العدد 1489 /1-12-2021

أعرب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوم الثلاثاء، عن اعتقاده بأن نتائج "الربيع العربي" جاءت بمثابة "مأساة"، محملا القوى الخارجية المسؤولية عن زعزعة الأوضاع في الدول التي شهدت اضطرابات.

وقال بوتين، خلال الجلسة العامة للمنتدى الاستثماري "روسيا تنادي!" المنعقد في موسكو: "قبل عشر سنوات بالتمام، كان العالم المتحضر أجمع يصفق للربيع العربي؛ أين هذا الربيع؟ لم يحدث شيء باستثناء مأساة. ولماذا؟ لأنه بدأ استغلال الصعوبات الموضوعية في بعض الدول لزعزعة الوضع من الخارج وبناء الحياة في هذه الدول وفق مقاييسهم. تم اتخاذ المحاولة ذاتها في أفغانستان. نعلم جميعا جيدا بما انتهى ذلك. نرى من جانب أن العديد من شركائنا يقولون (نعم، أخطأنا، لم يكن من الممكن أن نتبع هذا السلوك في أفغانستان)، ولكنهم يواصلون اتباعه في مناطق أخرى من العالم".

في سياق آخر، أعرب بوتين عن قلق بلاده من التدريبات واسعة النطاق الجارية بالقرب من الحدود الروسية، قائلا: "تشعر روسيا الاتحادية بقلق ما على خلفية التدريبات واسعة النطاق، بما فيها غير المخطط لها، الجارية بالقرب من حدودها مثلما حدث في البحر الأسود مؤخرا، حين كانت قاذفات إستراتيجية تحلق على بعد 20 كيلومترا من حدودنا، وعلى متنها أسلحة عالية الدقة، وقد تكون هناك أسلحة نووية. كل ذلك يخلق تهديدا لنا".

وفي معرض إجابته عن سؤال حول إمكانية دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا، لفت بوتين إلى أن مثل هذه الأحاديث قد جرت أثناء التدريبات الروسية مطلع العام الجاري، مضيفا: "لكن كما نرى، هذا لم يحدث. لا تكمن المسألة في إدخال القوات والمحاربة أو عدمهما، وإنما في تنظيم العلاقات لتحقيق تنمية أكثر عدالة واستدامة ومراعاة المصالح في مجال الأمن لجميع المشاركين في النشاط الدولي".

ومع ذلك، أشار الرئيس الروسي إلى التحديات التي يواجهها سكان منطقة دونباس الواقعة شرق أوكرانيا والموالية لروسيا، قائلا: "في ما يتعلق بالتهديدات لسكان الجمهوريتين غير المعترف بهما بعد، جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، يتم خلق تهديدات دائمة عند تحركات وحدات القوات بالقرب من أراضيهما".

يذكر أن روسيا اعتمدت على مدى السنوات الماضية مجموعة من الخطوات لإشراك دونباس في الحياة السياسية والاقتصادية الروسية، بما فيها الاعتراف في عام 2017 بالعديد من الوثائق الصادرة عن "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين" المعلنتين من طرف واحد، وتسهيل إجراءات الحصول على الجنسية الروسية لسكان دونباس في عام 2019 وتصويتهم في الانتخابات الروسية، ووصولاً إلى معاملة المنشآت المحلية نفس معاملة مثيلاتها الروسية في العديد من الحقوق.