العدد 1332 / 10-10-2018

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب معلقا على التقارير الواردة بشأن اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي من قنصلية بلاده بإسطنبول إنه لا يحب "تداول روايات سيئة" للموضوع.

وعبّر ترامب في تصريح بالبيت الأبيض أثناء إجابته على سؤال صحفي عن قلقه لاختفاء خاشقجي، وقال "آمل أن تحل القضية سريعا. حاليا لا أحد يعرف أي شيء عن الموضوع".

بدوره، قال مايك بنس نائب الرئيس الأميركي في تغريدة له على تويتر إنه "مستاء جدا" من التقارير المتداولة بخصوص مصير خاشقجي وأضاف "إذا صح (ما يتردد) فهذا يوم مأساوي".

وتابع أن العالم يطالب بإجابات عن قضية الصحفي السعودي معتبرا أن العنف ضد الصحفيين في العالم خطر على حرية التعبير.

في هذا السياق قال رئيس مجلس النواب الأميركي بول رايان في رد على سؤال رئيسة نادي الصحافة الوطني بواشنطن، إن هناك حاجة إلى حقائق واضحة من الحكومتين التركية والسعودية بشأن ما يروج عن مقتل خاشقجي واصفا هذه الأنباء بالمربكة.

وتابع رايان أنه -بوصفه مسؤولا منتخبا- يعرب عن تضامنه مع الإعلام، مؤكدا أنه سيسعى للحصول على أجوبة من أجل تحقيق الشفافية والمحاسبة عندما يتعلق الأمر بمثل هذه القضايا.

أما السيناتور الجمهوري لندسي غراهام فقد قال إن ثبوت اغتيال خاشقجي سيدمر العلاقة مع الرياض. ونقلت شبكة سي أن أن الإخبارية الأميركية عمن وصفتهما بمسؤولين كبيرين في الإدارة الأميركية أن واشنطن تعمل بهدوء في قضية الصحفي السعودي المفقود جمال خاشقجي.

الرد بقوة

وأوضح المسؤولان لـ"سي أن أن" أن واشنطن تسعى للحصول على إجابات بشأن مكان خاشقجي والتحدث إلى المستويات العليا في السعودية.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت أنه لا يسعها تأكيد مصير جمال خاشقجي، ولكنها "تتابع الوضع عن كثب".

من جانبه قال السيناتور الأميركي ماركو روبيو إنه لو ثبتت صحة التقارير بشأن مقتل جمال خاشقجي فإن على الولايات المتحدة والعالم المتحضر الرد بقوة.

أردوغان: على القنصلية السعودية كشف مكان خاشقجي وستفعل ذلك

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن على مسؤولي القنصلية السعودية في إسطنبول إثبات أن الصحفي السعودي جمال خاشقجي غادر المبنى.

وأضاف أردوغان -في مؤتمر صحفي بالعاصمة المجرية بودابست- أنه ليس بوسع القنصلية السعودية أن تنقذ نفسها بالقول إن خاشقجي غادر المبنى، مشددا على أنه "يتعين على القنصلية السعودية أن تكشف مكان خاشقجي وستفعل ذلك".

وأوضح الرئيس التركي أن مسؤولي الأمن والمخابرات في تركيا يبحثون قضية خاشقجي، مشيرا إلى أن الادعاء يبحث في سجلات وصول ومغادرة مواطنين سعوديين من مطار إسطنبول.

وأكد أردوغان أن هناك مسؤولية سياسية وإنسانية لمتابعة قضية الصحفي السعودي خاشقجي عن كثب.

يوم الأحد قال الرئيس التركي رجب طيب ردوغان إن التحقيقات في قضية خاشقجي تتقدم بشكل إيجابي، وإنه سيعلن نتائج التحقيقات للعالم مهما كانت.

وفي وقت سابق اليوم الاثنين، قال مراسل الجزيرة في تركيا إن أنقرة استدعت السفير السعودي لديها (وليد بن عبد الكريم الخريجي) للمرة الثانية، وطلبت إذنا منه لتفتيش قنصلية المملكة بإسطنبول، وذلك بعد أسبوع على اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي عقب دخوله القنصلية.

وكانت مصادر أمنية قالت إن التقييم الأولي للشرطة التركية هو أن جمال خاشقجي قتل في القنصلية السعودية بإسطنبول. وأضافت المصادر لوكالة رويترز أن القتل كان مدبرا، وأن جثمان خاشقجي نقل إلى خارج القنصلية.

ماذا قال خاشقجي لصحفية أميركية قبل اختفائه؟

قالت الصحفية الأميركية روبن رايت إن الإعلامي السعودي جمال خاشقجي -الذي ما زال مصيره مجهولا بعد دخوله القنصلية في إسطنبول- كان يخشى على حياته من الإدارة السعودية الجديدة، في إشارة إلى ولي العهد محمد بن سلمان.

وذكرت الصحفية في مقالها بمجلة "نيويوركر" أن خاشقجي أبلغها أثناء حديث معها في آب الماضي، أن القيادة الجديدة في المملكة السعودية تريد قتله.

ووفق رايت فإن خاشقجي قال "طبعا، إنهم (الإدارة الجديدة) يودون أن أكون خارج الصورة"، وعلقت الصحفية بالقول إنها اعتقدت أنه كان يبالغ في المخاطر التي تحيق به.

كما أشار خاشقجي إلى أن ابن سلمان ليس لديه "أي تسامح أو استعداد لاستيعاب المنتقدين"، مضيفا أن ولي العهد الذي أصبح الحاكم الفعلي في البلاد، وأضاف الإعلامي الصحفي السعودي أنه عمل لصالح الحكومة مدة أربع سنوات، وأنه لم يعتقد يوما أنه سيتعرض للاعتقال، ولكنه لاحقا أدرك الخطر و"لهذا غادرت".

وتجري السلطات التركية تحقيقات في مصير خاشقجي الذي دخل قنصلية بلاده في إسطنبول ولم يخرج منها. وتعتقد مصادر تركية أنه قتل في القنصلية، في حين تقول السلطات السعودية إن الرجل خرج بعد عشرين دقيقة من دخوله القنصلية.