العدد 1336 / 7-11-2018

جيش من الناشطين والمرشحين الديمقراطيين والجمهوريين يجوب الولايات المتحدة الأمريكية يوم الأحد من أجل الحشد للانتخابات التشريعية يوم الثلاثاء والتي تأمل المعارضة الديمقراطية أن تحولها إلى رفض وطني للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد عامين من انتخابه رئيسا.

أكثر من خمسة مليارات دولار أنفقها حتى الآن المعسكران بهدف التأثير على تصويت الأمريكيين، طبقا لما ورد في موقع "أوبن سيكرتس دوت أورغ" الإلكتروني المتخصص. ولم يسبق أن أُنفقت هذه المبالغ من الأموال في انتخابات منتصف الولاية، ما أدى إلى سيل من الدعايات على القنوات التلفزيونية والإذاعية وعلى الإنترنت.

الديمقراطيون متحمسون

الإغداق المالي والحماسة تأتي أكثر من جانب الحزب الديمقراطي، لأنه يدرك أن الاستحقاق الانتخابي الوطني الأول عادة ما يكون معاكسا للحزب الحاكم. ويعول الديمقراطيون على تصويت عقابي ضد دونالد ترامب الذي وصفه الكثير من المسؤولين والمرشحين بأنه رجل كاذب وبأنه هو الرئيس الذي قبر نظام الضمان الاجتماعي.

وسبق أن خسر كل من باراك أوباما في 2010 وجورج بوش في 2006 وبيل كلينتون في 1994 ورونالد ريغن في 1986 أغلبية مقاعدهم في مجلس النواب في انتخابات منتصف الولاية. وسيتم تجديد كامل مقاعد هذا المجلس الـ435 لمدة عامين.

أوباما يعترض طريق ترامب

تحرك الرئيس السابق باراك أوباما لحشد الناخبين الديمقراطيين وسيزور ولايات إنديانا وشيكاغو وإيلينوي.

في المقابل توجه دونالد ترامب إلى ميسوري ومونتانا وفلوريدا ليحث من صوتوا له قبل عامين على إعادة الكرة. وسيزور مجدّدا جورجيا وتينيسي.

وكانت رسالته في نهاية الحملة بسيطة جدا كما قال السبت: الازدهار والأمن. وهو يكرر أن برنامجه في طريقه للتحقق وأن البطالة في أدنى مستوى لها منذ نصف قرن.

المهاجرون والمعادلة الصعبة

واحتلت مسألة قوافل المهاجرين من وسط أميركا الذين يعبرون المكسيك للوصول إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيزا في تجمعات المعسكرين منذ أسابيع.

استخدم دونالد ترامب ورقة المهاجرين، أمام حشد من الجمهوريين يوم السبت، قائلا إن الديمقراطيين يدعون بشكل صريح ملايين المهاجرين غير الشرعيين إلى انتهاك قوانين أمريكا وانتهاك سيادتها وحدودها وتدمير البلاد.

بل وأمر ترامب بنشر آلاف الجنود على الحدود، وبثت شبكة "فوكس نيوز" يوم الأحد مشاهد لناشطين ينصبون أسلاكا شائكة.

مايك بينس يقر بخطورة الموقف

وأقر نائب الرئيس مايك بينس نفسه بخطر حدوث موجة زرقاء أي ديمقراطية. ودعا أنصاره إلى عدم الامتناع عن التصويت، متكهناً بأن الموجة الزرقاء ستتكسر على جدار أحمر، في إشارة إلى اللون الذي يرمز إلى الحزب الجمهوري.

في مجلس النواب يتعين على الديمقراطيين كسب 23 مقعداً إضافيا، وتمنح استطلاعات الرأي أفضلية على المستوى الوطني للديمقراطيين في هذا المجلس. وبحسب استطلاع نشرته الأحد صحيفة واشنطن بوست سيحصل الديمقراطيون على 50 بالمئة من الأصوات مقابل 43 بالمئة للجمهوريين. لكن يستحيل التكهن بمصير التصويت في 60 دائرة تشكل المدار الأساسي للتنافس.

وفي مجلس الشيوخ حيث يجري التنافس على 35 من مئة مقعد لولاية من ست سنوات، يعرف الجمهوريون أن الأفضلية لهم لأن الاقتراع سيجري خصوصاً في ولايات محافظة.

ويقر الديمقراطيون من جهتهم بأن احتمال سيطرتهم على مجلس الشيوخ ضعيف. في المقابل قال السناتور الجمهوري توم تيليس بثقة "لن نحافظ على الأغلبية فحسب بل سنعززها" و"ستكون سهرة كبيرة".

ويمكن أن تجد الولايات المتحدة نفسها في 3 كانون الثاني 2019 مع كونغرس منقسم بين الحزبين. ومن شأن ذلك أن يعرقل ترامب الذي سيجد نفسه في وضع مربك مع الكونغرس خلال الـ 22 شهرا التي تسبق الانتخابات الرئاسية المقبلة في تشرين الثاني 2020.

ترامب يحشد مؤيديه

في هذا الوقت، توجه ترامب إلى ولاية جورجيا دعما للمرشح الجمهوري لمنصب الحاكم، بينما كان أوباما موجودا هناك يوم الجمعة لدعم المرشح الديمقراطي. وواصل ترامب يوم الأحد جولته في أنحاء الولايات المتحدة لمنع فوز الديمقراطيين في الانتخابات التشريعية الثلاثاء.

وقال ترامب "هذه واحدة من أهمّ الانتخابات في حياتنا"، مكررا القول إن البطالة باتت في أدنى مستوياتها منذ نحو نصف قرن.

وشدد ترامب على "أننا لن نسمح لهؤلاء الناس بغزو بلادنا"، في إشارة إلى قوافل المهاجرين الذين يعبرون المكسيك للوصول إلى الولايات المتحدة، معتبرا أن التصويت لصالح الديمقراطيين ليس سوى تصويت لصالح "الجريمة".

يذكر أن ترامب أرسل آلاف الجنود إلى الحدود، وبثت قناة "فوكس نيوز" يوم الأحد صور الجنود يُركبون أسلاكا شائكة.

ولم يسبق أن أُنفقت هذه المبالغ من الأموال في انتخابات منتصف الولاية، ما أدى إلى سيل من الدعايات على القنوات التلفزيونية والإذاعية وعلى الإنترنت.

ولقد أُنفق أكثر من خمسة مليارات دولار من المعسكرين للتأثير على تصويت الأمريكيين، بحسب موقع "أوبن سيكرتس دوت أورغ" المتخصص.

ولأنه يعي أن اقتراع الثلاثاء يشكّل استفتاء على رئاسته، تصدّر ترامب المعركة، وتحرّك بين ميسوري ومونتانا وفلوريدا ليحض من صوتوا له قبل عامين على إعادة الكرّة.

أما عن الديمقراطيين فقد قال السبت إنهم "يدعون بشكل صريح ملايين المهاجرين غير الشرعيين إلى انتهاك قوانيننا وانتهاك سيادتنا وحدودنا وتدمير بلادنا". واحتلت مسألة قوافل المهاجرين من وسط أمريكا الذين يعبرون المكسيك للوصول إلى الولايات المتحدة حيّزا في تجمعات المعسكرين منذ أسابيع.