العدد 1424 / 12-8-2020

أعلنت إثيوبيا تأجيل المفاوضات الثلاثية حول سد النهضة إلى 17 من آب الجاري، وذلك بعد استئنافها لوقت قصير يوم الاثنين.

وجاء الإعلان الاثيوبي استجابة لرغبة الفريق السوداني الذي طلب تأجيل المفاوضات لمدة أسبوع لإجراءات مشاورات داخلية، وكشف في الوقت ذاته أنه لاحظ تقاربا جديدا بين موقفي مصر وإثيوبيا.

وأمس الاثنين، قالت وزارة الري السودانية "استؤنفت بعد ظهر الاثنين المفاوضات الخاصة بملء وتشغيل سد النهضة بدعوة من الاتحاد الأفريقي وبحضور الخبراء والمراقبين".

وأضاف البيان "طلب الوفد السوداني في بداية الجلسة تأجيل المفاوضات لمدة أسبوع لمواصلة المشاورات الداخلية التي يجريها الفريق المفاوض".

وكان السودان قد تلقى الأسبوع الماضي اقتراحا إثيوبيا مفاده ربط اتفاق تشغيل سدّ النهضة باتفاق شامل بشأن تقاسم مياه النيل الأزرق. وأوضح بيان وزارة الري أن طلب التأجيل يرتبط "بالتطورات التي شهدتها المفاوضات في الآونة الاخيرة".

وذكر بيان لوزارة الري والمياه الإثيوبية أنه كان من المتوقع أن تقدم الدول الثلاث تقريرها إلى رئيس الاتحاد الأفريقي في غضون أسبوعين، إلا أن المدة انقضت دون مفاوضات فعلية بسبب طلب مصر والسودان تعليق المفاوضات.

أما الجانب المصري، فأكد استعداده لاستئناف التفاوض على أساس نتائج القمة الأفريقية المصغرة والاجتماع الوزاري يوم الثالث من آب الجاري.

ودعت القمة الأفريقية المصغرة للتفاوض من أجل التوصل لاتفاق ملزم حول قواعد ملء سد النهضة وتشغيله.

التقارب والموقف المائع

وفي السياق ذاته، قال وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس إنهم كوفد سوداني لاحظوا مؤخرا تقاربا إثيوبيا مصريا خلال جولة المفاوضات الأخيرة أثار اهتمام الجانب السوداني. ووصف الوزير مسألة تبادل استدعاء السفراء بين القاهرة وأديس بابا بالموقف المائع.

وأضاف الوزير أن الرجوع لطاولة المفاوضات محكوم بسحب إثيوبيا مقترحها مطلع الشهر الجاري الذي يحوي أجندة جديدة للتفاوض، وهو المقترح الذي نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي تقديمه أصلا.

ويُعد سد النهضة الكبير مصدر توتر بين إثيوبيا من جهة ومصر والسودان من جهة أخرى.

ويتوقع أن يصبح أكبر منشاة لتوليد الطاقة الكهربائية من المياه في أفريقيا. وتقوم إثيوبيا ببنائه على النيل الأزرق الذي يلتقي مع النيل الأبيض في الخرطوم لتشكيل نهر النيل.

وترى إثيوبيا أن السد ضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية، في حين تعتبره مصر تهديداً حيوياً لها إذ يعتبر نهر النيل مصدرا لأكثر من 95% من مياه الري والشرب في البلاد.

وخلال الأشهر الأخيرة، تصاعد الخلاف بشأن السد مع مواصلة إثيوبيا الاستعداد لملء الخزان، الذي يستوعب 74 مليار متر مكعب من المياه.

ورغم اعتراض مصر والسودان أعلنت أثيوبيا في 21 تموز الماضي أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة 4,9 مليارات متر مكعب، والتي تسمح باختبار أول توربينتين في السد.