العدد 1355 / 27-3-2019

تشير مؤشرات ما قبل انعقاد القمة المصرية الأردنية العراقية في القاهرة إلى أنها تكتسب أهمية خاصة بالنظر إلى القضايا التي يتوقع أن تعرض على طاولة البحث بين كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي.

كما أن القمة تعيد إلى الذاكرة مجلس التعاون العربي الذي تأسس في شباط 1989 بمشاركة الدول الثلاث، إضافة إلى اليمن، وهو المجلس الذي اتسم بنشاط كبير رغم عمره القصير الذي انتهى عمليا بالغزو العراقي للكويت في آب 1990.

واشتركت أطراف القمة الثلاثة في تصدير إشارات حول أهمية القمة ، في حين حرص رئيس الوزراء العراقي على تبرير مغادرته بلاده رغم كارثة العبارة التي غرقت في نهر دجلة وراح ضحيتها نحو مئة قتيل، حيث قال إنه يغادر من أجل اجتماع "مهم" في القاهرة، علما بأن هذه هي أول زيارة خارجية للمهدي منذ توليه منصبه قبل نحو خمسة أشهر.

سياسة وأمن واقتصاد

وأبرز الإعلام المصري تصريحات للمتحدث باسم الرئاسة بسام راضي قال فيها إن القمة ستبحث شقا سياسيا أمنيا يتعلق بمكافحة التنظيمات الإرهابية وتبادل المعلومات، وآخر اقتصاديا تجاريا يشمل بحث التعاون في مجال الطاقة، فضلا عن نقل البضائع والتسهيلات الجمركية.

بدورها، نقلت صحيفة "الغد" الأردنية عن مصدر حكومي أردني قوله السبت إن "بغداد تدرس حاليا تطوير مشروع خط النفط مع الأردن بشكل كامل، بحيث يتم إيصال الخط إلى مصر بدل انتهائه في العقبة"، مشيرا إلى أن "الجانب العراقي يتواصل مع مصر في هذا الخصوص".

وكان العاهل الأردني أجرى في 14 كانون الثاني الماضي محادثات في بغداد، ركزت على تعزيز التعاون، خاصة في مجال الطاقة والنفط، علما بأن الأردن والعراق وقعا في نيسان 2013 اتفاق إطار لمد أنبوب يبلغ طوله 1700 كيلومتر لنقل النفط العراقي الخام من البصرة إلى مرافئ التصدير بالعقبة، بكلفة تقارب 18 مليار دولار، وسعة مليون برميل يوميا.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، يأمل العراق -الذي يملك ثالث احتياطي نفطي في العالم يقدر بنحو 143 مليار برميل بعد السعودية وإيران- أن يؤدي بناء هذا الخط إلى زيادة صادراته النفطية وتنويع منافذه، في حين يأمل الأردن -الذي يستورد 98% من حاجاته من الطاقة أن يؤمن الأنبوب احتياجاته من النفط الخام التي تبلغ نحو مئة ألف برميل يوميا.

اجتماع موسع

وكان لافتا أن الدول الثلاث استبقت القمة باجتماع شارك فيه وزراء الخارجية ورؤساء المخابرات في الدول الثلاث.

وتقول وكالة الأناضول للأنباء إن دولا في المنطقة بينها مصر والأردن، تخشى أن تصبح محطات لتنظيم الدولة الإسلامية بعد أن خسر التنظيم معاقله الرئيسية في كل من العراق وسوريا، بينما يسعى عبد المهدي إلى الحصول على دعم مصر والأردن لجهود مواجهة التنظيم في المنطقة.

وبعد اجتماعه مع السيسي يوم السبت، أبرز عبد المهدي أهمية تجفيف المنابع الأساسية للتنظيم، وقال في مؤتمر صحفي مشترك إن "التعاون في مثل هذا المجال سيكون وثيقا وأساسيا بين مصر والعراق".

وتقول وكالة رويترز للأنباء إن الولايات المتحدة تعتقد أن قائد التنظيم أبو بكر البغدادي موجود في العراق، كما تضيف الوكالة أنه بالنسبة لمصر فإن مئات من رجال الجيش والشرطة قتلوا على يد المسلحين الموالين لتنظيم الدولة في شبه جزيرة سيناء، ولذلك فإن هزيمة المسلحين واستعادة الأمن بعد سنوات من الاضطراب هي مهمة كبيرة للسيسي، الذي وصل إلى السلطة بعدما أعلن وهو وزير للدفاع عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي في تموز 2013.