العدد 1457 /14-4-2021

طغت حالة المراوحة على الوضع الحكومي وغابت الاحاديث عن اية مبادرات وحلول لحل ازمة تشكيل الحكومة في ظل تمسك الرئيس عون والنائب جبران باسيل بمواقفهم لناحية الحصول على الثلث المعطل وتشكيل حكومة سياسية بعكس ما جاءئ في المبادرة الفرنسية وبما يطالب به المجتمع الدولي من أجل مساعدة لبنان ، وكان لافتا هذا الاسبوع الدخول العربي على خط المعالجات لحل أزمة تشكيل الحكومة فكانت زيارة لوزير الخارجية المصري سامح شكري الذي وصل الى خلاصة بعد لقاءه المسؤولين اللبنانين أكد فيها على "أهمية تغليب المصلحة اللبنانية الوطنية وإنهاء الانسداد السياسي والأزمة الحكومية الممتدة، والمضي قدما نحو تشكيل حكومة من الاختصاصيين وفق أحكام وقواعد الدستور ووثيقة الوفاق الوطني اللبناني (اتفاق الطائف) وتكون قادرة على تحمل المسئولية وتلبية احتياجات الشعب اللبناني وتنفيذ الإصلاحات الضرورية المطلوبة لمواجهة التحديات وإنهاء الأزمات الاقتصادية، وبما يفتح الباب أمام حصول لبنان على الدعم الإقليمي والدولي".

وقد اعتبر الموقف الذي اعلنه وزير الخارجية المصري سامح شكري من بيروت بمثابة رسالة تأييد للرئيس المكلف سعد الحريري ، وتحميل مسؤولية التعطيل للرئيس عون والنائب باسيل ومعهم "حزب الله" ، وكان لافتا تجنب لقاءه مع النائب جبران باسيل وكذلك مع اي مسؤول في "حزب الله" ، ولم يقتصر الموقف العربي على زيارة وزير الخارجية المصري بل تلت زيارته وصول الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي الى لبنان الذي اعاد تكرير مواقف الوزير المصري من الأزمة اللبنانية فقال في ختام زيارته الى لبنان بعد لقاءه مع المسؤولين اللبنانيين أن "هوَة الثقة ضخمة بين الأطراف المعنيين بالأزمة الحكومية وهو ما يؤثّر سلباً على إمكانية التفاهم فيما بينهم". وأضاف "أن حلّ الأزمة في لبنان لا يزال ممكناً إذا ما توفّرت الإرادة السياسية لدى الأطراف المعنية"، إلا أنه نبّه إلى "أن الوضع في لبنان دقيق ويحتاج الى تواصل مستمر، والأجواء التي لمستها خلال لقاءاتي تحتاج إلى عمل كبير من أجل إحداث الاختراق المطلوب بجدار الأزمة".

واللافت ان هذه المواقف العربية من أزمة تشكيل الحكومة اتت في ظل ارتفاع حدة التخطاب الاعلامي بين حركة أمل والتيار الوطني الحر مما يؤكد أن ازمة تشكيل الحكومة دخلت في نفق مظلم في ظل اصرار النائب باسيل على التعطيل حتى لو عم الخراب لبنان.

فهل ما يشهده لبنان هو استكمال لحروب الرئيس عون في العام 1989 والتي سببت الدمار والخراب في لبنان ووضعت لبنان مجددا تحت الوصاية السورية ؟

لايمكن بأي حال من الاحوال فهم ما يجري في لبنان على مختلف الصعد ولا سيما على الصعيد الحكومي الا في اطار التعطيل من أجل الوصول الى صيغة سياسية جديدة تعيد لبنان الى ماقبل اتفاق الطائف او الى اتفاق جديد بعيدا عن اتفاق الطائف وفي اشارة وزير الخارجية المصري سامح شكري الى هذة النقطة بالذات أكثر من دلالة فقد أكد على "أهمية تغليب المصلحة اللبنانية الوطنية وإنهاء الانسداد السياسي والأزمة الحكومية الممتدة، والمضي قدما نحو تشكيل حكومة من الاختصاصيين وفق أحكام وقواعد الدستور ووثيقة الوفاق الوطني اللبناني (اتفاق الطائف) وتكون قادرة على تحمل المسئولية وتلبية احتياجات الشعب اللبناني" ، وهذ الموقف المصري يؤكد المخاوف العربية والدولية من الاسباب الخفية لأزمة التعطيل الحكومي ، وجاء موقف الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي ليزيد الامور وضوحا على هذا الصعيد حيث قال أن "هوَة الثقة ضخمة بين الأطراف المعنيين بالأزمة الحكومية وهو ما يؤثّر سلباً على إمكانية التفاهم فيما بينهم" ، واضاف في موقف لافت: "نحن نراقب السجالات والمواقف في لبنان، ولاحظنا أخيراً أحاديث كثيرة حول اتّفاق الطائف ومستقبله وأمور مرتبطة به، لذلك أحببت أن أستفسر من الرئيس عون أثناء لقائي به عن هذا الأمر فأكد لي أن الطائف ليس في خطر" ، وتؤكد هذه المواقف العربية أن هناك مخاوف حقيقية على أمن واستقرار لبنان بسبب مراهنة البعض على تغييرات على المستوى الاقليمي تعيد لبنان الى مرحلة ما قبل اتفاق الطائف وهو ما قد يهدد امن واستقرار لبنان واللبنانيين الذين يعيشون في ظل انهيار اقتصادي ومال غير مسبوق ، وقد اشار الى ذلك مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في كلمته الى اللبنانيين بمناسبة شهر رمضان فقال : "هناك أياد خبيثة تعمل في الخفاء على عرقلة الجهود العربية الشقيقة المشكورة، وعلى إفشال المبادرة الفرنسية، وتحاول القيام بعملية ابتزاز سياسي لا مثيل له، لكل هؤلاء نقول: لا يا سادة، بالكيديات والعنتريات والحقد الدفين، وبث السموم، لا يبنى لبنان، ولا يستقيم فيه الميزان، إلا بالمحبة والتراحم والتعاون، والمحافظة على صلاحيات كل مؤسسة من مؤسسات الدولة. إياكم والغرور، فلن تنالوا مبتغاكم من تحقيق مآربكم، لأنها تخالف المنطق والأصول".

فهل تستجيب الرؤوس الحامية والمسؤولة عن خراب لبنان الى النداءات العربية والدولية والى اصوات القادة اللبنانيين الداعية الى انقاذ لبنان ، ام تصر أن تستكمل "حروب الالغاء والتحرير" التي أوصلت لبنان الى الخراب ؟

بسام غنوم