وكأنّ قدر أمتنا العربية والإسلامية وشعوبها أن تعيش في ظلّ الاستبداد وأن لا تتنفّس هواء الحرية ولا تتذوّق طعم الكرامة، فما إن خرجت هذه الشعوب تنادي بالحرّية والديمقراطية ولقمة العيش الكريم حتى انطلق مسار الانقلابات العسكرية من جهة والحلول الأمنية والعسكرية من جهة أخرى، محاولاً الإجهاز على أحلام الشعوب بالحرّية والكرامة، وأمس شهدنا في تونس الخضراء محاولة جديدة تستهدف القضاء على المسار الديمقراطي في البلاد، والإجهاز على التجربة التونسية في إرساء قواعد دولة يتمّ فيها التداول السلمي على السلطة، والعمل لإخضاع الشعب التونسي من جديد لسلطة الاستبداد.

إنّنا في الجماعة الإسلامية في لبنان، ومن خلال متابعتنا لما جرى في تونس الليلة الماضية من استهداف لإرادة الشعب التونسي من خلال تجميد عمل مجلس الشعب التونسي المنتخب وإقفال المجلس أمام النوّاب، نعتبر أنّ الذي جرى يدخل في سياق الثورات المضادة والانقلابات العسكرية التي استهدفت وتستهدف إرادات الشعوب، ونؤكّد على أنّ الذين يقفون خلف تلك الانقلابات ما يزالون يعملون على القضاء على أيّ بصيص للحرية والديمقراطية في بلادنا بعيداً عن الشعارات الفارغة التي يطلقونها.

إنّنا إذ نستذكر هبّة ووقفة الشعب التونسي الأصيل قبل أكثر من عشر سنوات على الظلم والاستبداد، نتوسّم الخير في هذا الشعب، وندعوه إلى حماية هذا المسار الديمقراطي السلمي الذي حمى تونس من غدر الغادرين منذ ثورة الربيع العربي وحتى اليوم، والإلتفاف حول القوى الديمقراطية الحقيقية لحماية تونس ومسارها الذي اختطته لنفسها حتى لا تقع من جديد فريسة المتربّصين بها شراً، والله غالب على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون.

بيروت في 26/7/2021

الجماعة الإسلامية في لبنان