العدد 1384 / 30-10-2019

علمتني الصحوة الإسلامية ولست من روادها، ولكنني من تلاميذها، معاني وقيم ومبادئ سامية ترسم طريق الإنسان في مسيرة الحياة وتدله على عالم الخلود والآخرة.

علمتني الصحوة الإسلامية بأن الانتماء للإسلام العظيم شرف ونعمة من الله عز وجل تستحق الشكر والحمد والثناء، قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) فصلت: الآية 33.

علمتني الصحوة الإسلامية أن أعيش هذه الحياة بطاعة الله تعالى والعيش مع القرآن الكريم والاقتداء بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وأهمية أن يكون لك رسالة وهدف سامٍ في الوجود.

علمتني الصحوة الإسلامية أن هذه الأمة العظيمة جاهدت وناضلت وكافحت حتى حررت ديارها وبلدانها من الاستعمار البغيض، وقدمت تضحيات كبيرة حتى وصلت إلى مبتغاها.

علمتني الصحوة الإسلامية أن الجهود العظيمة التي قام بها دعاة الإسلام في القرنين الماضيين (الفترة الحديثة) على امتداد بقاع العالم، من الهند إلى المغرب الأقصى وإندونيسيا وبلاد الغرب والشرق، بأن وسطية الدعوة الإسلامية التي تبنوها أعلت من قيمة الدين الحنيف وعظمة الرسالة التي هي سبيل سعادة الإنسان المسلم في كل زمان ومكان، وبدت أهمية الجهود والمشاق التي تحملها دعاة الإسلام طوال تلك المرحلة، من خلال فهم كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإظهار الحق ومحاربة الأباطيل، وبأن السلسلة الذهبية للدعاة إلى الله تعالى من عهد النبوة إلى الصحابة والتابعين وأتباع التابعين(...) ، بدت حلقات متواصلة وجهود تراكمية في مراحل الصحوة الإسلامية.

علمتني الصحوة الإسلامية أهمية العلم والمعرفة، وأن الحضارة الإسلامية أعظم حضارة عرفتها الإنسانية، وإشعاعاتها في المعمورة لا تنكسر، ومنها الصروح العلمية العالية مثل جامعات القرويين والزيتونة والأزهر الشريف ومدارس الشام والعراق والمدينة المنورة ومكة المكرمة. كما علمتني أن أعظم حضارة إنسانية هي الحضارة الإسلامية التي ظهرت في كتابات: شكيب أرسلان وسعيد النورسي وحسن البنا ومصطفى السباعي وأبو الأعلى المودودي وسيد قطب وعصام العطار وعبد الكريم زيدان ومحفوظ النحناح وراشد الغنوشي والقرضاوي وغيرهم بالعشرات.

علمتني الصحوة الإسلامية أن الحياة تتطور وتتقديم في عالم الأفكار والوسائل والاجتهادات البشرية وتبقى الثوابت في العقيدة والقيم والأخلاق والمبادئ التي جاءت في القرآن الكريم.

علمتني الصحوة الإسلامية أن المدارس الفكرية الإسلامية تتكامل وتتعاون وتتضامن وبأن خلاف التنوع هو نعمة وليس نقمة.

علمتني الصحوة الإسلامية بأن معاني الحرية والمساواة والكرامة والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والأخوة الإنسانية والإسلامية والمشاعر النبيلة نحو بني الإنسان والحرص على إيصال رسالات الله لهم في أي مكان.

علمتني الصحوة الإسلامية بأن قيمة الإنسان هي في مستوى علاقته بالله وتحقيقه العبودية لله وطاعته ومحاربة الظلم والتصدي للجهل وإعانة الملهوف ومساعدة الناس بكل إنسانية ولطف ابتغاء مرضاة الله.

علمتني الصحوة الإسلامية أن الحياة تتطور وتتقدم في عالم الأفكار والوسائل والاجتهادات البشرية وتبقى الثوابت في العقيدة والقيم والأخلاق والمبادئ التي جاءت في القرآن الكريم.

علمتني الصحوة الإسلامية أن الشهود الحضاري للإسلام قادم، وبأن تحرير فلسطين حتمي كما حررها صلاح الدين الأيوبي بعد جهود تراكمية شارك فيها الكثير من الأبطال مثل نور الدين زنكي والقاضي الفاضل وغيرهم.

علمتني الصحوة الإسلامية أن التعايش بين الديانات الكبرى هدي نبوي كريم، وأن الثقافة الدستورية راسخة في حضارتنا العظيمة ووثيقة المدينة المنورة خير دليل على ذلك.

علمتني الصحوة الإسلامية أن التعاون بين بني الإنسان بالخير مقصد إسلامي وهدي محمدي كريم ومنهج راشدي سار عليه الخلفاء الراشدون في الدولتين الصديقية والعُمرية ومن جاء بعدهم.

علمتني الصحوة الإسلامية أن قيمة الوفاء لأولئك الذين بذلوا الغالي والثمين في تبليغ رسالات الإسلام في أرجاء المعمورة.

علمتني الصحوة الإسلامية أن المستقبل للشعوب التي تسعى لنيل حقوقها وكرامتها. وأن إرادة الشعوب تنتصر على إرادة الطغاة والمستبدين.

علمتني الصحوة الإسلامية أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان، وما بعدها مرهون بالعمل الصالح في الدنيا ابتغاء مرضاة الله (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ) ص: 28.

الصحوة الإسلامية شرف يتسامى وغرس رباني يُأتي ثماره في كل حين بإذن ربه.