العدد 1398 / 29-1-2020

قتل عراقيان وأصيب عشرات بجروح خلال أعمال عنف مرتبطة بالاحتجاجات المناهضة للحكومة، بعيد إصدار السلطات أمراً بحظر بث قناة محلية لمدة شهر، معروفة بتغطيتها المكثفة للتظاهرات المطالبة بإسقاط النظام.

وتتواصل الاحتجاجات المطلبية التي يمثل جيل الشباب العنصر الفاعل فيها، رغم القمع والعنف الذي أدى إلى مقتل أكثر من 480 شخصاً، غالبيتهم العظمى من المتظاهرين، منذ اندلاع التظاهرات في الأول من تشرين الأول، في بغداد ومدن جنوب البلاد. ويطالب المحتجون بإجراء انتخابات مبكرة تستند إلى قانون انتخابي جديد، وتسمية رئيس وزراء بدلاً عن المستقيل عادل عبد المهدي ومحاسبة المسؤولين عن إراقة دماء المتظاهرين ومحاكمة الفاسدين.

وفي الكوت، كبرى مدن محافظ واسط الواقعة جنوب بغداد، قتل متظاهر بالرصاص واصيب 56 شخصا بينهم 20 متظاهراً بالرصاص الحي، خلال صدامات مع قوات الأمن التي استخدمت أيضاً قنابل الغاز المسيل للدموع، وفقاً لمصادر طبية وأمنية.

وأشارت المصادر إلى وجود عشرة جرحى من قوات الأمن. وفي بغداد، اغتيل الأستاذ الجامعي محمد حسين علوان، أحد المشاركين في الاحتجاجات الطلابية وداعم للتظاهرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بهجوم مسلح لدى مروره بسيارته في شمال بغداد، وفقا لمصدر في الشرطة.

على مقربة من ساحة التحرير الرمزية، معقل الاحتجاجات في بغداد، حاول متظاهرون يحملون درعاً محلي الصنع إغلاق شوارع وإلقاء حجارة ضد قوات مكافحة الشغب التي ردت بإطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع.

وأصيب 15 متظاهراً بينهم ستة بالرصاص الحي في تلك المواجهات، وفقاً لمصادر طبية وأمنية. وفي مدينة الناصرية المضطربة، تواصلت الاحتجاجات وتوافد متظاهرون غالبيتهم طلبة من مختلف المراحل الدراسية، إلى ساحة الحبوبي مركز الاحتجاجات.

وقال المتظاهر جواد علي «خرجنا اليوم وسنتظاهر يومياً لدعم احتجاجات التحدي التاريخية، لنجدد مطالبنا بتسمية رئيس للحكومة وتصديق قانون الانتخابات الجديد وتحديد موعد انتخابات مبكرة».

وتواجه الحكومة العراقية انتقادات لعدم بذلها جهوداً كافية لتأمين حماية الصحافيين العاملين في البلاد.

وذكرت مصادر إعلامية وأمنية ، أن السلطات أصدرت أمراً بإغلاق قناة «دجلة» التلفزيونية المحلية المعروفة بتغطيتها المكثفة للاحتجاجات المناهضة للسلطة لمدة شهر كامل.

وأكد ضابط في وزارة الداخلية»قيام قوة من الشرطة بمداهمة وغلق مكتب قناة دجلة» الواقع في منطقة الجادرية ببغداد.

وأوضح ان «الحكومة العراقية طلبت من الأردن وقف بث القناة لمدة شهر بدءاً من ليلة أمس، بناء على شكوى عراقية»، وبالفعل، انقطع الثلاثاء بث قناة دجلة.

وقد تولت دجلة تغطية متواصلة للاحتجاجات المناهضة للحكومة في بغداد وغالبية مدن جنوب البلاد، منذ بداية تشرين الأول، رغم الضغوط.

وفي العاشر من كانون الثاني الحالي، اغتيل مراسلها في البصرة أحمد عبد الصمد وزميله المصور صفاء غالي بيد «مسلحين ينشطون داخل المدينة» الحدودية مع إيران وتسيطر عليها فصائل مسلحة موالية لطهران.

وفي العشرين من الشهر الحالي، انخرط أحد كبار مقدمي برامج القناة في جدل حاد مع المتحدث العسكري باسم رئيس الوزراء اللواء عبد الكريم خلف، على خلفية الاحتجاجات.