نظمت جماعة «الإخوان المسلمين» يوم الأحد، احتفالاً بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيسها، تحت عنوان «تسعون عاماً من العطاء»، وذلك بمركز «أمير أفندي الثقافي»، في مدينة إسطنبول التركية.
وشارك في الاحتفال العشرات من قيادات الإخوان  في العالم، بينهم نائب المرشد العام للجماعة «إبراهيم منير»، ورئيس المكتب السياسي السابق لحركة «حماس» الفلسطينية «خالد مشعل»، بحسب «الأناضول».
وقال «منير» إن «الجماعة لم تتأخر عن القضايا الإنسانية والعالمية، ومنها قضية القدس والمسجد الأقصى، التي وضعتها الجماعة على رأس أولوياتها».
وتابع في كلمة له في الحفل، إن «هذه الاحتفالية تأتي بالتزامن مع يوم العودة في فلسطين، وسط عجز القريب والبعيد عن تقديم العون لفلسطين»، مؤكداً «المسؤولية التامة للجميع تجاه مدينة القدس والقضية الفلسطينية».
وأضاف: «تسعون عاماً مضت من تاريخ الدعوة، دافعت خلالها الجماعة عن دين الله عز وجل، ورغم ما وقع عليها من قتل غير حق واضطهاد، فإنها تعتبر ذلك تثبيتاً على طريق الدعوة، وما زالت الجماعة تسعى للفهم الصحيح لدين الله».
وأشار إلى أن «الجماعة تجد نفسها اليوم، مسؤولة تجاه مصر وفلسطين وأراكان وسوريا، والظلم الموجود في العالم، يتطلب علينا رفع الظلم عن العالم، مع الشرفاء في العالم».
وشدد على أن «الجماعة استطاعت أن ترسي مفهوماً جديداً في التغيير، وأظهرت نموذجاً في التعليم والاقتصاد والسياسة، وقدمت العديد من الرؤى الكاملة النابعة من الفكر الإسلامي».
من جانبه، قال «خالد مشعل»، إن «تركيا العظيمة تفتح قلبها الكبير للإخوان المسلمين وغيرهم، ومن خلال هذا الاحتضان سيحفظ الله تركيا»، وأشار إلى أن «بركة الإخلاص هي التي أينعت وامتدت في حركة الإخوان المسلمين، وإن الشمول أقرب إلى طبيعية الحياة، وهو ما جاء به الإمام البنا، في السياسة والاقتصاد والعقيدة..».
وأضاف مشعل: «الوسطية والاعتدال أقرب إلى النفس السوية، فالتطرف لا يدوم، وإن كان مدوّياً في الأجواء»، وتابع: «التجديد سنّة الحياة، والشجاعة في التقييم والتصوير ونقد الذات، والاعتراف بالخطأ إذا وقع، وحركة الإخوان ينبغي أن تنقد نفسها، لأن ذلك يرفع شأنها ويزيد الثقة بها».
ودعا «إلى المزيد من التعايش مع الآخر، حتى لو آذانا، وأن نتقن المعادلة الوطنية، دون أن ننسى همنا كأمة، وأن ندير الموقف والواقع الإقليمي والدولي بالحكمة».
من جانبه، رأى المراقب السابق لجماعة «الإخوان المسلمين» في الأردن الدكتور همام سعيد، أن «الآلام لها دورات، وأن دورة الإسلام التي تأتي بعد سقوط دولته تبدأ بجيل جديد يكونون إخواناً للرسول محمد صلى الله عليه وسلم».
وأضاف: «جاءت دعوة الإخوان لهدم الباطل والاستعمار والجهل، وعملت الجماعة على بناء فكر إسلامي منظم، وقدمت الإسلام في رؤى شاملة».
وتنتشر الجماعة في عدد كبير من الدول العربية والأوروبية والآسيوية والأفريقية، وفي أمريكا الشمالية والجنوبية وأستراليا، عبر انتشار فكري وسياسي، أو هياكل تنظيمية لمؤسسات أو أحزاب أو جماعات، وفق الإطار المناسب داخل كل دولة.}