قال إعلاميون مؤيدون للنظام الحاكم في مصر إن الارتفاع الجنوني في سعر الدولار أمام العملة المحلية، يعني أن البلاد تسير نحو كارثة اقتصادية، محذرين من أن المواطنين أصبحوا غير قادرين على تحمل المزيد من الضغوط والأعباء المالية.
 وواصل سعر الدولار صعوده المطّرد مخترقاً حاجز 12 جنيهاً يوم الجمعة، حيث سجل  12.05 جنيهاً للشراء و12.10 جنيهاً للبيع، مسبباً موجة من الغلاء وارتباكاً كبيراً في القطاع التجاري.
 «هنلبس في الحيط»
 وأبدى الإعلامي تامر أمين انزعاجه الشديد من الارتفاع الكبير في سعر الدولار، قائلاً إن سياسة الطمأنة التي تتبعها الحكومة باتت لا تجدي نفعاً، ولا بدّ للدولة أن تجد حلاً سريعاً لوضع حدّ لهذا الارتفاع المتواصل في سعر العملة الأمريكية.
 وأضاف أمين في برنامجه على قناة «الحياة» مساء الجمعة: «لا بدّ أن نتكلم بصراحة، الوضع في البلد أصبح كارثياً، موضحاً أن كثيراً من التجار والمستثمرين يصفّون نشاطهم بسبب ارتفاع الدولار، والبلد هتلبس في الحيط رسمي، على حد قوله».
من جانبه، قال المعتز بالله عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن المصريين يعانون بشدة في الشهور الأخيرة، بسبب شح الدولار وما يسببه من ارتفاع في أسعار السلع والخدمات، «والناس أصبحت مش مستحملة، بينما بعض المسؤولين في الدولة لا يشعرون بمعاناة المواطنين».
 وأضاف عبد الفتاح، خلال برنامجه على قناة المحور: «بعض المتخصصين يقولون إن الدولة تحتاج إلى الدولارات من أجل إقامة المشروعات القومية الكبرى، لكن أحد أصدقائي المؤيد بشدة للنظام الحاكم، أكد أنه سعيد بالمشروعات التي يتحدث عنها السيسي وخاصة مشروعات الطرق الجديدة، لكنه قال لي أنا مش هأكل مع ولادي طرق وكباري!».
 «ننحدر إلى هلاك دام»
 بدورها، انتقدت الإعلامية لميس الحديدي، أداء الحكومة في الملف الاقتصادي، خاصة مع تراجع الجنيه بشدة أمام الدولار الأمريكي، وحذرت من تقاعس النظام عن اتخاذ خطوات جادة لإصلاح الاقتصاد المصري وإنقاذه مما هو منحدر إليه من «هلاك دام».
وقالت الحديدي، في برنامجها على قناة «سي بي سي» إن المسؤولين عن إدارة اقتصاد البلاد يتعاملون مع الأزمة بطريقة خاطئة، فهم يلجأون فقط لسياسة الجباية وجمع الأموال من جيوب المواطنين لسد العجز في الموازنة، بدلاً من تشجيع الاستثمار وإنعاش السياحة.
 وناشدت الدولة إعادة الثقة في الاقتصاد المصري، مشددة على أن المستثمرين ينتظرون إشارة طمأنة من الدولة، تؤكد فيها حسن نيتها تجاههم لاستعادة ثقتهم مرة أخرى، ومنها تأكيد البعد التام عن اقتصاد الستينيات الاشتراكي، على حد قولها.
 «محافظ البنك المركزي فاشل»
 وشن الإعلامي يوسف الحسيني هجوماً شرساً على محافظ البنك المركزي طارق عامر، وقال إنه فاشل ويجب أن يرحل من منصبه فوراً.
 وأضاف الحسيني، في برنامجه على قناة «أون تي في»، إن طريقة إدارة عامر الفاشلة للسياسة النقدية في البلاد، سببت ارتفاع الدولار بقيمة 2.5 جنيه منذ توليه رئاسة البنك المركزي قبل ستة أشهر.
وقال خبراء إن تصريحات محافظ البنك المركزي طارق عامر في مجلس النواب يوم الأربعاء الماضي، سببت تسارع وتيرة ارتفاع الدولار في السوق الموازية بشكل غير مسبوق، بعد أن لمّح للمرة الثانية في غضون أيام قليلة إلى إمكانية خفض قيمة الجنيه مجدداً أمام الدولار، وأن الحفاظ على سعر غير حقيقي للجنيه كان خطأ.
«عسكرها وريحنا»
 أما الصحفي محمود الكردوسي، فقال إن المصريين لا يتحدثون هذه الأيام إلا عن ارتفاع الأسعار و صعود الدولار، وكل ما يتعلق بأكلهم وشربهم وتعليمهم وصحتهم وإسكانهم وحتى سجائرهم.
وأضاف الكردوسي في مقال له بصحيفة «الوطن»: «المصريون عايزين يعيشوا كويّس، وهذا لا يعني أنهم على حافة ثورة كما يقول المحرّضون، لكن أسئلتهم لا تتوقف، وأنا بدوري أسأل الرئيس: وآخرتها؟ المواطن يريد أن يفهم: هل هذه حكومة أغنياء أم حكومة فقراء.. أم إن هناك طرفاً ثالثاً خفياً يعمل ضدك وضد الحكومة والمواطن؟».
 واقترح الكاتب المعروف بتأييده المطلق للنظام لحل الأزمة الاقتصادية، أن تتولى القوات المسلحة إدارة البلاد بشكل كامل فقال: «إذا كان الجيش هو المؤسسة الوحيدة التي تعمل بإخلاص وانضباط وتواضع.. فلماذا لا تعسكر الحكومة وتريحنا؟ مضيفاً: القربة مخرومة يا ريّس.. أرجوك.. ابحث عن الطرف الثالث وأعدمه قبل أن تغرق».