العدد 1349 / 13-2-2019

دعا محمد البرادعي نائب الرئيس المصري سابقا إلى إنهاء ما وصفه بحالة التناحر بين الإسلاميين والعلمانيين في مصر، وإيجاد صيغة مشتركة للتعايش.

وتأتي دعوة البرادعي استمرارا لدعواته السابقة بضرورة توحد المصريين في مواجهة التعديلات الدستورية المقترحة، والتي يناقشها البرلمان حاليا وتسمح بتمديد ولاية الرئيس عبد الفتاح السيسي ووضع الجيش فوق السلطات بصفته حامي الدستور ومدنية الدولة.

كما تأتي الدعوة في الوقت الذي دعا فيه رئيس لجنة إعداد دستور 2014 عمرو موسى إلى حوار وطني يشمل المعارضين بشأن مقترحات تعديل الدستور، مشيرا إلى حالة من الغموض تسود مصر بسبب التعديلات، ومحذرا من خطورة أن يتحول الترقب والتساؤل إلى حالة سلبية تعم البلاد قد تكون لها نتائج غير محمودة.

وعبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، غرّد البرادعي -الحائز على جائزة نوبل للسلام- بقوله إن "ما يترسخ في الأذهان أننا ننقسم إلى فريقين متناحرين إسلامي وعلماني، هو وصفة شيطانية كارثية".

وأضاف الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية "ما يجمعنا هو إنسانيتنا ومصريتنا"، مؤكدا أن المستقبل مرهون بالتوصل إلى صيغة مشتركة للعيش معا.

ودعا المصريين عند التعامل مع بعضهم بعضا إلى تذكر الحكمة القائلة "تذكر إنسانيتك وانسِ الباقي"، وهي الحكمة الواردة في بيان "راسل - آينشتاين" المنشور عام 1955 في خضم الحرب الباردة، والذي يشير إلى مخاطر الأسلحة النووية ويدعو قادة العالم لبحث حلول سلمية للنزاعات الدولية.

مايترسخ فى الأذهان أننا ننقسم الى فريقين متناحرين إسلامى وعلماني هو وصفة شيطانية كارثية. مايجمعنا هو إنسانيتنا ومصريتنا. مستقبلنا مرهون بالتوصل إلى صيغة مشتركة للعيش معاً. عندما نتعامل مع بعضنا البعض "تذكر إنسانيتك وانسِ الباقى" مانيفستو اينشتاين- راسل ١٩٥٥

جدل كالعادة

وكعادة تغريدات البرادعي، أثارت دعوته للتعايش بين الإسلاميين والعلمانيين جدلا بين متابعيه، حيث أيده الكثيرون في ضرورة وقف التناحر بين الفريقين، ودعاه بعضهم لترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة، فيما اتهم آخرون البرادعي نفسه بتعزيز الانقسام، كما اتهمت بعض التعليقات الإسلاميين.

ورفض فريق آخر وصف الانقسام في مصر حاليا بأنه بين الإسلاميين والعلمانيين، حيث اعتبروا أن الانقسام هو بين مؤيد للسيسي ومؤيد للثورة، لكن ظلت السمة الغالبة للتعليقات هي تأييد دعوة التوحد ونبذ الخلاف.