قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الدفاع عن المسجد الأقصى الذي يعد أولى القبلتين، ليس مهمة الأطفال الفلسطينيين العزّل الذين لا يملكون سوى الحجارة سلاحاً، إنما تبني القضية الفلسطينية وحماية القدس هو قضية ومهمّة كافة المسلمين. 
جاء ذلك في كلمة له يوم الثلاثاء، خلال أعمال المؤتمر السنوي الأول لرابطة «برلمانيون لأجل القدس»، الذي انعقد في مدينة إسطنبول، ويهدف لتسليط الضوء على قضية القدس والانتهاكات التي تجري فيها من قبل إسرائيل، تحت شعار «القدس وتحديات المرحلة». 
وأشار أردوغان إلى أن اغتصاب حقوق الفلسطينيين، أساس العديد من التوترات في المنطقة، وقرارات الأمم المتحدة لم تكن كافية لتلافي هذا الظلم، لأنه لا يتم تطبيق أي من تلك القرارت في النظام العالمي الموجود، الذي يسود فيه قانون الأقوياء وليس القانون على الأقوياء. 
وقال إن «المسجد الأقصى المبارك وما فيه وما أسفله وقبة الصخرة المشرّفة ملك للمسلمين فقط»، وإن مدينة القدس هي مهد الديانات الثلاث.
وحول الأزمة السورية، لفت أردوغان إلى أن الحديث يجري في هذه الآونة عن مقتل نحو 600 ألف شخص في سوريا، إلا أنه يعتقد أن نحو مليون شخص قتل في هذا البلد، وقال: «مسلسل القتل لا يزال مستمراً دون أي تمييز بين الأطفال والنساء». 
وتابع في السياق ذاته: «أين الأمم المتحدة، ماذا تفعل؟ توخينا الصبر، إلى أن نفد، فقررنا أخيراً دخول سوريا مع الجيش السوري الحر، لماذا؟، نحن لا نطمع بحبة تراب من الأراضي السورية، دخلنا إلى هناك لحماية الأصحاب الحقيقيين للأرض وإقامة العدل. دخلنا لإنهاء حكم الأسد الوحشي الذي يمارس سياسة إرهاب الدولة، وليس لأي شيء آخر». 
وحول مجلس الأمن الدولي قال الرئيس التركي: «لا بدّ أن تُمثل جميع القارات والأديان في المجلس، إذا رغبت الأمم المتحدة في تحقيق العدالة. أنا لا أنتظر أن تحقق الأمم المتحدة العدالة بشكلها الحالي».
«برلمانيون لأجل القدس»
من جهته عبّر رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، عن رفضه لمشروع قانون إسرائيلي، يسعى لفرض قيود على استخدام مكبرات الصوت في رفع الأذان. وجدد رئيس الوزراء التركي تأكيده باسم شعبه مواصلته دعم قضية الشعب الفلسطيني أمام ما يتعرض له من ظلم وهدم واحتلال.
جاء ذلك في تصريحات على هامش المؤتمر السنوي الأول لرابطة «برلمانيون لأجل القدس»، الذي يهدف إلى تسليط الضوء على قضية القدس والانتهاكات التي تجري فيها من قبل إسرائيل.
وقال عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى المبارك ومفتي القدس والديار الفلسطينية، إن المؤتمر جاء ليؤكد أن القدس حاضرة في نفوس وعقول جميع العرب والمسلمين، معرباً عن شكره لتركيا والقائمين على انجاح المؤتمر. وأعرب عن أمله في خروج المؤتمر بالتوصيات العملية من أجل دعم صمود وثبات أهل القدس أمام التهويد الاحتلالي لهذه المدينة المقدسة.
من جانبه، قال جمال قارصلي، نائب بالبرلمان الألماني، من أصول عربية، إن المؤتمر جاء في وقته «كي يوجه رسالة للعالم بأن القدس هي قدسنا، وما زالت وستبقى في ضمائرنا».
فيما أعرب «ايدن أونال ،» رئيس مجموعة «أصدقاء فلسطين» في البرلمان التركي، عن أمله أن تكون القدس مدينة للسلام، وقال إن القلوب متعلقة بالأماكن المقدسة، والقدس قضيتنا جميعاً، مشدداً على ضرورة تحرير القدس.
أما رئيسة برلمان جمهورية قبرص التركية «سيبل سايبر» فقالت: «نؤمن بأن الشعب الفلسطيني سيصل الى الحرية التي يستحقها»، كما نعبر عن أسفنا لأن قرارات الأمم المتحدة «لا تطمئن». وأضافت: «نريد أن يكون العالم أكثر عدلاً وأكثر أمناً، ونحن كشعب قبرص نتمنى أن ينعم الشعب الفلسطيني بالحرية في بلاده».
من جانبه، قال عبد الفتاح مورو، نائب رئيس البرلمان التونسي: «يحدونا الأمل أن يتوصل البرلمانيون في هذا المؤتمر إلى الخروج عن رفع الشعارات والاتجاه نحو تحقيق الإنجازات».
من جهته أكد رئيس رابطة «برلمانيون لأجل القدس» حميد بن عبد الله الأحمر، أن القدس «مهد الرسالات والحضارات وتقدست مكانتها في الكتب السماوية الثلاث» . وهاجم «الأحمر» قوات الاحتلال الإسرائيلي وممارستها في القدس، وقال إنها شرّدت أهلها الشرعيين وصادرت البيوت والممتلكات، واعتقلت نواب القدس وأبعدتهم عن مدينتهم.
وعقدت «رابطة برلمانيون لأجل القدس»، في مدينة اسطنبول، مؤتمرها التأسيسي في تشرين الأول 2015، بمشاركة 150 برلمانياً يمثلون ثلاثين بلداً.