رأى رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية والنائب السابق الدكتور عماد الحوت في حديث لـ"إذاعة الفجر"، أن المواطن اللبناني بغض النظر عن انتمائه ينتظر من اجتماع بعبدا اليوم الاتفاق على تشكيل حكومة تخفف من معاناته، ولكن المشهد لا يوحي بكثير من التفاؤل في ظل حالة الإنكار لدى رئيس الجمهورية لحجم معاناة اللبنانيين وإصرار فريقه الاستشاري على الابتزاز بالتعطيل لفرض منطق المحاصصة من جديد، بالإضافة إلى عدم حماسة جدية من بعض الفرقاء للضغط بتشكيل هذه الحكومة إفساحاً في الوقت للاستفادة من الورقة اللبنانية في المفاوضات الدولية الإقليمية الجارية حالياً، وانتظاراً لأي معطى يمكن أن يعزز القدرة على التحكم بالبلاد.

وأكّد الحوت "أن تشكيل الحكومة يحتاج إلى صحوة ضمير من مختلف القوى المشاركة بتشكيلها"، مشدداً على ضرورة زيادة الضغط الشعبي للوصول إلى صحوة الضمير المطلوبة.

وأوضح الحوت أن الدستور لا يتضمن أي مادة تتيح تنحية الرئيس المكلف أو إرغامه على الاعتذار، وقال "هناك مخرجين للحل فقط إما باتفاق الرئيسين على توقيع مرسوم تشكيل الحكومة وإحالته إلى مجلس النواب أو باستقالة رئيس الجمهورية التي تلغي مفاعيل تكليف رئيس الحكومة والذهاب إلى انتخابات رئاسية جديدة وتكليف رئيس حكومة جديد".

وأشار الحوت إلى أن الجوع قد يدفع المواطن اللبناني الذي يرى نفسه عاجزاً عن تأمين الغذاء والدواء إلى الخروج للشارع وممارسة كل الأدوات التي تتيح له الحد الأدنى من القدرة على المعيشة سواء من خلال لجوئه إلى ردات فعل عنيفة أو لجوء البعض إلى السرقة والاعتداء المتبادل بين المواطنين، واستبعد الحوت حدوث حرب أهلية لأنها لا يمكن ان تكون عفوية وإنما تحتاج إلى قرار من الفرقاء ولأن الجميع سيكون خاسراً فيها، لكنّه أبدى تخوفه من حصول إرباكات أمنية.

وفي الموضوع المالي، رأى الحوت أن تفلت سعر الدولار سيستمر إذا لم تتشكل الحكومة، عازياً ذلك لعجز مصرف لبنان على التدخل في السوق على مدى متوسط وطويل لأنه لا يملك احتياط كافٍ من الدولار، والسبب الآخر والأهم أن لعبة الدولار سياسية بامتياز تمارسها القوى للضغط على بعضها البعض على حساب المواطن، وبالتالي إذا استمرت هذه اللعبة فإن الدولار مرشح لمزيد من التلاعب، مما يستدعي المزيد من توحد اللبنانيين حول مطلبي الحياة الكريمة ومحاربة الفساد والضغط كلٌ على من يدعي تمثيله في هذا الإتجاه.