العدد 1435 / 4-11-2020

يعيش العالم عموما و لبنان خصوصا على وقع انتظار نتائج الانتخابات الاميركية لما سيكون لهذا الحدث من تداعيات على العالم وعلى المنطقة العربية بوجه الخصوص التي دخلت في مرحلة تطبيع مع العدو الصهيوني في اواخر الفترة الرئاسية الاولى للرئيس ترامب ، ولبنان الذي يعيش ازمة حكومية منذ ثورة 17 تشرين اول 2019 ، كان له الحظ من الاندفاعه الاميركية في المنطثة عبر اعادة تكليف الرئيس سعد الحؤيري تشكيل "حكومة مهمة" اولا ، وعبر مفاوضات تشكيل الحدود البحرية والبرية مع العدو الصهيوني برعاية اميركية والامم المتحدة ثانيا ، وبالتالي فان ما ستسفر عنه نتائج الانتخابات الاميركية

يترك تاثيره المباشر على المشاورات الجارية من اجل تشكيل الحكومة الجديدة التي تعيش على وقع هبة ساخنة ، وهبة باردة ، ومعها تزداد معاناة اللبنانيين الذين يغرقوا اكثر فاكثر في مشاكلهم الاقتصادية و الاجتماعية .

والسؤال الذي يطرح نفسه هو متى سيتم الافراج عن الحكومة الجديدة اذا قدر الرئيس الحريري تشكيلها ؟

منذ الاعلان عن تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة وحركة الاتصالات التي يجريها الرئيس الحريري لم تتوقف سواء مع الرئيس ميشال عون الذي زاره الحريري عدة مرات او مع باقي القوى السياسية التي تطالب بحصص وزارة وازنة تبعا لما تعتبره متناسبا مع وزنها السياسي و الطائفي .

ويرى الكثير من المراقبين ان حركة الاتصالات التي يجريها الرئيس الحريري في هذا الوقت هدفها الاول والاخير ملئ الوقت بانتظار نتائج الانتخابات الاميركية .

فالرئيس مشال عون ومعه النائب جبران باسيل والتيار الوطني الحر يريدون حكومة على شاكلة الحكومات التي شكلها الحريري بعد انتخاب الرئيس ميشال عون رئيسا للجمهورية في 30 تشرين الاول 2016 ،والتي كانت لهم فيها حصة الاسد سواء فيما يتعلق بالثلث المعطل ، او بالنسبة للحقائب الوزارية التي كان يشغلها انصار اىتيار العوني ، و لذلك يتمسك عون بحكومة مؤلفة من عشرين وزيرا بدل من 18 عشر وزيرا كما يريد الرىيس الحريري ووزارتين للطائفة الدرزية ، و هذا الموقف لجنبلاط يؤيده فيه النائب طلال ارسلان الذي يطالب بوزارة درزية مثله مثل وليد جنبلاط .

اما تيار المردة برئاسة النائب السابق سليمان فرنجية فهو متمسك بوزارة الاشغال ووزارة اخرى من الحصة المسيحية وعينه على الانتخابات الرئاسية بعد عاميين

يبقى هناك الثنائي الشيعي الذي يمسك بالقرار السياسي والامني في البلد، والذي يتمسك بالحريري رئيسا للحكومه لاعتبارات سياسية وطائفية ، لذلك يبدو الثنائي الشيعي صامتا وكانه لا يتابع حركة الاتصالات القائمة التي يجريها الرئيس الحريري من اجل تشكيل الحكومة .

الثنائي الشيعي وتحديدا "حزب الله" ينتظر على احر من الجمر معرفة نتائج الانتخابات الاميركية ، وهو يفضل فوز المرشح الديمقراطي جورج بايدن على الرئيس ترامب ، لان ترامب يتبع سياسات متشددة جدا ضد ايران وامتداداتها في المنطقة لاسيما "حزب الله" في لبنان ، ولذلك لا يريد "حزب الله" حرق المراحل فيما يتعلق بتشكيل الحكومة الجديدة قبل جلاء الصورة في اميركا ، وهذا يعني ان عملية "تشكيل الحكومة المهمة" التي يعمل عليها الرئيس الحريري مؤجلة حتى اشعار اخر ، بحسب نتائج الانتخابات الاميركية فاذا فاز ترامب ستكون اميركا اكثر تشددا مع ايران و "حزب الله" لان ترامب لن يكون عنده مشكلة في اي قرار يخدم "اسرائيل" بعد فوزة بولاية رئاسية ثانية ، اما اذا فاز بايدن فالامر قد يتأخر بعض الوقت حتى يستطيع الرئيس الجديد اعادة تشكيل الملفات الحساسة ومنها ملف ايران والوضع في المنطقة ولبنان جزء مهم من الاهتمامات الاميركية .

باختصار ، الامور بخواتيمها كما يقال ، والافراج عن الحكومة اللبنانية الجديدة ينتظر معرفة نتائج الانتخابات الاميركية ، وما على اللبنانيين الا الانتظار حتى يقضي الله امرا كان مفعولا .

بسام غنوم