كتب الشهيد عمر عادل رحمه الله يقول:

سامح الله الإخوان..
لماذا لم يتركونا مثل باقي الشباب.. لا نحمل هماً فقط إلا كيف نأكل وكيف نشرب وكيف السبيل إلي وظيفة وزوجة وذرية، وكان الله بالسر عليماً.
لماذا حمّلونا همّ الأمة منذ الصغر؟
لماذا فتحوا أعيننا على ما يسمى بالخلافة الإسلامية وتحرير المسجد الأقصى وفلسطين؟
لماذا لم يتركونا نسير بجوار الحائط حتى ندفن بجواره ولا يسمع عنا أحد؟
لماذا شغلونا بإصلاح الوطن..
ولماذا علمونا أن حب الأوطان من الإيمان؟
ولماذا علمونا أن المسلم لا بدّ أن يعيش وغايته رضا الله والجنة، وأن قدوتنا هو النبي محمد |.
لماذا علمونا أن القرآن هو دستور الأمة؟
أليس الدستور الفرنسي هو الأنفع لنا، وأنه يتساير مع الحياة وننال به رضا الغرب عنا؟
لماذا علمونا أن الجهاد هو ذروة سنام الإسلام، وانه هو السبيل لعودة مجد الأمة ورفعتها ومقدساتها المغتصبة؟
أليس الأفضل أن أتنازل عن حقي قليلاً لكي أعيش بسلام مع عدوّي ولا أتصادم معه، لأننا لا طاقة لنا بهم!؟
لماذا علمونا أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر؟
هل نحن من سيغيّر الكون كما يقال؟
لماذا علمونا أن من يلقيه الناس بالحجر، فيلقيهم بأطيب الثمر؟
أليس الأفضل أن أسير بمبدأ «اللي يرشني بالميّة أرشّه بالنار» وأن أعامل الناس بالمثل، والعين بالعين والبادي أظلم؟
لماذا علموني أنه لا بدّ أن أقتطع من راتبي جزءاً كل شهر للدعوة؟ ولمراعاة الفقراء والمساكين والأيتام. أليس الأولى إن (اللي يحتاجه بيتك يحرم على الجامع)! 
والقرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود واللي معاه قرش يساوي قرش.
لماذا علمونا أن نكون قدوة حسنة، وأن نحسن من أخلاقنا ما استطاعنا؟
أليس صاحب الوجهين هو الذي يستطيع أن يتعايش مع الناس هذه الأيام؟
سامح الله الإخوان، لقد علمونا أن نزرع ليأكل غيرنا،
وأن نكون مثل الشمعة تحترق في نفسها لتضيء للأخرين.
اما كان من الأولى أن نكون ناراً تحرق كل من تسول له نفسه أن يقترب منها؟}