العدد 1464 /2-6-2021

أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وجود إمكانيات وفرص تعاون كبيرة بين بلاده ومصر في منطقة واسعة بدءًا من شرقي المتوسط وحتى ليبيا، فيما ذكر أنه يعتزم بحث توتر العلاقات بين أنقرة وواشنطن، مع نظيره الأميركي جو بايدن، خلال لقائهما المرتقب، يوم 14 حزيران الجاري على هامش قمة حلف شمال الأطلسي(ناتو) ببروكسل.

جاء ذلك في تصريحات، أدلى بها أردوغان، مساء الثلاثاء، خلال لقاء مع عدد من الصحافيين على شاشة التلفزيون الرسمي التركي.

وشدد أردوغان على أنّ هناك "ترابطاً نابعاً من التاريخ في الوجدان والمصير يجمع بين شعبي تركيا ومصر"، مضيفًا: "والعلاقات بين الدولتين تقدمت وما زالت تتقدم على هذا الأساس".

وأوضح أنّ "المحادثات (مع القاهرة) التي بدأت أولاً بين الوحدات الاستخباراتية من الجانبين، ثم بين مسؤولين من وزارتي خارجية البلدين، توسعت وما زالت مستمرة. ولدينا إمكانيات تعاون كبيرة بيننا في منطقة واسعة بدءاً من شرقي المتوسط وحتى ليبيا".

كما شدد أردوغان على أن هذا الكلام ينطبق كذلك على كافة دول الخليج، مضيفًا: "بالطبع، كما أقول دائمًا، لا أرى أية غضاضة في الركض إلى أولئك الذين يخطون نحونا خطوة واحدة".

واستطرد قائلاً: "ومع ذلك، يجب أن أقول إنه لا يمكن وضع علاقة تركيا بمصر في مقارنة بعلاقة تركيا باليونان أو علاقة مصر باليونان، لأن علاقتنا مع الشعب المصري لا يمكن أن تشبه العلاقة بين الشعبين المصري واليوناني".

وزاد أردوغان قائلا: "وذلك لأنني أعرف الشعب المصري جيدًا، وأكنّ له المحبة، ولا شك أنّ البعد الثقافي لروابطنا قوي جداً، لذلك نحن مصممون على بدء هذا المسار من جديد".

من جانب آخر، قال الرئيس التركي، إنه يعتزم بحث توتر العلاقات بين أنقرة وواشنطن، مع نظيره الأميركي جو بايدن، خلال لقائهما المرتقب، يوم 14 حزيران الجاري على هامش قمة حلف شمال الأطلسي(ناتو) ببروكسل.

وأضاف أردوغان: "لقد قمنا ونقوم باستعداداتنا الأولية لهذا اللقاء، وحينما نلتقي سنسأله عن سبب توتر العلاقات التركية - الأميركية إلى هذا الحد".

ولفت أردوغان إلى أنّ "السبب في هذا التوتر هو قضية الإبادة الأرمينية المزعومة"، مضيفًا: "لقد سئمنا ومللنا من الحديث عن هذا الأمر، ففي الـ24 من نيسان من كل عام يترقب العالم ما ستقوله الولايات المتحدة بخصوص الأرمن، وكأن كافة مشاغلك (في إشارة إلى بايدن) قد انتهت لتصبح محاميًا عن الأرمن".

واستطرد قائلاً: "ونحن في هذا الصدد نطالب بترك النظر في هذه القضية للمؤرخين لا السياسيين. نعم المؤرخون، والحقوقيون، وعلماء الأنثروبولوجيا (علم الإنسان)، عليهم أن يقوموا بمهامهم في هذا الصدد أولًا، ثم يأتي الدور بعد ذلك علينا نحن السياسيين لنفعل ما يتوجب أن نفعله في ضوء الصورة النهائية التي تصلنا، لكن بدون وجود أي شيء من هذا يخرجون بقرارات (في إشارة إلى الاعتراف الأميركي) لتشغل الأجندة السياسية".

كما أشار الرئيس التركي إلى أنّ ثلاثي مينسك: الولايات المتحدة، وروسيا، وفرنسا، لم ينجح في حل النزاع بين أذربيجان، وأرمينيا، مضيفًا: "مرت سنوات والقضية لم تحل، لكن أذربيجان حلت قضيتها بنفسها".

وزاد أردوغان قاصدًا بايدن: "والآن، كيف تخرج لتلقي بتركيا في مثل هذه القضية وهي التي ليست لها أية علاقة بذلك؟ إذا كان لديك شيء لتقوله، أو لديك ما تريد فعله، فلتأتِ باعتبارك حليفاً وشريكاً في الناتو، وليدلُ كل منا بدلوه في هذه المسألة، ونتحدث بشأنها".