العدد 1566 /7-6-2023
قاسم قصير

شهدت الانتخابات الرئاسية في لبنان تطورات سريعة خلال الايام القليلة الماضية ، فقد تبنت قوى المعارضة والتيار الوطني الحر خيار دعم ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور في مواجهة ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ، ورغم ان بعض الاوساط السياسية كانت شكّكت بهذا الترشيح فان مجرد الاعلان الرسمي عنه جعل المشهد السياسي يتحرك بسرعة ، واعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري عن موعد جلسة الانتخابات المقبلة يوم الاربعاء في الرابع عشر من حزيران الحالي في ظل ضغوط داخلية وخارجية تطالب بحسم الملف الرئاسي .

وبموازة ذلك بدأ البطريرك الماروني بطرس بشارة الراعي تحركات سياسية في كل الاتجاهات بعد عودته من الفاتيكان وفرنسا ومطالبته من مسؤولي البلدين بالحوار مع كافة الاطراف للوصول الى حلول توافقية للانتخابات الرئاسية.

فما هي ابرز المعطيات الجديدة على صعيد ملف الانتخابات الرئاسية؟ وما هي الخيارات المتاحة والسيناريوهات المتوقعة؟

المعطيات الجديدة

بداية ما هي ابرز المعطيات الجديدة والتي ادت الى تفعيل ملف الانتخابات الرئاسية ووضعه على نار حامية؟

خلال الايام الماضية برزت ضغوط داخلية وخارجية تدعو الى الاسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية ، وفيما نقلت رسائل عديدة من الدول العربية والغربية الى المسؤولين اللبنانيين بان مسؤولية انتخاب الرئيس تعود اليهم ، كان الحدث الاهم من خلال نشر اخبار نقلا عن مسؤولين اميركيين تهدد بفرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين وفي مقدمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري في حال عرقلوا انتخاب الرئيس الجديد واستمروا بعدم عقد جلسات سريعة لانتخاب الرئيس.

واما على الصعيد الداخلي وبعد تأخر كبير وفي ظل اتشكيك بامكانية توافق التيار الوطني الحر وقوى المعارضة على دعم ترشيح شخصية محددة ، فقد توصلت هذه الاطراف الى التوافق على دعم ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور في مواجهة دعم حركة امل وحزب الله لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية ، رغم تشكيك الحزب والحركة بهذا الترشيح واعتباره مجرد مناورة لاسقاط فرنجية وطرح اسم بديل .

والتطور الثاهم كانت زيارة البطريرك الماروني ما بشارة الراعي الى الفاتيكان وفرنسا حيث بحث الملف الرئاسي وكانت النصيحة بضرورة الحوار مع كافة الاطراف للتوصل الى مرشح توافقي ، وعاد الراعي الى بيروت وبدأ بعقد لقاءات سريعة مع العديد من القيادات السياسية وارسال الوفود الى قيادات اخرى .

كل هذه التطورات جعلت الانتخابات الرئاسية على نار حامية ودفعت الرئيس نبيه بري لتحديد يوم الاربعاء المقبل في الرابع عشر من حزيران موعدا لعقد جلسة جديدة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

بين الخيارات المتاحة والسيناريوهات المتوقعة؟

لكن ما هي الخيارات المتاحة على صعيد الانتخابات الرئاسية ؟ وما هي السيناريوهات المتوقعة؟

بعد ترشيح قوى المعارضة والتيار الوطني الحر للوزير السابق جهاد ازعور اصبح هذا الخيار احد الاحتمالات المطروحة بقوة على صعيد موقع الرئاسة الاولى وذلك في مواجهة المرشح المدعوم من حزب الله وحركة امل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وفي ظل الرفض القوي من قبل الحزب والحركة لترشيح أزعور ، ولذلك اعتبرت بعض الاوساط السياسية ان الرفض المتبادل من قبل القوى السياسية لدعم ازعور وفرنجية قد يؤدي لاسقاطهما معا والدعوة الى خيار ثالث قد يكون قائد الجيش العماد جوزيف عون او شخصية اخرى تحظى بموافقة معظم الاطراف في حال لم تتغير الاوضاع الداخلية والخارجية لصالح احد المرشحين الاساسيين.

واما عن السيناريوهات المتوقعة لجلسة الانتخابات المقبلة فهي على الشكل التالي :

اولا : حصول توافق بين مختلف الاطراف على شخصية معينة قبل انعقاد الجلسة والذهاب الى انتخاب هذه الشخصية وهذا احتمال ضعيف في ظل استمرار الخلافات بين مختلف الاطراف وعدم بروز ضغوط خارجية للتوافق .

الثاني : استمرار الخلاف بين مختلف الاطراف على دعم احد المرشحين الاساسيين والذهاب الى جلسة الانتخابات وامكانية حصول احد المرشحين على 65 صوتا في الجلسة الثانية ، وهذا الاحتمال سيظل قائما لكنه لن يلغي الخلافات وقد يؤدي الى مزيد من الازمات .

ثالثا : انعقاد الجلسة الاولى للانتخابات وعدم حصول اي مرشح على الاصوات المطلوبة للفوز في الجلسة الاولى ، مما قد يدفع بعض الاطراف لتعطيل نصاب الجلسة الثانية وبقاء حالة الفراغ باتظار العودة الى التوافق وهذا هو الاحتمال القوي.

وبغض النظر عن هذه السيناريوهات المتوقعة فمن الواضح ان ملف الانتخابات الرئاسية سيزداد سخونة وان الاتصالات الداخلية والخارجية ستقوى في الايام المقبلة على امل الوصول الى حلول سريعة والا فان الاوضاع السياسية والامنية والمعيشية ستزداد صعوبة وقد تؤدي الى تطورات سلبية ودراماتيكية نحن بغنى عنها اليوم .

قاسم قصير