العدد 1494 /5-1-2021

غداة استقالة حمدوك.. والبرهان يدعو للحوار

عبد الحميد عوض

أطلقت قوات الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق متظاهرين وصلوا إلى منطقة وسط الخرطوم، في طريقهم نحو القصر الرئاسي، بهدف الضغط على العسكر للتنحي وتسليم السلطة إلى المدنيين، تزامناً مع دعوة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إلى مواصلة الحوار.

وانطلق المتظاهرون من منطقتي الصحافة والديم، في مواكب تطالب بسقوط الانقلاب العسكري استجابة لدعوة من لجان المقاومة السودانية، وبدعم من تجمع الأحزاب السياسية وتجمع المهنيين السودانيين، وأغلقوا الطرق القريبة بالمتاريس وأحرقوا إطارات السيارات القديمة.

وحمل مئات المتظاهرين عند محطة باشدار بحي الديم، وسط الخرطوم، الأعلام السودانية، ورددوا في الواحدة ظهراً بالتوقيت المحلي؛ موعد انطلاق المواكب، النشيد الوطني، وهتافات مناوئة لقادة الانقلاب العسكري.

كما حمل المشاركون في التظاهرات لافتات قماشية تدين قتل المتظاهرين السلميين وتدعو لعودة الحكم المدني.

وأظهرت صور نُشرت في مواقع التواصل الاجتماعي احتجاجات أيضا في بورت سودان والأبيض ونيالا. ولم تُقطع الاتصالات الهاتفية والإلكترونية اليوم خلافا لما حدث في جولات احتجاجات سابقة. ومن المزمع تنظيم احتجاجات جديدة يوم الخميس.

ونقلت مقاطع مصورة مشاهد لتجمعات في أم درمان والخرطوم بحري. فيما لم ترد أي معلومات عن تظاهرات في مدن أخرى حتى الآن.

في المقابل أغلقت السلطات عدداً من مداخل وسط الخرطوم والشوارع بالأسلاك الشائكة، ونشرت وحدات من الجيش والشرطة بالقرب من محيط القصر الرئاسي.

وتعد مواكب اليوم، الأولى من نوعها بعد استقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، يوم الأحد، والثانية خلال الأسبوع الحالي.

على المقلب الآخر، دعا رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إلى مواصلة الحوار بين الأطراف كافة للخروج ببرنامج توافق وطني لإدارة الفترة الانتقالية.

جاء ذلك خلال لقائه، اليوم الثلاثاء، بالقائم بأعمال السفارة الأميركية بالخرطوم، براين شوكان.

وأوضح البرهان للدبلوماسي الأميركي، طبقاً لبيان لمجلس السيادة، أن أبواب الحوار ستظل مفتوحة مع جميع القوى السياسية، وشباب الثورة من أجل التوافق على استكمال هياكل الفترة الانتقالية، والسير في طريق التحول الديمقراطي، وصولاً إلى انتخابات حرة ونزيهة تأتى بحكومة مدنية منتخبة تلبي تطلعات الشعب السوداني، على حد قوله.

كما أكد حرص السودان على استمرار الشراكة والتعاون مع الولايات المتحدة في مختلف المجالات، بما يحافظ على الإنجازات التي تمت خلال الفترة الماضية، والبناء عليها في المستقبل لخدمة المصالح المشتركة للبلدين.

والأحد الماضي، قتل 3 من المشاركين في "موكب 2 يناير" برصاص القوات الأمنية بمدينة أم درمان، غرب الخرطوم، طبقاً لما أعلنته لجنة أطباء السودان المركزية في بيانات لها.

وبذلك، يرتفع مجمل عدد القتلى إلى 57 شخصاً منذ الانقلاب العسكري الذي نفّذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وكانت لجنة منطقة أمبدة، غرب الخرطوم، قد تبنت تسيير موكب اليوم نحو القصر الرئاسي، خارج جدول التصعيد الشهري لبدايته الخميس المقبل، وسرعان ما وجدت لجان أمبدة الدعم والمؤازرة من بقية اللجان التي أعلنت مشاركتها في الموكب، وهذا ما دفع السلطات إلى إعادة تنفيذ ترتيباتها الأمنية بتطويق منطقة وسط الخرطوم.

وحثت بيانات صادرة عن لجان المقاومة السودانية، المشاركين في مواكب اليوم، على "الالتزام بالسلمية وعدم الاحتكاك بالقوات النظامية، وتوحيد الهتافات ضد الانقلاب العسكري".

ودعا تجمع المهنيين السودانيين، الشعب السوداني إلى المشاركة في مواكب اليوم، مستنكراً قرار السلطة الأخير بزيادة تعرفة الكهرباء. وذكر في بيان له، أنّ "النضال ضد الزيادات في الأسعار وغيرها من السياسات الاقتصادية المعطوبة والمعادية للشعب، في قلب معركة إسقاط تحالف المجلس العسكري الانقلابي وغطائه المدني".

وكانت قوى "إعلان الحرية والتغيير"، قد أكدت، في بيان لها، أمس الإثنين، أنّ استقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك "نتاج طبيعي لإرادة الشعب، والتي لا يمكن تجاوزها أو تجاهل أولوياتها"، وأكدت "مضي قطار الثورة لهزيمة الانقلاب بعزم وإرادة الشعب السوداني"، داعية إلى "بناء أوسع جبهة لهزيمة الانقلاب، تشارك فيها كل قوى الثورة، لإنجاز المهمة".

وأمس الإثنين، وفي كلمة له أمام ضباط الجيش والدعم السريع، تمسك رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بتشكيل حكومة مستقلة ذات مهام محددة، يتوافق عليها جميع السودانيين، مشيراً إلى "ضرورة العمل على تحقيق مهام الفترة الانتقالية التي تتمثل في تحقيق السلام وبسط الأمن ومعالجة قضايا الناس وإجراء الانتخابات".

ودان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أمس الإثنين، "استمرار العنف" ضد المتظاهرين في السودان، داعياً قوات الأمن إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس".

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريس، في بيان: "يدين الأمين العام استمرار العنف الذي يستهدف المتظاهرين، ويدعو قوات الأمن السودانية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والوفاء بالتزاماتها في ما يتعلق بالحق في حرية التجمع والتعبير".

كما دعت وزارة الخارجية الأميركية، الإثنين، القادة السودانيين إلى ضمان استمرار الحكم المدني، عقب استقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.