العدد 1451 /3-3-2021

قُتل 22 مسلّحاً عراقيّاً موالين لإيران، جرّاء قصف أميركي استهدف، ليل الخميس- الجمعة، بنى تحتيّة تابعة لهم شرقي سورية، في أوّل عمليّة عسكريّة لإدارة جو بايدن، ردّاً على هجمات طاولت مؤخّراً مصالح غربيّة في العراق.

وقال بايدن يوم الجمعة، إن الضربات الجوية الأميركية شرقي سورية يجب أن تنظر إليها إيران على أنها تحذير. وأضاف: "لن تفلتوا من العقاب. احذروا"، موجهاً تحذيره إلى طهران.

وتأتي الضربات التي ندّدت بها دمشق وحليفتها موسكو، على خلفيّة توتّر بين الولايات المتحدة وإيران حول الملف النووي الإيراني والعودة إلى طاولة المفاوضات.

ومساء الجمعة، قالت المتحدثة جين ساكي إنّ الرئيس جو بايدن "يبعث رسالةً لا لبس فيها بأنّه سيتحرّك لحماية الأميركيّين. وعندما يتمّ توجيه التهديدات، يكون له الحقّ في اتّخاذ إجراء في الوقت والطريقة اللذين يختارهما".

من جهته، قال المتحدّث باسم البنتاغون، جون كيربي، إنّ طائرتَي "إف-15 إي" من طراز "سترايك إيغلز" أسقطتا سبع ذخائر دقيقة التوجيه، الخميس، على منشآت شرقي سورية تستخدمها مجموعات مسلّحة يُعتقد أنّها وراء سلسلة هجمات صاروخيّة على القوّات الأميركيّة في العراق.

ووصف كيربي في بيان الضربات بأنها "دفاعية"، موضحاً أنها دمّرت "بنى تحتيّة عدّة تقع في نقطة حدودية تستخدمها مليشيات مدعومة من إيران"، وتحديداً كتائب حزب الله وسيد الشهداء، المنضويين في الحشد الشعبي العراقي.

ووصفت كتائب حزب الله في بيان، الضربة الأميركيّة، بأنّها "جريمة نكراء مخالفة للقانون الدولي ومستهينة بسيادة العراق"، كما اعتبرتها "عدواناً همجياً... يدلّ بلا أدنى شكّ على أنّ السياسات الأميركيّة العدوانيّة تجاه شعوبنا لا تتغيّر بتغيّر إدارتها".

ودمّرت الغارات الأميركية، وفق المرصد، ثلاث شاحنات تحمل ذخيرة، عند الساعة الواحدة فجراً (23,00 ت غ)، لحظة دخولها من معبر غير شرعي من العراق إلى جنوب مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي.

وتخضع المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال والميادين لنفوذ إيراني، عبر مجموعات موالية لها تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري. وغالباً ما تتعرّض شاحنات تنقل أسلحة وذخائر أو مستودعات في المنطقة لضربات تُنسب لإسرائيل التي تؤكد غالباً عزمها على إنهاء "التموضع الإيراني" في سورية.

وندّدت وزارة الخارجية السورية بـ"العدوان الأميركي الجبان"، معتبرةً أنّه "يشكّل مؤشّراً سلبياً" على سياسات الإدارة الأميركية الجديدة.

وحذّرت في بيان من أنّه "سيؤدّي إلى عواقب من شأنها تصعيد الوضع في المنطقة"، مطالبة واشنطن "بتغيير نهجها العدواني تجاهها".

ونفت وزارة الدفاع العراقية تلقّيها معلومات من الجانب الأميركي قبل تنفيذ القصف، فيما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنّ واشنطن أخطرت الجيش الروسي قبل أربع أو خمس دقائق فقط. وقال "هذا النوع من التحذير، عندما تكون الضربات قيد التنفيذ، لا ينفعنا".

ونددت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا "بشدة" بالقصف الأميركي، داعية إلى "احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها من دون شروط".

وأكد المتحدث باسم البنتاغون أنّ "هذا الرد العسكري المتكافئ تمّ بالتوازي مع إجراءات دبلوماسية، ولا سيما مشاورات مع شركاء" التحالف الدولي.

وقالت الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية دارين خليفة لـ"فرانس برس"، إنّ واشنطن تبدو كمن يرسل "إشارة إلى أنها لن تتساهل مع أنشطة إيران الإقليمية لصالح المحادثات النووية"، مضيفة "لا أرى في ذلك (القصف) موقفاً متشدداً على نحو خاص، إذ كان رد الولايات المتحدة موجهاً إلى هدف غير مهم نسبياً".

وتوجّه إدارة بايدن، وفق الباحث في معهد دراسات الحرب نيكولاس هيراس، رسائل إلى "خصوم سياسته تجاه إيران في الداخل بأن الولايات المتحدة قادرة أن تكون قاسية تجاه إيران"، وأخرى إلى إسرائيل بأن واشنطن قادرة أيضاً على ضرب المجموعات التابعة لإيران.

وأضاف أن "الضربات الأخيرة لا تتعلق بما حصل في العراق فقط، بل إنها جزء من لعبة دبلوماسية أوسع تجاه إسرائيل والحزب الجمهوري".

وسبق للجيش الأميركي أن أعلن نهاية عام 2019، قصف خمس قواعد لكتائب حزب الله العراقي في كل من سورية والعراق، بعد مقتل أميركي في هجوم بالصواريخ طاول قاعدة عسكرية عراقية.