العدد 1343 / 2-1-2019

المظاهرة المليونية التي دعت لها تيارات المعارضة السودانية يوم الجمعة الماضي، وبعد فشلها وعجزها عن حشد مائتي شخص ناهيك عن مليون , تؤكد ما ذهبنا إليه وهو أن تيارات المعارضة جميعها بلا استثناء تضحك على الشعب السوداني وتكذب عليه.. وتدعو لمليونية ولا يحضر إليها دعاتها والمروجون لها ولا قيادات المعارضة. وفي الذاكرة العبارة الأكثر وقعاً في قاموس السياسة السودانية (حضرنا ولم نجدكم) لنقد عليه رحمة الله.. الوحيد الذي حضر ثم رحل .

الحملة الواسعة في مواقع التواصل الاجتماعي التي روّجت للمليونية وحملت وسائل إعلام كبيرة منها الجزيرة والبي البي سي وغيرها من القنوات، للاهتمام بها وهي تفرد مساحات واسعة لها وشغلت المتابعين لمواقع التواصل الاجتماعي ولم يعد هناك أحد وإلا تيقن تماماً أن الجمعة ستكون آخر يوم لنظام الإنقاذ. وقد شجع هذا الواقع الافتراضي الكثيرين ليرموا بكل سهامهم على الإنقاذ دون أن يتركوا خطاً للرجعة , ومن هؤلاء دراميون يدفعون ثمن رحلتهم الى أمريكا ومذيعون متوهمون بالنجومية وانتهازيون في حركات التمرد، لن يقبل بهم شعب السودان دخلوا على اي حراك إلا ودمروه .

بعض وسائل الإعلام العربية والأجنبية لا تنقل الحقيقة وإنما تساير ما يجري في مواقع التواصل الاجتماعي وتنقل عنه، وقد كان ذلك واضحاً في المساحة الواسعة التي منحتها لخبر مجهول يدعو لمليونية يوم الجمعة , وعندما فشلت المظاهرة المليونية، لم تبرز ذلك ولم تقل إن هناك مظاهرات محدودة لا يتجاوز عدد المشاركين فيها المائة شخص في أكبرها، وعشرة أشخاص في بعضها، ولكن تخرج علينا هذه القنوات بعناوين نصها (استمرار المظاهرات في العاصمة الخرطوم وبعض المدن الأخرى) دون أن تتحدث عن محدوديتها وضعفها وفشلها في حشد المليونية التي روّجت لها.

هذه القنوات تعبر عن سياسات دولها تجاه السودان , ولذلك لن ننتظر منها موضوعية ولا حقيقة وهي تستخدم صور الموبايل بالرغم من توفر أجهزة(SNG) في نقل الصور والمواد الى قنواتها في الخارج فالقضية قضية سودانيين ولن تخدمها تلك القنوات وإن كان كادرها ومدراء مكاتبها من السودانيين الذين لا حول لهم ولا قوة غير اتباع سياسات تلك القنوات والتي هي سياسات حكوماتها، وهناك من يبالغ في خدمة تلك الأجندة .

بلادنا تتعرض لحملة إعلامية كبيرة يتم من خلالها استخدام تيارات سياسية وعنصرية وعقائدية تتواجد في الخارج في عدد من الدول الغربية وهي تدفع بالمئات من العطالة الذين يتلقون إعانات لتكوين غرف عمليات لإنتاج المواد بمختلف أشكالها وبثها ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي , وحراسة المواقع والتطبيقات المختلفة للتصدي لكل من يخالفها الرأي أو يصدع بالحقيقة أو يتمسك بموقف وطني ربما يعرضه لسيل من الإساءات و التهديدات .

انتهينا من (المليونية) وقد طفح الكيل ، اما الذين يتحدثون عن (يوم الكرامة) ومن الآن نقول لهم جهزوا العنوان التالي .

الشاذلي حامد المادح