العدد 1457 /14-4-2021

من الجزر العذراء وصولاً إلى جنيف ومروراً ببنما، يوسّع القضاء السويسري تحقيقاته في تعقب مسار تحركات أموال يشتبه في أن حاكم "مصرف لبنان" المركزي، رياض سلامة، قام بها، بحسب معلومات نشرتها صحيفة "لوتان" السويسرية اليوم الثلاثاء.

وكانت صحيفة "الأخبار" اللبنانية قد أشارت في يناير/كانون الثاني الماضي إلى وجود تحقيق في سويسرا، وأكدت النيابة الفيدرالية السويسرية آنذاك أنها وجهت طلباً بالمساعدة القضائية إلى لبنان.

واطلعت صحيفة "لوتان" على هذا الطلب الذي يورد لائحة من سلسلة تحركات أموال بإجمالي يقدره المدعون السويسريون بأكثر من 300 مليون دولار بين لبنان وسويسرا قد يكون قام بها رياض سلامة وشقيقه رجا.

ورداً على أسئلة "فرانس برس"، أكدت النيابة الفيدرالية اليوم الثلاثاء، أنها تُجري "تحقيقاً جنائياً للاشتباه بارتكاب عمليات غسل أموال خطرة بما يتصل باختلاس أموال محتمل على حساب مصرف لبنان"، لكنها رفضت الإدلاء بأي تعليق آخر على طلب المساعدة القضائية.

وفي طلبها الذي حصلت عليه صحيفة "لوتان"، تستند النيابة السويسرية إلى عقد بتاريخ 6 إبريل/ نيسان 2002 بين "مصرف لبنان" وشركة "فوري أسوشياتس" المسجلة في تورتولا في الجزر العذراء ولها مكتب في بيروت والمستفيد الاقتصادي منه يُعتقد أنه رجا سلامة.

هذا العقد الذي قد يكون وقعه رياض سلامة وشقيقه، يخول شركة "فوري أسوشياتس" ببيع سندات خزينة ويوروبوند من المصرف المركزي عبر تلقي عمولة اكتتاب.

وبحسب المدّعين العامين السويسريين، فإن ذلك أتاح بين إبريل/ نيسان 2002 وأكتوبر/ تشرين الأول 2014 وصول أكثر من 326 مليون دولار إلى حساب "فوري أسوشياتس" لدى مصرف "إتش.إس.بي.سي" HSBC الخاص (سويسرا) في جنيف، حساب المالك المستفيد منه هو أيضاً رجا سلامة.

وبحسب القضاء السويسري، فإن القسم الأكبر من هذه المبالغ أُعيد تحويله فوراً إلى الحساب الشخصي لرجا سلامة في مصرف "إتش.إس.بي.سي" أيضاً ثم إلى 5 مؤسسات لبنانية.

وكشفت النيابة الفيدرالية أيضاً أن رياض سلامة قد يكون فتح أيضا في العام 2008 حساباً لدى "جوليوس باير" في زوريخ عبر شركة "ويست لايك كوميرشال" التي يوجد مقرها في مدينة بنما، ما قد يكون سمح بإجراء معاملات مشبوهة. وقد يكون فتح حساباً آخر لدى "يو.بي.إس"UBS في عام 2012، ثم في عام 2016 لدى "كريدي سويس"، وأخيراً في عام 2018 لدى "بنك بيكتي" في جنيف.

وفي طلب المساعدة القضائية، أعربت النيابة الفيدرالية أيضاً عن شبهاتها بأن رياض سلامة حصل على عقارات في سويسرا من خلال شركتين مقرهما في جنيف.

ويأتي ذلك فيما يشهد لبنان منذ أواخر عام 2019 أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية (1975-1990) مع تدهور قيمة العملة الوطنية وقيود مصرفية تمنع التحويلات إلى الخارج.