احتشد عشرات الآلاف من مناصري الحزبين الاكبر في تركيا، حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري المعارض، بالاضافة إلى أحزاب أخرى في ساحة تقسيم باسطنبول، للاحتجاج على محاولة الانقلاب الفاشلة في البلاد الأسبوع الماضي، وتزامن ذلك مع إعلان السلطات التركية عزمها على حل الحرس الرئاسي بعد اعتقال قرابة 300 من أفراده بتهمة المشاركة في تلك المحاولة. وقد اجتمعت أحزاب المعارضة والسلطة لأول مرة في ما اطلقوا عليها مظاهرة التأييد للجمهورية والديمقراطية.
وقد دعا إلى هذه المظاهرة والتجمع الجماهيري كبرى جماعات المعارضة، حزب الشعب الجمهوري،(وهو حزب علماني يصنف كيسار الوسط)، وسط إجراءات أمنية مشددة في مدينة اسطنبول.
وتحدث في المظاهرة زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كلتشدار أوغلو، مشدداً على أن الديمقراطية تبنى على أسس السلام في الداخل والخارج.
وقال كلتشدار اوغلو إن جميع الاحزاب عارضت الانقلاب بشدة، وتوحدت خلف «المفهوم المشترك للديمقراطية في تركيا»، وهو ما سيمهد الطريق لتعزيز ثقافة المصالحة السياسية في تركيا، بنظره.
وشدد أوغلو على القول «إنه مرة أخرى ثبت أن مبادئ الديمقراطية والعلمانية والدولة المدنية المحكومة بالقانون هي الحامية للدولة التركية، هذه المبادئ هي طريقنا إلى الحضارة الحديثة».
وحض أوغلو الدولة على الا تنساق إلى الغضب والانتقام، مؤكداً أنه يجب أن يحصل المتورّطون في الانقلاب على محاكمة يراعى فيها القانون. «فالتعذيب وسوء المعاملة والقمع والتخويف ستزيد من حالة الانقلابيين، ويجب الا يسمح بذلك».
وانضم مؤيدو حزب العدالة والتنمية الحاكم إلى التجمع، وكان الكثير منهم نزلوا إلى الشوارع منذ يوم الانقلاب وانتشروا رافعين الأعلام التركية في معظم الساحات والشوارع.
وقد كتب رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم مقالاً افتتاحياً في صحيفة هابيرتورك اليومية جاء فيه: إن الجمهورية التركية باتت اليوم أقوى من أي وقت مضى.
«لاحاجة للحرس الرئاسي»
وكان يلدريم قد قال في حديث تلفزيوني إنه «لا توجد حاجة» لقوة الحرس الرئاسي التي يبلغ عدد أفرادها قرابة 2500 عسكري.
وأعلن اردوغان أن عدد الموقوفين منذ 15تموز تجاوز 13 ألف شخص، من بينهم قرابة تسعة آلاف عسكري وأكثر من ألفي قاض ومدّع عام، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول الحكومية.
وقال رئيس أركان الجيش التركي، خلوصي أكار، في تصريح لقناة تلفزيونية تركية خاصة يوم الأحد، إن الجنود الذين اشتركوا في المحاولة الإنقلابية الفاشلة سببوا أذى كبيراً للبلاد و«سيواجهون أقسى العقوبات». وأضاف أكار، الذي احتجزه الانقلابيون رهينة في ليلة الانقلاب، أن القوات المسلحة ستواصل أداء واجباتها بتصميم (اكبر).
ونقلت وسائل إعلام تركية عن المدعي العام في أنقرة هارون كودالاك قوله إنه قد أفرج عن 1200 جندي.
وأعلنت السلطات أيضاً إلقاء القبض على خالص خانجي الذي وصف بأنه مساعد مهم لرجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن. وبحسب الأناضول، فقد اعتقل أيضاً محمد سعيد غولن، ابن شقيق غولن، في مدينة أرضروم شمال شرقي تركيا.
استبدال المعلمين
وكانت السلطات قد أعلنت حالة الطوارئ يوم الأربعاء، وهو ما يتيح للرئيس ومجلس الوزراء إعداد تشريعات دون الرجوع إلى البرلمان وفرض قيود أو تعليق الحريات.
وقد أعلن عدد من المحامين الأتراك رفضهم التوكل عن المشتبه في تورطهم بالمحاولة الانقلابية. وقال رئيس رابطة الدراسات القضائية، حسين كايا، لوكالة الأناضول التركية إن بعض المشتبه فيهم تقدموا بطلبات للدفاع عنهم إلى رابطة المحامين في أنقرة، لكن طلباتهم رفضت.
وفي غضون ذلك قالت السلطات التركية إنها تخطط لتعيين أكثر من 20 ألف معلم لاستبدالهم بأولئك الذين فصلوا من المدارس والمؤسسات التعليمية للاشتباه في صلتهم بالمحاولة الانقلابية.