العدد 1332 / 10-10-2018

طالب المقرر الخاص للأمم المتحدة لحرية الرأي والتعبير ديفد كاي بفتح تحقيق دولي ومستقل في قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في ظل الأنباء والتسريبات التي تتحدث عن قتله في القنصلية السعودية بإسطنبول.

وقال كاي في حديث مع الجزيرة إنه في ظل حديث بعض سلطات إنفاذ القانون في تركيا عن مقتل خاشقجي في قنصلية السعودية، ونفي الأخيرة لتلك الاتهامات، وبالنظر لعظمة هذه القضية وتعقيدات المسائل الدبلوماسية؛ فنحن بحاجة إلى تحقيق دولي ومستقل في هذه القضية.

وبشأن الإجراءات الواجب اتخاذها في حال تأكد مقتل خاشقجي؛ قال كاي إن لجنته ستدعو الأسرة الدولية للقيام ببعض الإجراءات من خلال إنشاء نوع من الآليات المستقلة للمحاسبة والمساءلة على هذه العملية (عملية الاغتيال)، كما يجب التفكير في بعض التبعات الأخرى التي قد تتولد عن ذلك.

وأضاف أنه لا يعرف حاليا بالضبط ما الإجراءات التي يجب اتخاذها بحق السعودية تحديدا، إذا ثبتت مسؤوليتها عن اغتيال خاشقجي، ولكن المؤكد أن جريمة كهذه لن تمر مرور الكرام من جانب الأسرة الدولية.

وفي السياق ذاته، طالبت عدد من المنظمات الحقوقية الدولية والصحف الغربية باتخاذ إجراءات صارمة إذا تأكد اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.

وأفردت صحف عديدة -من بينها صحيفة واشنطن بوست التي يكتب فيها خاشقجي مقال رأي- مساحات لتغطية قضيته منذ اختفائه بعد زيارته قنصلية بلاده في إسطنبول.

اختفاء خاشقجي.. مخبرون وصناديق مريبة وسيارة سوداء

نقلت صحيفة غارديان البريطانية عن مسؤولين أتراك قولهم إن ترجيحهم مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي يستند إلى قرائن محددة توصل إليها المحققون التابعون للشرطة والمخابرات التركية.

وذكرت الصحيفة مساء الأحد أن المحققين عكفوا على مشاهدة تسجيلات كاميرات المراقبة، كما تحدثوا مع مخبرين داخل القنصلية السعودية.

وأوضحت غارديان أن المحققين قاموا بتحليل تسجيلات خمسة أيام من كاميرات المراقبة التي صورت كل الداخلين والخارجين عبر بوابتي القنصلية السعودية.

وأضافت أن المحققين لاحظوا في تلك التسجيلات رجالا من داخل المبنى ينقلون صناديق إلى سيارة سوداء خلال الساعات التي أعقبت اختفاء خاشقجي.

وقد اختفى الصحفي السعودي جمال خاشقجي -المنتقد للنظام السعودي- يوم الثلاثاء ، بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول للحصول على أوراق رسمية.

ونقلت وكالة رويترز ليل السبت عن مصدرين تركيين أن التقييم الأولي للشرطة التركية يشير إلى أن خاشقجي تمت تصفيته داخل القنصلية، وقال أحدهما "نعتقد أن القتل متعمد، وأن الجثمان نقل إلى خارج القنصلية".

هذه ليست تركيا التسعينيات

وقال النائب ياسين أقطاي مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم لقناة "سي إن إن ترك" يوم الأحد إن هناك "معلومات ملموسة. هذه لن تبقى قضية معلقة، إذا كانوا يظنون أن تركيا ما زالت كما كانت في تسعينيات القرن الماضي فهم مخطئون".

وقالت صحيفة غارديان إن مسؤولين من مختلف قطاعات جهاز الأمن التركي لا يزالون يتحدثون تدريجيا بمعلومات تشير إلى تصفية خاشقجي.

لكنها أضافت أن المحققين لم يقدموا أي فرضية بشأن مكان جثة خاشقجي، وأشارت إلى أن بعض وحدات الشرطة ترى أنه لا توجد أدلة كافية للجزم بمقتل الصحفي السعودي، لكن كل الوحدات الأمنية تجمع على أنه -في أفضل تقدير- اختطف في عملية نفذتها القنصلية السعودية.

ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش إلى إشراك محققين دوليين في تحقيق شفاف للكشف عن مصير خاشقجي، وعدم ترك الأمر في يد تركيا أو السعودية .