العدد 1386 / 13-11-2019

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا من إعداد لويزا لافلاك ومصطفى سالم، يتحدثان فيه عن المخاوف التي تنتشر بين المتظاهرين في العراق، في وقت تواصل فيه الحكومة قمعها وتتكتم على أعداد القتلى.

ويشير التقرير، إلى أن العراقيين يواجهون منذ أكثر من شهر الرصاص الحي والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه وهم يهتفون مطالبين بإزاحة النظام السياسي في البلاد بأكمله.

وتلفت الصحيفة إلى أنه قتل حتى الآن أكثر من 319 شخصا، فيما جرح 15 ألف شخص منذ بداية الاحتجاجات في المدن الجنوبية في الأول من تشرين الأول ، بحسب مفوضية حقوق الإنسان العراقية.

ويفيد التقرير بأن حملة قمع واسعة بدأت مع تراجع حدة التظاهرات، فاعتقل مئات من الناشطين، فيما اختفى المتطوعون الطبيون وهم في الطريق إلى ساحة التحرير في بغداد، ولم يسمع منهم حتى الآن.

ويشير التقرير إلى أنه تمت السيطرة على التظاهرات في البداية قبل أن تستأنف من جديد بعد عدة أسابيع، وتتحول إلى مواجهات جيلية بين الجيل الشاب الذي نشأ في ظل الاحتلال الأمريكي، والنخبة السياسية التي انتفعت من النظام الانتخابي الذي ساعدت الولايات المتحدة على تصميمه.

ويذكر الكاتبان أنه في محاولة لامتصاص غضب الجماهير بسبب البطالة العالية في بلد يعد غنيا بالنفط، حاول رئيس الوزراء عادل عبد المهدي والرئيس برهم صالح تقديم وعود بتوفير الأعمال والتعديلات القانونية، لافتين إلى أن الشارع تلقى وعودهما بنوع من الصدمة.

ويلفت التقرير إلى أن التظاهرات أدت إلى صدمة عرابي السلطة، فاقتنع عبد المهدي في البداية بتحضير نفسه للاستقالة قبل أن يقنعه داعموه في بغداد وطهران بالعدول عن استقالته، وذلك بحسب ثلاثة مسؤولين على معرفة بالأمر، الذين رفضوا الكشف عن هويتهم، مشيرا إلى أن الأطراف السياسية بأطيافها كلها اتفقت في الأسابيع التي تبعت المظاهرات على حماية النظام.

ويذكر التقرير أن الخارجية الأمريكية عبرت في بيان لها عن قلقها "حول العنف المستمر والهجمات التي تستهدف المحتجين، لافتا إلى أنه من غير المعلوم حجم الدماء التي سفكت في التظاهرات.

وينقل الكاتبان عن المسعفين ومسؤولي حقوق الإنسان، قولهم إن مكتب رئيس الوزراء منع المستشفيات من تقديم معلومات حقيقية عن الضحايا لمؤسسات الدولة التي تقوم بتوثيق عدد القتلى.

وتورد الصحيفة عن ممثلين عن المشارح، قولهم إنهم لا يملكون صلاحية الكشف عن عدد الجثث التي يتلقونها يوميا، مشيرة إلى أن صور القتلى تنتشر في ميدان التحرير وفي الشوارع وتحت الجسور التي شهدت مواجهات في الأيام الماضية، بالإضافة إلى انتشار بقايا عبوات الغاز المسيل للدموع.

ويورد الكاتبان نقلا عن كبير مستشاري الأزمات في منظمة "أمنستي إنترناشونال" بريان كاستنر، قوله: "لم نر قنابل استخدمت بهذا الحجم وبهذه الطريقة في أي احتجاج مدني"، وأضاف: "الصور قد لا تكون قابلة للمشاركة نظرا لفظاعتها".

وبحسب الصحيفة، فإن زنة العبوة تبلغ عشرة أضعاف العبوة العادية التي تستخدم عادة في السيطرة على الجماهير، وذلك بحسب الأطباء الذين يعملون في مستشفيات بغداد، والذين قالوا إنها تهشم الجماجم، وقتلت على الأقل 31 شخصا.

وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أنه كون المسؤولين يرفضون الكشف عن حجم الضحايا، فإن المتظاهرين باتوا يخشون من الذهاب إلى المستشفيات خشية الرقابة أو الاعتقال.