حازم عياد

حملت لقاءات مجموعة الدول السبع في مدينة لوكا الايطالية رسالة واضحة لموسكو؛ مفادها ان عليها التخلي عن الأسد؛ وهو اللقاء الذي حضره وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون قبيل مغادرته الى موسكو، وشارك فيه عدد من وزراء الخارجية العرب الى جانب تركيا.
وزير الخارجية الالماني دعا الى ضرورة اقناع موسكو بالتخلي عن الأسد، لتتحول لقاءات الدول السبع في لوكا الى تظاهرة دبلوماسية كبيرة انصبّ فيها الاهتمام على تقرير مصير الأسد، وضرورة الضغط على موسكو للتخلي عنه؛ ضغوطاً لم تخل من دعوات لتشديد العقوبات تصدّرها وزير الخارجية البريطاني جونسون.
اللقاءات تخللتها تصريحات للمتحدثة باسم رئاسة الوزراء البريطانية، كشفت فيها عن محادثات هاتفية بين رئيسة الوزراء تيرزا ماي وترامب بقولها ان «رئيسة الوزراء والرئيس اتفقا على أن هناك الآن فرصة لإقناع روسيا بأن تحالفها مع الأسد لم يعد في مصلحتها الاستراتيجية»، وفي السياق ذاته أكدت المستشارة الالمانية عن دعمها موقف الإدارة الامريكية من الأسد؛ فالاستعدادات والرسائل المنقولة من العواصم الأوروبية تحمل المحتوى ذاته، وهو ضرورة تخلي موسكو عن الأسد.
تيلرسون في لقائه الأول مع لافروف بعد الضربة التي وجهتها الولايات المتحدة لقاعدة الشعيرات، حمل معه اجماعاً أوروبياً وأوراقاً تتيح له المجال للممارسة الضغوط وفتح باب الحوار والتفاوض مع موسكو على مستقبل الأسد؛ الذي كان يمثل الموضوع الأبرز للقاء لافروف - تيلرسون كما هو واضح من لقاءات لوكا وما صدر عن العواصم الأوروبية.
في المقابل أعلنت الخارجية الروسية ان تيلرسون لن يلتقي بوتين؛ في اشارة الى ان موسكو لا ترغب في رفع مستوى اللقاء بشكل يضيّق هامش المناورة السياسية والدبلوماسية لموسكو، إنما تريد مساحة أكبر للمناورة على أمل ان تستمر عملية التفاوض في الميدان السوري وفي الميدان الإعلامي والدبلوماسي.
بشار الاسد بات الموضوع الأبرز للمساومات الجارية بين امريكا واوروبا وروسيا، وضع نظام الأسد تحت ضغوط كبيرة، خصوصاً ان موسكو اعلنت عدم رغبتها في الصدام مع الولايات المتحدة الأمريكية في حال استهدافها قوات الأسد، إلا أنها ترفض استهداف قواتها، وأن دورها مقتصر على تقديم الدعم له، فهل التصريحات الروسية بداية لعملية تفاوض طويلة ام انها نهاية حسمت الموقف الروسي بشكل نهائي؛ فغياب بوتين عن لقاءات لافروف تيلرسون تبقي الباب مفتوحاً لبداية جديدة من الممكن ان تنطلق بلقاء بوتين ترامب، وهو اللقاء الأهم المرتقب.}