أعلنت فصائل المعارضة السورية تصدّيها لمحاولات تقدم قوات النظام في عدة أحياء محاصرة في حلب وكبّدتهم خسائر، بينما تعرضت المدينة لغارات عدة أوقعت ضحايا، رغم الهدنة المعلنة من روسيا. في غضون ذلك سيطر الجيش الحرّ على قرى بريف حلب الشمالي بعد معارك مع تنظيم الدولة، في حين تعرضت أرياف دمشق وحمص وحماة وإدلب لغارات كثيفة خلفت قتلى وجرحى ودماراً.
وأفاد ناشطون أن كتائب المعارضة تصدّت لهجمات النظام في أحياء الشيخ سعيد وحلب القديمة والحرابلة والإنذارات ومنطقة مساكن 1070 في مدينة حلب، كما جرت اشتباكات عنيفة مع قوات النظام على جبهتي عزيزة بريف حلب الجنوبي والعويجة بريف حلب الشمالي.
وقالت شبكة مسار المعارضة إن المواجهات على جبهات حلب التي استمرت عدة ساعات أدت إلى مقتل عشرة من عناصر النظام وجرح آخرين.
ورغم الهدنة التي أعلنتها روسيا شنّ الطيران الحربي الروسي والتابع للنظام غارات قبل وبعد الموعد المحدد لوقف القصف، أصابت أحياء كرم الطراب والحرابلة وباب النصر وبستان القصر والصاخور والصالحين والفردوس والكلاسة والزبدية والسكري بمدينة حلب، وأدت إلى مقتل خمسة مدنيّين على الأقل في حيّ بستان القصر وجرح آخرين في المناطق الأخرى. كما توسع القصف ليصل إلى بلدات في ريفي حلب الغربي والجنوبي.
في تطور آخر سيطر الجيش الحرّ ضمن معركة درع الفرات بإسناد من المدفعية التركية على قرى العيون والباروزة وطنوزة والواش وتل مالد والسيد علي بعد معارك عنيفة ضد تنظيم الدولة شمال حلب.
غارات مستمرة
وفي ريف إدلب المجاور لحلب استهدف الطيران الحربي مشفى بلدة سرجة الميداني، وأخرجته من الخدمة وأوقعت إصابات في صفوف الكادر الطبي، كما أغارات الطائرات على مدينة خان شيخون وقرية بينين بجبل الزاوية، وأيضاً بلدة الناجية غرب إدلب، حسب شبكة شام.
أما في ريف حماة جنوبي إدلب فأفاد مراسلون أن مدفعية وطائرات النظام استهدفت بكثافة بلدتي طيبة الإمام وصوران التي تسيطر عليهما المعارضة في ريف حماة الشمالي، ما أدى إلى دمار كبير أصاب المنازل السكنية والممتلكات، بالتزامن مع حركة نزوح للأهالي باتجاه مناطق أكثر أمنا.
وأضافت المصادر أن حملة القصف تأتي ضمن محاولات النظام المستمرة لاستعادة المناطق التي خسرها لحساب المعارضة.
وفي محافظة حمص جنوب حماة قالت شبكة شام إن الطيران الحربي شن غارات استهدفت مدينتي تلبيسة والرستن بالريف الشمالي أوقعت ثلاثة قتلى من المدنيين وعددا من الجرحى.
ولم تستثن الغارات ريف دمشق، حيث تعرّضت مدينتا دوما وجسرين وبلدات الريحات والشيفونية وحوش نصري بالغوطة الشرقية لقصف جوي كثيف وسط اشتباكات عنيفة على عدة نقاط في جبهات الريحان وتل كردي، حيث تمكنت قوات النظام من السيطرة على نقطتين.
وفي دير الزور شرقاً دارت اشتباكات عنيفة على جبهات حي الحويقة بين تنظيم الدولة وقوات النظام تمكن فيها التنظيم من استعادة السيطرة على النقاط التي خسرها في الأيام الماضية، في حين شن الطيران الحربي غارات استهدفت مشفى ميدانياً في قرية عكيدات وأدت لسقوط جرحى بين المدنيين، ودمرت غارة جسر البصيرة بشكل شبه كامل، كما شهد محيط المطار العسكري اشتباكات عنيفة ترافقت مع غارات جوية.
فصائل ترفض الانسحاب 
من جهتها أعلنت فصائل في المعارضة السورية المسلحة يوم الثلاثاء رفض أي انسحاب للمقاتلين من مدينة حلب، بعدما أعلنت روسيا وقف الضربات الجوية، حتى يتسنى فصل مقاتلي جبهة فتح الشام عن غيرهم من الفصائل المقاتلة.
وقال زكريا ملاحفجي المسؤول السياسي لتجمع «فاستقم» الذي يتخذ من حلب قاعدة له إن «الفصائل ترفض الخروج بالمطلق والاستسلام».
من جهته، قال القيادي في حركة أحرار الشام الإسلامية الفاروق أبو بكر «إن مقاتلي المعارضة سيواصلون القتال»، مضيفاً أن حلب لا يوجد فيها أي «إرهابي» وأنهم مستمرون في حمل السلاح للدفاع عن «شعبنا الأعزل وحتى سقوط النظام» السوري.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاركه إن الأمم المتحدة لا تملك الضمانات الأمنية التي تحتاجها لتنفيذ عمليات إنسانية في شرق حلب أو إجلاء المرضى والمصابين من المدينة. وأضاف أنه لا بدّ من الحصول على جميع الضمانات «قبل أن نتمكن من القيام بأي شيء هادف مثل إجلاء المرضى والجرحى، ولإدخال أي شيء إلى المدينة الواقعة تحت الحصار».
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أعلن أن قواته وقوات النظام السوري أوقفت الغارات الجوية على مدينة حلب، مشيراً إلى أن الوقف المبكر للضربات الجوية على حلب ضروري لإدخال «الهدنة الإنسانية» المقررة بعد غد الخميس.
موسكو: أوقفنا الغارات
في سياق متصل قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين يوم الثلاثاء إن روسيا وسوريا قررتا وقف الضربات الجوية مبكراً على شرق حلب لمنح المنظمة الأممية وقتاً للاستفادة من الهدنة، وذلك بعدما طالبت الأمم المتحدة موسكو ودمشق وفصائل المعارضة السورية المسلحة بضمانات لسلامة عمال الإغاثة من أجل إدخال المساعدات إلى شرق المدينة المحاصر. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن وقف الغارات على حلب «بادرة حسن نية» من الجيش الروسي، وليس مرتبطاً بالانتقادات التي وجهتها فرنسا وألمانيا. 
وتقدر الأمم المتحدة أن 275 ألف مدني وثمانية آلاف مقاتل محاصرون في أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، ويعيشون في ظروف إنسانية صعبة في ظل اشتداد الغارات الجوية والحصار وتعذر إدخال المساعدات الإنسانية منذ ثلاثة أشهر.