاء : الهدف هو بحث التطورات والتحديات القائمة في المنطقة والعالم ، ولا سيما على صعيد الحريات والتعددية والارهاب والعنف ومستقبل القضية الفلسطينية عامة ومدينة القدس خاصة، والانعاكاسات المستمرة للربيع العربي على الاوضاع في لبنان والمنطقة، والسعي لايجاد منصة فكرية وحوارية لتبادل الاراء والافكار والنخب في لبنان والعالم العربي وعلى الصعيد الدولي.

وتضيف المصادر : سيتم الحرص على دعوة اكبر عدد ممكن من الشخصيات الفكرية والدينية والفاعلة والتي تهتم بمستقبل المنطقة وتطوراتها ، وخصوصا على صعيد الحريات والتعددية والعنف وكيفية تحقيق الامن والسلام، وهناك تواصل حاليا مع العديد من الجهات الدينية والفكرية في اوروبا واميركا والدول العربية والاسلامية مع الحرصعلى ان يكون المؤتمر ممثلا لاوسع شريحة دينية ويعبر عن التنوع الديني والفكري في العالم.

وهذا المؤتمر الى جانب العديد من الانشطة التي يشهدها لبنان والعالم العربي يعبر عن الهموم الاساسية التي تواجهها المنطقة والعالم اليوم في ظل تصاعد الاتجاهات العنصرية والشعبوية والمخاطر القائمة بسبب الحروب والصراعات وكذلك ما يطرح من صفقات لانهاء القضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني والدول العربية.

وقد يكون المؤتمر تكريسا عمليا للمشروع الذي طرحه الرئيس ميشال عون من تحويل لبنان الى مركز عالمي للحوار.

فهل يحقق المؤتمر اهدافه في ظل تزايد الصراعات والمخاطر الداخلية والخارجية ؟ ام سيكون مجرد تكرار للعديد من المؤتمرات والندوات التي شهدها لبنان والعالم العربي في السنوات الاخيرة وبقيت نتائجها حبرا على ورق.

قد تكون هذه المحاولة فرصة جديدة للحوار والتلاقي وان كان المهم ايضا ان يتم بلورة رؤية مستقبلية لمعالجة الازمات والهموم المتزايدة قبل ان تتجه المنطقة والعالم الى حرب عالمية جديدة في ضوء تصاعد التوترات والصراعات ولا سيما في منطقة الخليج وما يحضّر من مشاريع لتصفية القضية الفلسطينية.

قاسم قصير