العدد 1689 /12-11-2025
قالت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، اليوم الثلاثاء،
إن النساء النازحات من مدينة الفاشر بالسودان أبلغن عن عمليات قتل واغتصاب ممنهج
وخطف أطفالهن بعد سيطرة قوات الدعم السريع شبه العسكرية على المدينة. وعزّز سقوط
الفاشر في 26 أكتوبر/ تشرين الأول من إحكام قوات الدعم السريع قبضتها على إقليم دارفور
في الحرب التي تخوضها مع الجيش السوداني والدائرة منذ عامين ونصف العام. وقال
النازحون من المدينة إن المدنيين يتعرضون لإطلاق النار في الشوارع وهجمات من خلال
طائرات مسيرة.
وصرحت نساء هاربات من الفاشر إنهن شهدن عمليات قتل
واغتصاب وخطف أطفالهن. وقالت المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في شرق
أفريقيا وجنوبها، آنا موتافاتي، للصحافيين في جنيف عبر الفيديو من نيروبي إنهن
تعرضن "لأهوال لا يُمكن لأحد تحملها على الإطلاق".
وذكرت أن العنف الجنسي منتشر بشكل كبير. وأضافت
"تُوجد أدلة واضحة على أن الاغتصاب يستخدم بشكل متعمّد ومنهجي كسلاح في
الحرب". ومضت تقول "باتت أجساد النساء مسرحاً للجريمة في السودان. لم
تعد هناك مناطق آمنة، ولا مكان تتجمّع فيه النساء بأمان، لطلب الحماية أو حتى
الحصول على أبسط رعاية نفسية واجتماعية".
وتواجه نحو 11 مليون امرأة وفتاة انعدام الأمن
الغذائي الحاد في دارفور المتضررة من المجاعة، وقد حذّرت هيئة الأمم المتحدة
للمرأة من أنهن يتعرضن للعنف الجنسي أثناء البحث عن الطعام. وتحدّثت تقارير
ميدانية من دارفور عن نساء يبحثن عن أوراق الشجر والتوت البري لغليها من أجل صنع
الحساء.
وأضافت موتافاتي "أثناء بحثهن عن الطعام
تواجه نساء دارفور مخاطر التعرض للعنف، منها الخطف والعنف الجنسي والعنف القائم
على النوع الاجتماعي".
وعبّر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم
المتحدة، يوم الجمعة، عن قلقه إزاء استمرار عمليات الإعدام والاغتصاب والعنف
بدوافع عرقية في المدينة. وتقول الأمم المتحدة إن نحو 82 ألف شخص فروا من الفاشر
والمناطق المحيطة بها منذ 26 أكتوبر/ تشرين الأول، بينما لا يزال نحو 200 ألف شخص
محاصرين داخلها، وذلك استناداً لتقديرات عدد سكان المدينة بحلول نهاية الحصار الذي
استمر 18 شهراً.