العدد 1329 / 20-9-2018

36عاماﹰ على مجزرة "صبرا وشاتيلا".. جراح لم تندمل

رغم مرور 36 عاما، لا تزال مشاهد الذبح وبقر بطون الحوامل واغتصاب النساء ماثلة في ذاكرة من نجوا من مجزرة "صبرا وشاتيلا"، التي أودت بحياة أكثر من ثلاثة آلاف معظمهم فلسطينيون تعرضوا للذبح على مدار 48 ساعة، بحسب شهادات ناجين.

تلك المجزرة الأليمة بدأت أحداثها يوم 16 أيلول 1982 في مخيمي "صبرا" و"شاتيلا" غربي بيروت، وهو العام نفسه الذي اجتاحت فيه إسرائيل جنوب لبنان.

ووفق روايات سكان من المخيمين شهدوا المجزرة، فإنها بدأت قبل غروب شمس يوم السادس عشر من ايلول ، عندما فرض الجيش الإسرائيلي حصاراﹰ مشدداﹰ على المخيمين، ليسهل عملية اقتحامهما من قبل ميليشيا لبنانية مسلحة موالية له.

تلك المليشيا كانت مكونة من بعض المنتمين لحزب الكتائب اللبناني اليميني، بالإضافة إلى مليشيا "جيش لبنان الجنوبي" بقيادة سعد حداد، الذي كان رائدا في الجيش ويقود وحدة عسكرية تضم أربعمئة جندي في بلدة القليعة , قبل أن ينشق عن الجيش ويتحالف مع إسرائيل مشكلا تلك المليشيا المناهضة للوجود الفلسطيني في لبنان.

الفلسطيني فؤاد عابد من مخيم شاتيلا (48 عاما) روى مشاهد من تلك المجزرة، قائلاﹰ "صباح السابع عشر من أيلول 1982، استيقظ لاجئو مخيمي صابرا وشاتيلا على واحدة من أكثر الفصول الدموية في تاريخ الشعب الفلسطيني الصامد".

وأضاف أن "المجزرة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية، حيث وجدت جثث مذبوحة ومشوّهة بطرق غريبة، وتفنن المجرمون بقتل قرابة ثلاثة آلاف، ما بين طفل وامرأة وشيخ ورجل من أبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني".

وأشار إلى أن "إسرائيل ساعدت من قام بتلك المجزرة من المليشيات اللبنانية. ووفق عابد فإن "هذه المجزرة من ضمن مخطط لتهجير الفلسطينيين إلى الخارج حتى ينسوا أرضهم وحق العودة".

وبنبرة عالية، شدد عابد على أن كل ذلك لن ينسينا قضيتنا وأرضنا، ولن يثنينا عن الدفاع عنها، لأن الشعب الفلسطيني ما زال متمسكا بأرضه وبحق عودته إليها.

ورأى أن القرار الأميركي بوقف المساعدات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) "جاء استكمالاﹰ لذلك، وهدفه دفع الشعب الفلسطيني للهجرة، ويندرج بخانة تصفية القضية باتجاه توطين الفلسطيني بالمكان الموجود فيه ونحن نرفض ذلك".

والتقط أطراف الحديث سعيد إبراهيم حسنين (67 عاما) من مخيم "صبرا"، قائلا "كنت شاهد على هذه المجزرة المأساوية، وشاهدت مناظر لم يمكن لعقل أن يتحملها".

وروى حسنين ما شاهده بعد دخول المسلحين المدعومين من إسرائيل على سكان المخيم، حيث "أخذوا يقتلون المدنيين بلا هوادة. أطفال في سن الثالثة والرابعة وجدوا غرقى في دمائهم".

وتابع "نساء حوامل بقرت بطونهن ونساء تم اغتصابهن قبل قتلهن، رجال وشيوخ ذبحوا وقتلوا، وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره".

وبحسب المتحدث، فإن هؤلاء المسلحين نشروا الرعب في ربوع المخيم, وتركوا ذكرى سوداء مأساوية وألماﹰ لا يمحوه مرور الأيام في نفوس من نجا من أبناء المخيّمين.