العدد 1357 / 10-4-2019

يوم مأساوي عاشته كفرنبل السورية يوم الخميس الماضي ، بعد فقدانها تسعة عشر شخصاً من أبنائها في مجزرة هي الأولى من نوعها والأبشع في حق المدينة، التي عرفت بأنها رمز من رموز الثورة السورية، بما تتميز به من شعارات مناهضة لنظام الأسد، وصلت إلى كافة وسائل الإعلام العربية والغربية.

المجلس المحلي لمدينة كفرنبل عكس عبر صفحته الرسمية على فيسبوك واقع المدينة، إذ وصف الخميس، اليوم الذي مرت به بالحزين منذ الصباح، فالصواريخ استهدفت عمداً أكثر من موقع فيها، كان منها السوق الشعبي الرئيسي المزدحم بالناس، مشيراً لوجود نازحين ومهجرين ممن أصيبوا في القصف على المدينة.

المتحدث الذي قَدِم إلى السوق بعد قصفه قال: "مهما رأينا من مشاهد لقتلى وجرحى خلال الأعوام الثمانية المنقضية من عمر الثورة فليس بإمكاننا الابتعاد عن عاطفتنا، وردة الفعل لدينا التي تتكرس كل يوم بسعينا للحرية والخلاص من نظام الأسد، ربما الكثير منا اعتاد الدماء والأشلاء لكنها في الحقيقة صورة قاسية صادمة لا يمكن نسيانها مهما كان الأمر".

قال مواطن سوري "وقع القصف قرابة الساعة الحادية عشرة صباحاً، خلال ازدحام السوق، الذي لا يقتصر على أهالي كفرنبل أو النازحين المقيمين فيها، لكن تأتيه عوائل من بلدات أخرى مجاورة للمدينة، الأمر الذي يجعله مكتظاً".

وأضاف: "تنبيه المراصد وتعميمها لم يكن كافياً حينها لخروج الأهالي من السوق، والقنابل العنقودية ملأت المكان وهذا كان السبب الرئيسي للمجزرة، وحتى الآن تقوم فرق الدفاع المدني بتمشيط الشوارع بحثاً عن القنابل العنقودية خوفاً من تعرض الأطفال أو المارّة لخطرها".

وعرفت مدينة كفرنبل الواقعة في ريف إدلب الشمالي، بجدارياتها الملونة المدافعة عن الثورة في سورية، ورفضها للفكر المتطرف وتنظيم "داعش" وجبهة النصر ومنها " لن تقتلوا ثورتنا"، إضافة لرموز أخرى امتازت بهم المدينة مثل الراحل رائد الفارس، المعروف بمهندس لافتات

وصوت المدينة.

انضمت المدينة التي يبلغ عدد سكانها 20 ألفاً للثورة السورية، منذ انطلاقها عام 2011 لتخرج عن سيطرة النظام كلياً عام 2012، ويطلق أبناؤها لافتات بعدة لغات خاطبوا بها مجلس الأمن والدول العربية والغربية تطالبهم بمساعدة السوريين.