العدد 1356 / 3-4-2019
قاسم قصير

يحرص الرئيس حسين الحسيني هذه الايام على متابعة كافة التطورات في لبنان والمنطقة والعالم ، ورغم ابتعاده عن الواجهة السياسية المباشرة فانه يهتم بكل التفاصيل الاقتصادية والسياسية الداخلية والخارجية ، وهو لا يبخل لمن يلتقيه بتقديم كل المعطيات من اجل فهم ما يجري في لبنان والمنطقة.

وفي لقاء خاص جمعه مع وفد من "المجمع الجعفري الثقافي للبحوث والدراسات" قدّم الرئيس الحسيني قراءة شاملة لافاق الوضع في لبنان والمنطقة ، واستعرض تطور العلاقات اللبنانية- السورية وكيفية مقاربتها، واشار الى التحديات التي يواجهها لبنان اليوم.

عن لبنان والمنطقة

بداية كيف يقرأ الرئيس حسين الحسيني التطورات في لبنان والمنطقة؟

يعتبر الرئيس الحسيني : ان التحدي الابرز للوضع اللبناني اليوم هو عملية الاصلاح الشاملة ومواجهة الفساد من خلال رؤية عامة ، لانه اذا لم تتم مواجهة الفساد واجراء الاصلاح فان كل الجهود التي تبذل لانقاذ الوضع اللبناني لن تصل الى اية نتيجة وستظل الاوضاع تراوح مكانها دون الخوف من انهيار شامل لان هناك رغبة دولية واقليمية بحماية لبنان ومنع الانهيار.

ويكشف الحسيني ان المسؤولين الفرنسيين ابلغوا المسؤولين اللبنانيين ان "مؤتمر سيدر" ليس استكمالا " لباريس واحد او باريس اثنين" ، لانه في المؤتمرات السابقة كان يقدّم الدعم غير المشروط للبنان ، واما اليوم فلن يكون هناك اية قروض او تقديمات دون الاصلاح الجدي ووقف كل اشكال الفساد ، وان هناك مسؤولية كبرى على كاهل المسؤولين اللبنانيين والقوى السياسية والحزبية من اجل اجراء اصلاح حقيقي للوضع اللبناني.

ويؤكد الرئيس الحسيني : انه لا يمكن اجراء الاصلاح الشامل الا من خلال استكمال تطبيق اتفاق الطائف واصدار القوانين المطلوبة لتنظيم الحياة السياسية واجراء اصلاح شامل للسلطة القضائية , وصولا الى القضاء المستقل.

ويشير الى ان التطورات في المنطقة تتجه نحو مرحلة جديدة بعد وصول الاوضاع في سوريا الى وضعية جديدة وفشل قوى المعارضة ونجاح الحكومة السورية في تثبيت كيانها والحفاظ على موقعها السياسي والدبلوماسي وحماية الجيش السوري من الانهيار وكل ذلك يتطلب مقاربة جديدة للتطورات ، وهو ينصح بقراءة ما يكتب من نصوص ودراسات حول الازمة السورية وتجربة المعارضة ومشكلاتها من اجل تقديم مقاربة جديدة للاوضاع ، وهذا ينطبق ايضا على ما يجري في دول المنطقة والحاجة للعودة الى روح الدولة الوطنية الواحدة.

العلاقات مع سوريا

وحول مستقبل العلاقات بين لبنان وسوريا يقدّم الرئيس حسين الحسيني قراءة جديدة من خلال تجربته ومن خلال معطياته السياسية والاستراتيجية ويقول : ليس للبنان اي خيار سوى التعاون والتنسيق مع سوريا لانها البلد الوحيد الذي يحيط بنا ولبنان بحاجة الى سوريا ، والاتفاقيات والمعاهدات التي وقعت بين البلدين في مرحلة ما بعد اتفاق الطائف هي التي حفظت الكيان اللبناني وحمته ، لانه تاريخيا السوريون لم يكونوا يعترفون بهذا الكيان ، ولذا علينا التمسك بهذه المعاهدات وتطبيقها.

ويروي الرئيس الحسيني كيفية مقاربته لهذه العلاقات , ويشير الى انه اول من طرح توقيع معاهدة مشتركة بين البلدين خلال محاضرة له في جمعية متخرجي المقاصد في ثمانينات القرن الماضي , وان هذه المحاضرة احدثت ضجة انذاك لدى بعض المسؤولين اللبنانيين والسوريين ، خصوصا ان الرئيس كميل شمعون كان قد طرح على القيادة السورية اقامة وحدة كونفدرالية بين البلدين ، في حين ان رئيس حزب الكتائب بيار الجميل كان قد دعا للوحدة بين لبنان وسوريا لحماية المسيحيين ولقطع الطريق امام الحركة الوطنية بقيادة كمال جنبلاط .

ويؤكد الحسيني ان ما طرحه حول العلاقات مع سوريا في محاضرته كان المادة الاساسية للمعاهدة بين البلدين , وان هذه المعاهدة كرّست العلاقات الطبيعية بين سوريا ولبنان وحفظتهما، ونحن اليوم بحاجة لاعادة تفعيل هذه العلاقات حماية للبنان ومن اجل معالجة كل المشاكل القائمة.

فهل من يستمع للرئيس حسين الحسيني الملّقب بعراب اتفاق الطائف وانه ابو الطائف وانه احد رجالات الدولة القليلين في لبنان اليوم ؟

قاسم قصير