العدد 1335 / 31-10-2018

أكدت والدة الفتاة الانتحارية التي قضت في تفجير انتحاري وسط العاصمة التونسية، اسقط عشرين جريحا، أن ابنتها كانت فريسة الإرهاب الذي أعدها لتكون أول انتحارية في البلاد.

وقالت "ذهبية" والدة الانتحارية "منى قبلة" البالغة من العمر 30 عاما،: "لماذا فعلت بنا هذا؟، ماذا فعلنا لك لتجعلينا نعيش هذه الكارثة"؟

واعتبرت أن ابنتها البكر دمرت من خلال التفجير في الشارع الرئيسي بالعاصمة "كامل أسرتها وخصوصا شقيقتها وشقيقيها".

وأضافت: "بعت أرضا فيها شجر زيتون، لكي أشتري لها كما طلبت حاسوبا قبل أربع سنوات، وكانت تخصص كامل وقتها لإعداد دراسة دكتوراه.. ولذا، كانت تنعزل كثيرا في غرفتها للتركيز على دراستها أو إرسال طلبات عمل".

وشدد والدا الانتحارية منى على أنهما لم يكونا يعرفان بأن ابنتهما "تحمل أفكارا متطرفة".

وحصلت "منى" على إجازة في اللغة الإنجليزية منذ ثلاث سنوات، لكنها لم تعثر على عمل، وكانت تعيش مع أسرتها وتهتم أحيانا بالماشية.

وتقول الأم: "في يوم الحادث أبلغتني وخالتها التي تعيش معها في المنزل أيضا، أنها تنوي التوجه يوم السبت لقضاء بضعة أيام في سوسة للبحث عن عمل".

وقضت الانتحارية منى قبلة، تفجيرها شحنة تحملها، وأصابت 20 شخصا بينهم 15 شرطيا.

وعلمت أسرة منى التي تعيش في قرية زردة في منطقة ريفية مهمشة بولاية المهدية (الساحل الشرقي)، بمقتل ابنتها الانتحارية من الشرطة، التي أوقفت شقيقيها لاستجوابهما.

وصف الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي التفجير الذي وقع وسط العاصمة بالفاجعة، وقال إن المناخ السياسي في البلاد "سيئ"، مضيفا أن مثل هذه الحوادث تفرض إعادة النظر في ترتيب الأولويات بالبلاد بعيدا عن التجاذبات السياسية. وشدد قايد السبسي على ضرورة فهم الأسباب التي تقف وراء هذا الحادث، قائلا "ظننا أننا انتهينا من مكافحة الإرهاب في المدن وأنه ما زال في الجبال، لكن الحادث أظهر العكس وبين أن الإرهاب لا يزال قائما في قلب العاصمة".

وتابع السبسي أن "الأهم هو أن يكون الشعب بخير، وأن العالم كله يتعرض لمثل هذه الأعمال، والعنف وارد في العالم، وأن الإرهاب لم يكن من تقاليدنا".

من جهته، وصف رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد العملية التي وقعت في شارع الحبيب بورقيبة بـ"الفاشلة".

وقال الشاهد خلال زيارته للمصابين في المستشفى العسكري بتونس العاصمة إن الحرب على الإرهاب مستمرة، وإنها مسؤولية جميع التونسيين.