العدد 1390 / 11-12-2019

اين يقف حزب الله من التطورات الداخلية وماهو موقفه من الازمة الحكومية القائمة اليوم؟ وكيف يتعاطى حزب الله مع الخلافات القائمة بين حلفائه بشأن تشكيل الحكومة برئاسة الدكتور حسان دياب؟ وهل صحيح ان اغتيال اللواء قاسم سليماني والحاج ابو مهدي المهندس هو الذي يؤخر تشكيل الحكومة؟

هذه بعض الاسئلة التي تطرحها بعض الاوساط الدبلوماسية والسياسية والاعلامية في بيروت اليوم، فما هي حقيقة ما يجري داخليا ؟ واين يقف حزب الله من كل التطورات الداخلية والخارجية؟ وما هي اولويات الحزب اليوم؟

اغتيال سليماني والازمة الحكومية

تشير مصادر متابعة لاجواء حزب الله وموقفه من التطورات الداخلية والخارجية ولا سيما بعد اغتيال اللواء سليماني والمهندس : ان حزب الله حرص في كل مواقفه المعلنة ولا سيما على لسان امينه العام السيد حسن نصر الله على ابعاد لبنان عن التطورات المتسارعة في المنطقة وتصاعد الصراع بين ايران ومحور المقاومة من جهة وبين اميركا من جهة اخرى، ولقد حرص نصر الله على التأكيد ان الهدف الاساسي لمحور المقاومة هو اخراج الوجود العسكري من المنطقة ومواجهة القواعد العسكرية الاميركية وعلى ان الاولوية في الصراع هي القواعد الموجودة في العراق، وهذا الهدف لا يشمل الوضع اللبناني لان لبنان لا يستقبل قواعد عسكرية اميركية او وجودا عسكريا اميركيا ( باستثناء عدد قليل من الجنود الاميركيين الذين يحمون السفارة الاميركية في عوكر والوجود المحدود في مطار رياق في البقاع ومطار حامات في منطقة البترون).

وتضيف المصادر : ان حزب الله كان حريصا خلال الايامالماضية على ابعاد لبنان عن التطورات الداخلية واعطاء الاولوية لمعالجة الازمات الاقتصادية والاجتماعية والمالية ، وان وجهة نظر الحزب تؤكد ان المدخل الاساسي لمعالجة الازمة يتم عبر الاسراع في تشكيل الحكومة وتقديم كل التسهيلات من اجل ذلك بغض النظر ان كانت حكومة اختصاصيين او حكومة تكنو- سياسية ، وهذا ما اعلنه بوضوح رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد ابراهيم امين السيد خلال زيارة وفد من الحزب للبطريرك مار بشارة الراعي .

وفي الخلاصة فان ما يقال عن تاُثير التطورات الخارجية على الوضع الداخلي ليس صحيحا وان تأخير تشكيل الحكومة له اسباب داخلية ولا علاقة له بما يجري في المنطقة.

اي دور لحزب الله من الازمة

لكن اي دور لحزب الله من الازمة الحكومية؟ وهل سينجح في معالجة الخلافات بين حلفائه من قوى 8 اذار والموقف من الرئيس المكلف الدكتور حسان دياب؟

تقول مصادر مقربة من الرئيس المكلف الدكتور حسان دياب : ان حزب الله هواكثر طرف سياسي ساهم في العمل من اجل تذليل العقبات امام تشكيل الحكومة وكان متعاونا بشكل كبير مع الرئيس المكلف خلال كل الفترة الماضية، وان الحزب ينشط في كل الاتجاهات لتسهيل تشكيل الحكومة ، وان العقبات هي عقبات داخلية وليس لها علاقة بالتطورات الخارجية الاخيرة.

فهل يستطيع الحزب معالجة الخلافات بين الحلفاء ؟ وهل سيستمر الدكتور حسان دياب في مهمته ؟ ام اننا سنكون امام خيارات اخرى في الايام المقبلة؟

رغم العلاقات القوية التي تربط بين حزب الله وحلفائه الذين دعموا الدكتور دياب لتشكيل الحكومة( التيار الوطني الحر، حركة امل ، تيار المردة، اللقاء التشاوري) ، فان التوفيق بين هؤلاء الحلفاء فيما بينهم اولا ، وبينهم وبين الدكتور دياب ثانيا ، تبدو مهمة صعبة ، فلكل طرف وجهة نظر تختلف عن وجهة نظر الطرف الاخر، وقد برزت الخلافات الى العلن خلال الايام القليلة الماضية ، مما جعل الحديث عن اعتذار دياب عن التكليف امرا واردا ، كما بدأ الحديث عن احتمال عودة الرئيس سعد الحريري ، او الذهاب الى خيارات اخرى كتكليف النائب فؤاد مخزومي او غيره ، رغم ان هذه الخيارات ليست سهلة وهي تواجه بعقبات عديدة واهمها عدم تخلي دياب عن التكليف، مما يجعلنا امام ازمة دستورية ويدفع الى اعادة تفعيل دور حكومة تصريف الاعمال.

نحن اذن امام وضع صعب وحزب الله وعدد من الشخصيات السياسية يحاولون الوصول الى مخرج للازمة الحكومية القائمة لكن الخلافات كبيرة وكل الاحتمالات واردة في الساعات او الايام القليلة المقبلة.

فهل ينجح الحزب في الدفع لتشكيل حكومة جديدة ام ان الازمة ستزداد تعقيدا في الايام المقبلة؟ كل شيء وارد.

قاسم قصير