أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنَّ الشرطة والشعب والجيش وقفوا موقفاً تاريخياً في مجابهة الانقلابيين مساء يوم الجمعة الماضية.
وقال أردوغان في رسالة مسجلة وجهها إلى الشعب ونقلتها وسائل الإعلام المحلية «إنَّ الوقفة الصارمة التي أبداها شعبنا من أجل وطنه، وإرادته ضد الانقلابيين، جعلت طائرات ودبابات الانقلابيين من دون فائدة(..)، للمرة الأولى في تاريخنا يفشل الشعب محاولة إنقلابية عسكرية».
واعتبر أردوغان ما حدث على يد الانقلابيين بأنه «إهانة للقوات المسلحة التركية، ويمس الشعب التركي برمته»، لافتاً إلى أنَّ «إهانة هيبة الدولة جريمة يعاقب عليها القانون في كافة أنحاء العالم».
وذكر الرئيس التركي أن «تركيا تتعرض منذ ثلاث سنوات لمحاولات السيطرة على الحكم من أطراف عدة رغم إرادة الشعب»، مضيفاً: «في 15 تموز تجلت هذه المحاولات بقوة السلاح».
وأردف قائلاً: «نحن مصمّمون على تطهير بلادنا من كل التنظيمات الإرهابية، ولا مكان لدولة داخل الدولة في تركيا»، في إشارة إلى منظمة «الكيان الموازي»، معتبراً أن «فشل الانقلاب في تحقيق أهدافه يظهر مدى قوة الديمقراطية في البلاد».
وتوجه بالشكر للشعب ووسائل الإعلام والشرطة والجيش الذين تصدوا للانقلابيين، لافتاً إلى أن «أتباع الكيان الموازي لم يعد لهم مكان يختبئون فيه بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة، وسيتم تنظيف المؤسسات منهم».
وبيّن الرئيس التركي أنَّ 208 شهداء سقطوا وجرح 500 على الأقل أثناء تصدّيهم للمحاولة الانقلابية (...) وهؤلاء كانوا على علم بأن الطريق الذي مضوا فيه منذ البداية مليء بالمصاعب، وأنهم لبسوا أكفانهم قبل المضيّ فيه».
وزير الخارجية التركي
من جهة أخرى استنكر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم الاثنين الانتقادات الموجهة للإجراءات القانونية ضد الانقلابيين، وقال إنها ترقى لدعم الانقلاب الفاشل، بينما حذرت واشنطن أنقرة من تجاوز الحد في هذا الشأن.
ويأتي استنكار أوغلو إثر تصريحات لمسؤولين غربيين تحذر تركيا من خرق القانون في تعاطيها مع مدبري العملية الانقلابية الفاشلة. وقال إن هناك انتقادات غير مقبولة حول الإجراءات القانونية المتخذة ضد الانقلابيين، مع أن معظم حلفاء تركيا وقفوا إلى جانب الحكومة المنتخبة.
وفي وقت سابق، تعهد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم بمحاسبة الانقلابيين على كل قطرة دم سالت، وقال إن حكومته ستنتهج سياسة تطهير ضد مدبري محاولة الانقلاب الفاشل.
ورأى أن المشاركين في محاولة الانقلاب يشبهون جنود الرئيس السوري بشار الأسد «الذين يقتلون مواطنيهم».
وقالت الخارجية التركية إن عرقلة مصر صدور بيان من مجلس الأمن الدولي يدين محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا تعدّ أمراً طبيعياً.
وكان دبلوماسيون أكدوا أن ممثل مصر في مجلس الأمن اعترض على فقرة تضمنها البيان تدعو إلى احترام الحكومة المنتخبة ديمقراطياً في تركيا.
من جانبها، حذرت واشنطن أنقرة من تجاوز الحد في مسعاها لإحالة المسؤولين عن محاولة الانقلاب الفاشلة إلى العدالة. وقالت إن أنقرة لم تطلب رسمياً تسلم رجل الدين المقيم في أميركا فتح الله غولن الذي تتهمه بالضلوع في المؤامرة.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر أن الولايات المتحدة لم تصدر أي تقييم بشأن ما إذا كان لفتح الله غولن أي دور في محاولة الانقلاب.