العدد 1362 / 15-5-2019

أُعلن في الساعات الأولى من يوم الأربعاء التوصل إلى اتفاق بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري بالسودان حول آليات ومدة الفترة الانتقالية، في حين انطلقت الاحتفالات بمقر الاعتصام أمام قيادة الجيش بوسط الخرطوم.

وقال المجلس العسكري في وقت متأخر من مساء الثلاثاء "سنوقع خلال 24 ساعة على اتفاق نهائي بشأن الفترة الانتقالية".

وأوضح المجلس العسكري أنه اتفق مع قوى الحرية والتغيير على فترة انتقالية تمتد ثلاث سنوات.

وخلال مؤتمر صحفي أكد عضو المجلس الفريق ياسر العطا أنه "تم الاتفاق على أن تكون الفترة الانتقالية (لتسليم السلطة) ثلاث سنوات، تخصّص الأشهر الستة الأولى منها لأولوية التوقيع على اتفاقيات السلام ووقف الحرب في كافة أرجاء البلاد".

وأضاف "نعاهد شعبنا بأن يكتمل الاتفاق كاملا سليما يحقق طموحات شعبنا خلال أقل من 24 ساعة"، في إشارة إلى تشكيل مجلسي السيادة والوزراء.

وأعلن العطا أن قوى إعلان الحرية والتغيير ستحصل على 67% من مقاعد المجلس التشريعي والبقية للأحزاب للأخرى.

وفي المؤتمر ذاته قال القيادي بقوى التغيير عباس مدني إن "مجلس السيادة يتم تشكيله بالتوافق بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير".

وكان الطرفان اتفقا الاثنين الماضي على هياكل السلطة المكونة من مجلس السيادة ومجلس الوزراء والمجلس التشريعي، على أن تحدد نسب المشاركة بين العسكريين والمدنيين.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر من داخل لجان التفاوض أن قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري ناقشا الثلاثاء في اجتماعات مستمرة نقاط الخلاف الرئيسية بشأن عملية نقل السلطة إلى المدنيين.

وأشار إلى أن الطرفين اتفقا على أن تكون مدة الفترة الانتقالية ثلاثة أعوام، ومن ثم الدخول في انتخابات ديمقراطية بدلا من فترة العامين التي اقترحها المجلس العسكري وأربعة أعوام اقترحتها قوى التغيير.

أجواء التفاوض

وذكر المصدر نفسه أن المجلس العسكري اقترح أن تكون له الأغلبية في المجلس السيادي بجانب رئاسته، بينما رأت قوى التغيير أن تكون الأغلبية للمدنيين والرئاسة مدنية.

وكانت قوى الحرية والتغيير أعلنت أنها ستوقف التفاوض مع المجلس إذا لم تتوصل معه إلى اتفاق في نهاية يوم الأربعاء.

ويأتي إعلان الاتفاق بعد يوم واحد من مقتل خمسة متظاهرين ورائد في الجيش بساحة الاعتصام إثر "إطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين".

وقال الفريق ياسر العطا إن المجلس العسكري أعلن تشكيل لجنة مشتركة مع تحالف المعارضة للتحقيق "في استهداف المعتصمين".

وبعد إعلان الاتفاق عمت الاحتفالات ساحة الاعتصام أمام قيادة الجيش وسط العاصمة الخرطوم.

وبدأ السودانيون اعتصامهم أمام مقر قيادة الجيش في السادس من نيسان الماضي.

وفي الـ 11 من الشهر ذاته أطاح الجيش بالرئيس عمر بالبشير على وقع احتجاجات استمرت لأشهر للمطالبة برحيله، لكن المعتصمين يرفضون المغادرة قبل تسليم السلطة للمدنيين.