العدد 1345 / 16-1-2019

أشاد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بالجهود التي يبذلها الرئيس عبد الفتاح السيسي لمواجهة التطرف، معربا عن شكره للرئيس السيسي لـ"شجاعته".

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها بومبيو يوم الخميس الماضي بمقر الجامعة الأمريكية بالتجمع الخامس في إطار زيارته إلى القاهرة بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي وذلك في الذكرى المئوية للجامعة الأمريكية بالقاهرة.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي أن مصر كانت دائما بلد السعي نحو تحقيق الآمال، مشيرا إلى التزام بلاده في عهد الرئيس دونالد ترامب بالسلام والازدهار والاستقرار والأمن بمنطقة الشرق الأوسط.

ولفت وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى أنه في كل مرة يزور فيها مصر يرى شيئًا جديدا وعظيما، كما أنها رحلة تحمل معنى خاص له كمسيحي، حيث إنها تأتي في أعقاب أعياد الاحتفال للمسيحيين الشرقيين.

وقال "نحن جميعا أبناء سيدنا إبراهيم عليه السلام , مسيحيون ومسلمون ويهود"، و"الولايات المتحدة الأمريكية قوة تخدم الخير في الشرق الأوسط، علينا أن نعترف بهذه الحقيقة لأننا إذا لم نفعل ذلك سنقوم باختيارات سيئة الآن وفي المستقبل".

وأعرب عن سعادته بوجوده في الجامعة الأمريكية، بقوله "لا يوجد مكان لائقا أكبر من المكان الذي أقف فيه من القاهرة بالجامعة الأمريكية للنقاش حول قضايا الشرق الأوسط، وهذه السنة تصادف الذكرى المئوية على تأسيس هذه المؤسسة".

وقال الوزير الأمريكي "إن أمريكا صديقكم القديم كانت غائبة بصورة كبيرة في تلك الفترة لأن قادتنا أخطأوا في قراءة تاريخنا، والحظوظ التاريخية التي صادفت تلك الانتفاضات، وتم التعبير عن سوء الفهم الأساسي في هذه المدينة في العام 2009، وأثر بصورة سلبية على حياة مئات الملايين من شعب مصر وفي جميع أنحاء المنطقة".

وأضاف "هنا وفي هذه المدينة بعينها وقف أمريكي آخر يخاطبكم وقال إن إرهاب الإسلام المتطرف لا ينبع من أيديولوجية وقال إن أهداف الحادي عشر من سبتمبر دفعت بلاده إلى التخلي عن مثلها العليا لا سيما في الشرق الأوسط وقال إن الولايات المتحدة والعالم الإسلامي بحاجة إلى بداية جديدة وكانت نتائج هذه الأحكام الخاطئة وخيمة".

وقال "عندما أطلق بشار الأسد الإرهاب ضد المواطنين السوريين العاديين وضرب المدنيين بالبراميل الحارقة التي تحمل غاز السارين تماما مثلما فعل صدام حسين عندما ضرب الشعب الكردي بالغاز نددنا بهذه الأعمال ولكن بسبب ترددنا في استعمال قوتنا لم نفعل أي شيء تجاه ذلك وحماسنا في مخاطبة المسلمين فقط للدول تجاهل التنوع الثري للشرق الأوسط وأضعف أواصر قديمة وقوض مبدأ الدولة الوطنية وهي حجر أساس الاستقرار العالمي".

وأشاد بالدور المهم والمحوري الذي لعبته مصر وعمان والكويت والأردن في مساندة العقوبات الأمريكية على إيران، وقطعات الإمارات العربية المتحدة الواردات الإيرانية في إعادة فرض العقوبات الأمريكية، ومساعدة البحرين على كشف ومحاربة وكلاء الحرس الثوري الإيراني من البلاد وإيقاف نشاطات إيران البحرية، وعمل المملكة العربية السعودية لمكافحة التوسع والنفوذ الإيرانيين في المنطقة.

وقال بومبيو "ونسعى إلى أن تستمر جميع الدول في العالم على تقويض النشاط الإيراني في المنطقة"، وأشار إلى أنه ساعد أصدقاء أمريكا في كوريا الجنوبية وبولندا في مواجهة موجة الدمار الإقليمي والإرهاب العالمي الذي تفعله إيران، وقد قطعت الدول في جميع أنحاء العالم واردات النفط الإيراني بالكامل ويعمل آخرين على تحقيق هذا الهدف بالإضافة إلى الشركات الخاصة من فرنسا وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى.

وأضاف بومبيو أن إدارة الرئيس الأمريكي ترامب تعمل على تأسيس تحالف استراتيجي شرق أوسطي لمجابهة الأخطار الأكثر جدية في المنطقة وتعزيز التعاون ف مجال الطاقة والاقتصاد، وهذا الجهد يجمع بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن و"نطالب جميع الدول اتخاذ الخطوة التالية لمساعدتنا في تعزيز هذه التحالف".

وتابع بومبيو "تنمو روابط جديدة بصورة لم نكن نتصورها حتى عهد قريب، من كان يصدق أن يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي مسقط أو أن علاقات جديدة ستنشأ بين السعودية والعراق أو أن البابا في روما يزور هذه المدينة ليلتقي بالأئمة المسلمين ورؤساء الكنيسة القبطية".

وقال "في أكتوبر من العام الماضي عزف النشيد الوطني الإسرائيلي أثناء تتويج بطل الجودو الإسرائيلي كفائز في دورة ألعاب كيمج في الإمارات العربية المتحدة وكانت هذه أول مرة يسمح فيها لوفد إسرائيلي بالمشاركة تحت العلم الإسرائيلي وكانت أول مرة يحضر فيها وزيرا الثقافة والرياضة الإسرائيليين".

وأكد وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو -في خطابه بالجامعة الأمريكية بالقاهرة- أن أي عمل تقوم به أمريكا بمفردها، وأنها تعرف أنه لا يمكنها ولا يتوجب عليها المحاربة في جميع الجولات أو المحافظة على كل اقتصاد في العالم ولا تريد أي دولة أن تعتمد على دولة أخرى وهدفنا هو الدخول في شراكة مع أصدقائنا ومعارضة أعدائنا لأن وجود شرق أوسط قوي اقتصاديا يخدم مصالحنا الوطنية.

وطالب وزير الخارجية الأمريكي جميع دول العالم بأن تشارك في هزيمة التطرف والمتشددين في منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح أن العقوبات الأمريكية علي ايران هي الأقوى في التاريخ وستتزايد صعوبتها حتي تبدأ طهران التصرف كدولة عادية.

وأكد أنه في لبنان ستعمل أمريكا على تخفيف خطر ترسانة صوارخ حزب الله الموجهة إلى إسرائيل ويمكنها الوصول إلى جميع مناطقها، وفي العراق ستساعد واشنطن شركاءها في بناء دولة خالية من النفوذ الإيراني، وأوضح أن دولة العراق حرصت على توطيد العلاقات مع جيرانها العرب واستئناف السلام مع إقليم كردستان وجددت تركيزها علي محاربة الفساد، وشدد على أن واشنطن ستعمل على تحقيق سلام دائم في اليمن.

وأوضح بومبيو أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في الدفاع عن نفسها , "سنواصل التأكد من امتلاك إسرائيل القدرة العسكرية للقيام بذلك بصورة حاسمة، كما تواصل إدارة ترامب دفع جهود تحقيق سلام حقيقي دائم بين إسرائيل وفلسطين".

وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعي إلى تحقيق شراكة مع مصر، وقال "أشجع الرئيس السيسي على إطلاق الطاقات الابداعية لشعب مصر وعدم تقييد الاقتصاد وتشجيع تبادل حرية الأفكار"، وأثنى على جهود الرئيس السيسي في دعم الحريات الدينية التي تقف كمثال لجميع شعوب الشرق الأوسط.