العدد 1329 / 20-9-2018

وقعت تركيا وروسيا، يوم الاثنين، مذكرة تفاهم لضمان استقرار الوضع في منطقة خفض التوتر بإدلب شمال غربي سوريا. جاء ذلك عقب محادثات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بمدينة سوتشي، حول الوضع في إدلب.

وأعلن الرئيسان التركي والروسي، في مؤتمر صحفي ، عن اتفاق أنقرة وموسكو، على إقامة منطقة منزوعة السلاح بين مناطق المعارضة والنظام في منطقة خفض التوتر بإدلب.

أردوغان: اتفقنا مع روسيا على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اتفاق أنقرة وموسكو، على إقامة منطقة منزوعة السلاح بين مناطق المعارضة والنظام في منطقة خفض التوتر بإدلب شمال غربي سوريا.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بمدينة سوتشي الروسية، حيث قال أردوغان: "قررنا إقامة منطقة خالية من السلاح بين مناطق المعارضة والنظام".

وأوضح أردوغان أن تركيا وروسيا ستجريان دوريات بالتنسيق في حدود المنطقة منزوعة السلاح المحددة. وأضاف "سنقوم سوية أيضًا، بتحديد ومنع استفزازات الأطراف الأخرى، وانتهاكات الاتفاق المبرم".

وتابع: "أعتقد أننا تمكنا عبر هذا الاتفاق من منع حدوث أزمة إنسانية كبيرة في إدلب".

وأكد أردوغان أن قوى المعارضة ستبقى في أماكنها، و"سنضمن عدم نشاط المجموعات المتطرفة في المنطقة".

وقال "خلال محادثاتنا، قطعنا شوطًا هامًا للغاية بخصوص إيجاد مخرج متعلق بإدلب السورية يأخذ بعين الاعتبار مخاوفنا المتبادلة".

ولفت أردوغان إلى أن تركيا ستعزز من قوة نقاط المراقبة الحالية التي أقامتها في منطقة خفض التوتر بإدلب.

وذكر الرئيس التركي أن روسيا ستتخذ بدورها التدابير اللازمة من أجل ضمان عدم الهجوم على إدلب.

وشدّد على أن تركيا ستواصل عمل كل ما يقع على عاتقها في مسألة إدلب مثلما فعلت منذ بداية الأزمة السورية.

كما شدد على أن "التهديد الأكبر لمستقبل سوريا ينبع من أوكار الإرهاب شرق الفرات أكثر من إدلب". ولفت إلى أن الكيان الأساسي الذي يستهدف وحدة الأراضي السورية، والأمن القومي لتركيا هو تنظيم "ب ي د/ ي ب ك"، وأن أنشطة التطهير العرقي، والمجازر التي قام بها هذا التنظيم في شرق الفرات واضحة للعيان. وقال أردوغان إنه "ينبغي تجفيف مستنقعات الإرهاب في شرق الفرات أولاً".

وأشار إلى أنه يلتقي نظيره الروسي للمرة الربعة خلال العام الجاري، وفي الغالب يجريان اتصالات هاتفية عند الضرورة، يتبادلان الآراء خلالها.

وأوضح أن "تعاوننا يتطور ويتعزز على أساس إرادتنا السياسية المشتركة، ونحصل على نتائج إيجابية في الاقتصاد".

وبيّن أردوغان أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يواصل ارتفاعه، مؤكداً زيادته بنسبة 33 بالمئة خلال النصف الأول من العام الجاري.

ولفت إلى أن العمل متواصل لانجاز مشروعي محطة أق قويو النووية (في ولاية مرسين التركية)، ومشروع السيل التركي (نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا) .

وأشار أردوغان إلى عزم البلدين إقامة فعاليات "عام الثقافة والسياحة" بشكل متبادل، مبيناً أن التحضيرات متواصلة في هذا الصدد. وقال إن الروس يأتون في المرتبة الأولى بين السياح القادمين إلى تركيا، مثلما كان العام الماضي.

وذكر أردوغان أن الرقم القياسي لعدد السياح الروس القادمين إلى تركيا العام الماضي بلغ 4.7 مليون، ويبدو أنه سيصل العام الجاري إلى ستة ملايين سائح.

وأضاف تمكنا اليوم من إيجاد فرصة لمناقشة كيفية تطبيق الاتفاق الذي توصلنا إليه في قمة طهران (الأسبوع الماضي) , وأردف: "رأينا مرة أخرى أننا اتفقنا مع السيد بوتين على حل قضية إدلب بما يتوافق مع تفاهمات أستانة". وتابع: "هذا الاتفاق، يعد مكسباً مهماً لتركيا من ناحية عدم تحملها أعباء جديدة، وكذلك للبلدان الأخرى الأطراف في المسألة وفي مقدمتها روسيا".

ومضى قائلا: "إن رغبتنا في تركيا وروسيا، هو حل الأزمة السورية وفقاً لقرار مجلس الأمن المرقم 2254، وسنواصل تعاوننا لتحقيق هذا الهدف".

وأضاف "في هذا الإطار، قمنا ببحث نتائج اجتماع الدول الضامنة لاتفاقية أستانة مع الممثل الخاص للأمم المتحدة لسوريا حول موضوع اللجنة الدستورية في جنيف بداية الأسبوع الماضي".

وأشار أردوغان إلى أن الهدف هو كتابة دستور (لسوريا)، يليها تنظيم انتخابات ديمقراطية، ليحصل الشعب السوري على سلطته الديمقراطية الحقيقية. ولفت إلى اتفاق البلدين على تسريع جهودهما لاستكمال عملية تشكيل اللجنة الدستورية، في أقرب وقت ممكن.

وأعرب أردوغان عن أمله "أن تكون الخطوات والقرارات التي اتخذناها اليوم لفائدة الشعب السوري على وجه الخصوص".

بوتين: سيتم سحب الأسلحة الثقيلة من إدلب

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه سيتم سحب الأسلحة الثقيلة من محافظة إدلب السورية بناءً على اقتراح نظيره التركي رجب طيب أردوغان.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي جمعه بنظيره التركي اليوم الاثنين، بعد لقاء ثنائي وآخر بين الوفود في مقر رئاسة الدولة بمدينة سوتشي، أشار خلاله بوتين أن الاجتماع بحث الوضع في منطقة إدلب شمال غربي سوريا.

وأضاف بوتين أنه قرر مع أردوغان إنشاء منطقة فاصلة بطول خط التماس بين المعارضة وقوات النظام بحلول 15 تشرين الأول القادم، بعمق 15-20 كيلومترا.

وأضاف: "سينسحب المقاتلون من تلك المنطقة، واتخذنا قراراً بسحب الأسلحة الثقيلة بمقترح من السيد أردوغان، حيث ستسحب كافة فصائل المعارضة أسلحتها الثقيلة من المنطقة". ولفت إلى أن آلية مشتركة سيتم تشكيلها من قبل الجنود الأتراك والروس، من أجل مراقبة المنطقة. وأردف: "وبخصوص محافظة حماة سيتم اتخاذ التدابير الأمنية مع الجانب التركي"، دون مزيد من التفاصل. وتشكل محافظة إدلب مع ريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي منطقة "خفض توتر" بموجب اتفاق في محادثات العاصمة الكازخية أستانة، العام الماضي. وشدد الزعيمان على عزمهما مكافحة الإرهاب في سوريا.

وأكد الرئيس الروسي أن القرارات المتخذة من شأنها المساهمة في تسريع محادثات جنيف، وإحلال السلام في سوريا.

وذكر أن روسيا وتركيا ستحافظان على مسار أستانة، وستوفران فرصا لحلول سياسية في جنيف برعاية الأمم المتحدة.

وأوضح أن لجنة صياغة الدستور السورية ستشكل بمشاركة النظام والمعارضة والمنظمات المدنية، وأن البلدين يهدفان لتفعيل اللجنة بأسرع وقت.

وفي سياق آخر، حول العلاقات التركية الروسية، كشف بوتين أن حجم التبادل التجاري ارتفع بنسبة 34 بالمئة في الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي، ووصل إلى 15 مليار دولار أمريكي.

وحول التعاون في مجال الطاقة، بيّن أن العمل جار لانجاز مشروعي محطة أق قويو النووية (في ولاية مرسين التركية)، ومشروع السيل التركي (نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا) .

ولفت بوتين إلى ازدياد أعداد السياح الروس القادمين إلى تركيا.