العدد 1364 / 29-5-2019

تضاربت الروايات حول مصير الشبان الثلاثة من بلدة عرسال الحدودية الذين فقد الاتصال بهم منذ أيام، فبعضهم رجّح فرضية اشتباك هؤلاء الشبان مع عناصر من النظام السوري، بعكس ما رجّحت مصادر مطّلعة على القضية لـ "ليبانون ديبايت".

وفي التفاصيل، أنه وبعد ظهر الأربعاء، فقد ثلاثة أشخاص من بلدة عرسال، وهم وسام يوسف كرنبي، نايف محمود رايد، وحسين علي الحجيري، وذلك بعدما قصدوا جرود عرسال لاصطياد "الحجل" والإفطار هناك، لكن الاتصال بالشبان الثلاثة اذ قطع والأنباء عن مصيرهم ظلت مجهولة الى أن دخلت جثة أحدهم وهو حسين علي الحجيري عبر نقطة المصنع الحدودية الى لبنان مساء الاحد ، فيما ظل الشابين الآخرين معتقلين لدى النظام السوري بحسب ما أفاد المصدر نفسه.

ويؤكد المصدر أن الشبان ذهبوا في رحلة صيد لعدة أيام في جرود عرسال، مشدداً على أنهم لم يتخطوا الأراضي اللبنانية وبقوا بعيدين عن الحدود السورية لمسافة تزيد عن خمسة كيلومترات.

وأوضح المصدر أنه "وبينما كان الشباب اللبنانيون يعدّون الإفطار مساء الأربعاء، داهمتهم قوة تابعة للجيش السوري، فحصل تلاسن بينهم وبين الشاب علي الحجيري الذي أصر على أنه داخل أرضه ولم يتخطاها الى الحدود السورية.

وأكمل المصدر شرحه بأن "الجيش السوري أصر على اعتقال الشبان الثلاثة بعد أن أطلق النار على الحجيري في قدمه لعدم امتثاله لأوامر العسكريين السوريين، وتعرض للضرب على رأسه بشكلٍ حاد، ما أدى الى نزيف دماغي، أدى الى وفاته لاحقاً".

وعن مصير الشابين الآخرين وهما وسام يوسف كرنبي، ونايف محمود رايد، أكد المصدر أنهما لا يزالان محتجزان داخل الأراضي السورية.

وكشف المصدر أن اللواء عباس ابراهيم يقوم بإيعاز من رئيس الحكومة سعد الحريري بمتابعة الملف مع الجهة السورية للإفراج عن الشابين المتبقين لدى سوريا، فيما جرت مراسم دفن حسين علي الحجيري الأحد عند الواحدة ظهراً.

الحجيري في تشييع ابن عرسال: لن يعود النظام السوري إلى لبنان

شيّعت بلدة عرسالوعائلة الحجيري في البقاع الشمالي، الجندي المتقاعد في الجيش اللبناني حسين الحجيري إلى مثواه الأخير، بحضور النائب بكر الحجيري؛ وقد ووري الحجيري الثرى في جبانة البلدة.

وطالب مفتي بعلبك الهرملالشيخ خالد صلح، الّذي صلّى على الجثمان، القوى الأمنية اللبنانية بـ"حفظ حدود لبنان كي يعيش أبناؤه بسلام وخصوصًا من قبل جيران لبنان"، مركّزًا على أنّ "عرسال ما زالت مستعدّة لتقديم المزيد من الشهداء من أجل الحفاظ على الوطن".

وطالب أهالي بلدة عرسال، الدولة اللبنانيةبالتدخّل من أجل الإفراج عن الشابين .

من جهته، رأى عضو "كتلة المستقبل"، النائب بكر الحجيري، أن "النظام السوري حكم لبنان خلال 30 عاما ولا يزال يطمح بالرجوع إليه".

وقال: "الشهيد حسين قتل خلال رحلة لصيد الحجل بواسطة الشباك، ولم يحمل أسلحة صيد هو أو رفاقه، فكان جزاؤه القتل وإلقاء القبض على إثنين من رفاقه. لذلك نقول لهذا النظام، لن تعودوا إلى لبنان، فوجودكم كان حقبة سيئة في تاريخ لبنان ولن نعود إليها. لبنان له سيادته وحريته وإستقلاله"، مطالبا بـ"إعادة النظر بوضع عرسال من قبل الدولة".