أحيا مئات الآلاف من الأتراك في أنحاء البلاد -خصوصاً في مدينة إسطنبول- الذكرى السنوية الأولى لإفشال محاولة الانقلاب، بمسيرة أُطلق عليها اسم «الوحدة الوطنية».
واتجه المشاركون نحو جسر «شهداء 15 تموز» الذي كان يسمى «جسر البوسفور»، بينما كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان النقاب عن نصب تذكاري للشهداء على الجسر الشهير تخليداً لهم.
وقال أردوغان إن «الشعب التركي أظهر في 15 تموز أنه لا يتردّد في بذل الروح للدفاع عن مقدساته»، وقدّم الشكر إلى «جميع أفراد الشعب الذين دافعوا عن حريتهم وعن أذانهم وعلمهم ووطنهم ودولتهم».
وأضاف في خطاب من فوق الجسر الذي يربط شطري مدينة إسطنبول أمام آلاف المواطنين بحضور عائلات قتلى وجرحى المحاولة الانقلابية الفاشلة، إن «جماعة غولن ليست وحدها وراء محاولة الانقلاب، وعلينا أن نقطع رؤوس البيادق التي تسعى للانقلاب مجدداً».
وتابع الرئيس التركي أن «المحاولة الانقلابية ليلة 15 تموز لم تكن الأولى وربما لن تكون الأخيرة». وأكد استعداده للتصديق على قانون إعادة عقوبة الإعدام بعد تصديق البرلمان عليه، وقال: «قدمنا في ليلة 15 تموز 250 شهيداً، لكننا كسبنا مستقبل بلدنا وسنقتلع رؤوس الخونة».
وشارك في مراسم الاحتفال رئيس الوزراء بن علي يلدرم، ورئيس الجمهورية التركية السابق عبد الله غل وأعضاء الحكومة التركية ورئيسة الوزراء التركية السابقة تانسو تشيلر، وعدد من الرياضيين والفنانين ورجال الأعمال البارزين.
وقال مراسلون في إسطنبول إن أعداد المحتشدين فوق الجسر وحوله تُقدّر بما بين 500 إلى 600 ألف شخص، وأن الفعاليات بدأت بالنشيد الوطني التركي، ومن ثم تلاوة القرآن الكريم.
وشهدت المراسم دعاء لمفتي إسطنبول الشيخ حسن كامل يلماز، ومن ثم عرض فيلم وثائقي بعنوان «15 تموز». وبعد المراسم، تم ترديد أدعية من مآذن المساجد في أنحاء تركيا، ونظم المواطنون وقفات «صون الديمقراطية» تلبية لدعوة أردوغان.
البرلمان التركي يعقد جلسة خاصة 
من جهته، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم خلال جلسة خاصة للبرلمان يوم السبت في أنقرة حضرها أردوغان وممثلو الأحزاب السياسية، «لقد مضى عام على ملحمة كتبت خلال ليلة ظلماء»، مشيداً «بالشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل الدولة».
وأضاف يلدرم: «لم يتخل شعبنا عن السيادة لأعدائه، وتمسك بالديمقراطية حتى الموت.. هؤلاء الوحوش سينالون بالتأكيد أشد عقوبة بموجب القانون».
ورفعت صور قتلى المحاولة الانقلابية الذين يُقدّرون بـ250 شخصاً في كل أنحاء تركيا، خصوصاً في مترو الأنفاق بإسطنبول، بينما بثت قنوات التلفزة أشرطة مصورة رعتها الحكومة تروي «ملحمة 15 تموز».
وأعلنت السلطات يوم 15 تموز عطلة وطنية سنوية للاحتفال «بالديمقراطية والوحدة»، معتبرة أن إفشال الانقلاب مثل نصراً تاريخياً للديمقراطية التركية.
وفي مثل هذا اليوم قبل عام، شهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش اتهمتها الحكومة بالانتماء إلى منظمة فتح الله غولن، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان في العاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، مما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وأسهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.