العدد 1345 / 16-1-2019

الرئيس البشير يعلن موقفه النهائي من المظاهرات في السودان


بعد عدة أيام من الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة في السودان تطالب بتنحية الرئيس عمر البشير بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، لخص الرئيس البشير موقفه من هذه التظاهرات باتهامه المتظاهرين وبتقربه للجيش.

في خطاب ألقاه خلال مهرجان للرماية العسكرية شرق مدينة عطبرة، قال البشير موجها كلامه للمتظاهرين: إن "الذين تآمروا على السودان بكل أسف زرعوا في وسطنا بعض العملاء وبعض الخونة الذين استطاعوا أن يستغلوا بعض ضعاف النفوس الذين كسّروا وحرقوا وخربوا".

وأضاف البشير في خطابه: "إن البعض يقولون إنّ الجيش بصدد تسلّم السلطة لا مشكلة لدينا في ذلك، إذا أتى أحد يرتدي كاكي (البزّة المرقّطة) فوالله لا مانع لدينا، لأنّ الجيش حين يتحرّك لا يتحرّك من فراغ ولا يتحرّك لدعم العملاء بل يتحرّك دعماً للوطن".

أطلقت الشرطة السودانية الغاز المدمع لتفريق المتظاهرين في ضاحية الكلاكلة جنوبي الخرطوم، وهي أول مظاهرة مسائية منذ اندلاع الاحتجاجات قبل أسابيع.

ونقلت الأناضول عن شهود عيان قولهم إن مئات المتظاهرين استطاعوا التجمع على الرغم من الانتشار الأمني الكثيف في المنطقة.

وأضافوا أن الشرطة تصدت لهم بالغاز المدمع عند وصولهم للشارع الرئيسي الذي يتوسط ضاحية الكلاكلة، من دون حديث عن إصابات.

وقال تجمع المهنيين السودانيين (مستقل) في صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي "الكلاكلة الآن في الشارع تهتف بالحرية والسلام والعدالة وإسقاط النظام".

وتجددت الاحتجاجات في سبع مدن سودانية -بينها مدينة بحري بالعاصمة الخرطوم- مطالبة بإسقاط النظام أسفرت عن 11 إصابة، بينها إصابة واحدة بالرصاص، حسب لجنة أطباء السودان المركزية (مستقلة).

وأعلنت أحزاب معارضة وتجمع المهنيين السودانيين إطلاق أسبوع "انتفاضة المدن والقرى والأحياء" في عموم البلاد للتظاهر والاحتجاج حتى إسقاط النظام.

وحض اتحاد المهنيين السودانيين الذي يقود المظاهرات المحتجين على مواصلة مظاهراتهم شبه اليومية هذا الأسبوع، ودعا إلى "أسبوع انتفاضة".

وتهز المظاهرات الدامية السودان منذ 19 كانون الأول الماضي عندما تجمع غاضبون في بلدان وقرى ضد قرار الحكومة رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف.

وكان الرئيس السوداني عمر البشير قال إن حكومته لن تتغير لا بمظاهرة ولا بمن يأتي من الخارج وإنما عبر الانتخابات، مؤكدا في لقاء جماهيري بولاية جنوب دارفور مؤخرا أن حكومته أقرت بوجود أزمة اقتصادية، وهي ماضية في حلها.

وأمام حشد جماهيري مؤيد له في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور قال البشير "نعم توجد مشكلة اقتصادية معروفة أسبابها ونعمل على حلها، لكن الحل ليس بالتدمير والتخريب والحرق".

وكانت النيابة العامة السودانية أوردت قبل يومين حصيلة ضحايا رسمية تفيد بمقتل 24 متظاهرا وإصابة 131 شخصا منذ بدء الاحتجاجات، لكن منظمة هيومن رايتس ووتش تحدثت عن أربعين قتيلا.