انتخب حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا «بن علي يلدريم» رئيساً جديداً له بعد فوزه في الانتخابات الداخلية التي جرت في أنقرة وحصل في إطار مؤتمر عام استثنائي للحزب، على أصوات 1405 مندوبين في الحزب، من أصل 1411 شاركوا في الانتخاب.
وأصبح يلدريم الرئيس الثالث للحزب بعد الرئيس المؤسس، رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو. وتعهد رئيس حزب العدالة والتنمية الجديد، في المؤتمر الاستثنائي للحزب بـ«عدم خذلان» من انتخبوه لرئاسة الحزب الحاكم.
جاء ذلك في كلمة ألقاها يلدريم عقب انتخابه من قبل المؤتمر العام «للعدالة والتنمية»، رئيساً له، قال فيها: «لن أسمح بسقوط الراية المقدسة التي ولّيتموني إياها بانتخابي رئيساً لحزب العدالة والتنمية».
وأوضح «يلدريم» أنه يفخر بأنه من مؤسسي حزب العدالة والتنمية، مشيراً إلى أن هذا الأمر من شأنه أن يضاعف من مسؤولياته تجاه الحزب، فقال: «من دواعي الفخر لدي أنني من المؤسسين الأوائل للحزب، وهذا الشيء يضاعف من مسؤولياتي تجاهه».
- شعبنا هو من تحدى الإرهاب والألاعيب الداخلية والخارجية، وأفشل كل محاولات النيل من وحدتنا.
- حزب العدالة والتنمية رفع كلمة المرحوم عدنان مندريس أن الشعب هو مصدر الديمقراطية، ونترحم على نجم الدين أربكان وعلى توركوت ‏أوزيل، والذين ساروا في طريق التقدم لـتركيا.
- حزبنا تبنى الآداب والتربية التي علمنا أياها مشايخنا الأوائل، ونحن نمتد لتاريخ عريق.
- أعلنها من هنا أننا لن ننهي العمليات العسكرية والأمنية حتى نطهر تركيا من الإرهابيين ونقضي على المخاطر التي تهدد أمننا. لقد حاول البعض تنفيذ محاولة انقلابية لكن شعبنا لقنهم درساً وصفعهم على وجوههم عبر صناديق الاقتراع.
- تركيا تحتاج لدستور جديد وتحتاج لنظام رئاسي قوي، ورئيس الجمهورية اليوم هو شخص منتخب من قبل الملايين.. علينا أن ننهي عدم الوضوح في نظامنا وأن نضمن النظام الرئاسي في دستورنا الجديد.
- حزبنا هو حزب المستضعفين وحزب الشعب التركي بكافة أطيافه، وسنعمل لأجل تحقيق أهدافنا لعام 2023، وتقدم بن علي يلدرم بالشكر لسلفه «داود أوغلو» باسم الحزب والشعب، وفي هذا السياق قال: «أتقدم باسم الحزب والشعب بالشكر الجزيل للسيد «أحمد داود أوغلو» على الخدمات التي قدمها للبلاد».
وشكر «يلدرم» كل من اقترح اسمه لزعامة الحزب، مؤكداً أن حزب العدالة والتنمية حزب قضية، واعداً بأنه سيبذل كل ما بوسعه من أجل تحقيق مستقبل زاهر للبلاد.
وقدّم رئيس الحزب الجديد (النائب عن ولاية إزمير)، شكره للأعضاء الذين قدموا من كل الولايات التركية، ومن بلدان أخرى، لحضور المؤتمر العام الاستثناني للحزب، والعاملين على إعداده، فيما وجّه شكراً خاصاً للذراع النسوية للحزب، وخصوصاً العاملات في البلدات والأقضية.
وأنهى المرشح الجديد خطابه مؤكداً أن تركيا ستتخلص من الإرهاب بشكل نهائي، فقال: «قبل توجهي إلى ديار بكر أريد أن أقول شيئاً: إننا سنعمل على تطهير تركيا بأكملها من الإرهاب، لتحقيق الاستقرار، سنعمل على تخليص تركيا من ويلات الإرهاب، أسأل الله أن يوفقنا للسير نحو مستقبل مشرق».
أردوغان 
من جهته قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن «صلتي العاطفية بأعضاء حزب العدالة والتنمية (الحاكم) باقية ومستمرة، حتى وإن انقطعت صلتي القانونية بالحزب منذ أدائي اليمين الدستورية رئيساً للبلاد».
جاء ذلك في رسالة بعث بها أردوغان إلى المؤتمر العام الاستثنائي الثاني لـ«العدالة والتنمية»، وأعرب عن ثقته في أنّ «المرحلة القادمة ستكون وسيلة لإزالة التضارب الحاصل في التعاون بين رئاسة الجمهورية والكوادر السياسية، بشأن محاولة إيجاد نظام إداري جديد وتغيير الدستور الحالي»، في إشارة منه إلى تغيير نظام الحكم في البلاد، من برلماني إلى رئاسي.
وعن المؤتمر الاستثنائي للحزب الحاكم، قال أردوغان: «اعتبره من أهم مظاهر النضج السياسي في تاريخنا المعاصر، وأتمنى أنّ يتكلل بالنجاح». وأكّد أنّ «هناك مسؤوليات كبيرة ستقع على عاتق الرئيس الجديد المزمع انتخابه لرئاسة العدالة والتنمية، بخصوص تحقيق الأهداف المنشودة لعام 2023، وتجاوز الأزمات الإقليمية والدولية الراهنة». وشكر أردوغان في ختام رسالته، رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، على ما بذله من جهود لخدمة البلاد خلال فترة توليه رئاسة الحزب والوزراء طوال 21 شهراً.
داود أوغلو
بدوره قال رئيس الوزراء التركي، رئيس حزب «العدالة والتنمية»، أحمد داود أوغلو: «نحن نودّع المناصب، لكننا لا نتخلى عن عهودنا ومبادئنا وقضيتنا، ولا نسعى وراء أجندات مؤقتة وإنما فضائل دائمة».
جاء ذلك، في كلمة وداعية، ألقاها رئيس الوزراء أمام المؤتمر، وأكد أن حكومته «ظلّت وفيّة لوعودها منذ استلامها المهام، في تشرين الثاني 2015، وحملت الأمانة على أكتافها بكل فخر، وحافظت على وحدة حزب العدالة والتنمية بجميع أركانه».
ولفت إلى أن حكومته واجهت أكبر خطر للإرهاب في تاريخ البلاد، وقدّمت مكافحة فعّالة وناجحة ضد المنظمات الإرهابية وعلى رأسها «بي كا كا»، و«داعش»، التي استهدفت الناس وأراقت دماءهم.
وشدّد على أن «العدالة والتنمية لم يكن يوماً حزب فصيل أو زمرة معيّنة، ولن يكون كذلك إطلاقاً، بل كان دائماً حزباً للشعب بكافة أطيافه، وحزب تركيا بكاملها، وسيواصل طريقه على هذا النحو إلى ما لا نهاية».
إلى ذلك قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، استقالة مجلس الوزراء، التي قدمها رئيس الحكومة، أحمد داود أوغلو. عقب ساعات من اختيار حزب العدالة والتنمية رئيسه الجديد.
وكلّف الرئيس التركي، رئيس حزب العدالة والتنمية الجديد، بن علي يلدريم، تشكيل الحكومة التركية الـ 65 للبلاد.