العدد 1435 / 4-11-2020

وقع قصف متبادل بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة المسلَّحة في جبل الزاوية بريف إدلب، تزامناً مع شروع الجيش التركي بإخلاء نقطة تابعة له في منطقة شير مغار وتعزيز نقاطه في منطقة جبل الزاوية.

وقالت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد" إن فصائل المعارضة المسلَّحة قصفت مواقع لقوات النظام السوري في مدينة كفرنبل وقرية حزارين بريف إدلب الجنوبي، وذلك رداً على قصف من النظام أدى إلى وقوع جرحى بين المدنيين يوم أمس في ناحية البارة.

وذكرت المصادر أن قوات النظام قصفت فجر اليوم الثلاثاء أيضاً مناطق في بلدات بليون وكنصفرة والبارة، موقعة أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين. وكانت مصادر قد أفادت أمس الإثنين، "العربي الجديد"، بجرح ستة مدنيين جراء قصف صاروخي من قوات النظام على البارة.

وتواصل قوات النظام السوري قصفها على المنطقة رغم سريان وقف إطلاق النار الموقَّع بين روسيا وتركيا في مارس/آذار الماضي، وذلك في ظل انسحاب الجيش التركي بشكل كامل من نقطة مورك وبداية انسحابه من نقطة شير مغار في جبل شحشبو.

وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن الجيش التركي بدأ بنقل قواته من النقطة التي أنشأها في قرية شير مغار بجبل شحشبو في ريف حماة الشمالي الغربي، إلى النقطة العسكرية التي أنشأها أخيراً في قرية قوقفين بريف إدلب الجنوبي، بعد إخلائه نقطة مورك بشكل كامل.

وذكرت المصادر أن الجيش التركي أدخل الليلة الماضية مزيداً من التعزيزات إلى منطقة جبل الزاوية، حيث وصل قسم منها إلى النقطة العسكرية الجديدة في قرية قوقفين، فيما يبدو أنها عملية تحصين لتلك النقطة التي تقع جنوب الطريق الدولي حلب اللاذقية.

وكان الجيش التركي قد بدأ في التاسع من الشهر الماضي بعملية تفكيك وإخلاء نقطة مورك، بعد التوصل إلى تفاهم جديد مع روسيا حول تلك النقاط التي نُشرت في وقت سابق بناءً على تفاهمات أستانة واتفاق خفض التصعيد مع الدول الضامنة للمحادثات.

ونشرت تركيا أكثر من 65 نقطة لجيشها في منطقة إدلب ومحيطها شمال غربي سورية، من بينها 14 نقطة وقعت ضمن نطاق سيطرة النظام، عقب تقدم قواته على حساب المعارضة السورية المسلَّحة وبقية الفصائل المسلَّحة في شمال غربي سورية، وجرى إخلاء نقطة مورك.

وكانت مصادر قد أفادت لـ"العربي الجديد" في وقت سابق بأن هناك نية لدى الجيش التركي بإخلاء كلّ النقاط التي تقع ضمن مناطق سيطرة النظام السوري في أرياف حلب وإدلب وحماة، وحشد تلك القوات في جبل الزاوية.

إلى ذلك، قال الناشط أبو محمد الجزراوي لـ"العربي الجديد"، إن قوات التحالف الدولي بالتعاون مع "قسد"، ألقت القبض فجر اليوم الثلاثاء على قيادي في تنظيم "داعش" إثر عملية أمنية في بلدة الصبحة بريف دير الزور الشرقي.

وقال الناشط إن العملية شاركت فيها قوات جوية من التحالف الدولي، حيث جرت مداهمة موقع بالقرب من مسجد الإيمان وسط بلدة الصبحة واعتقال شخص يدعى أبو جهاد الأنصاري، أحد القياديين السوريين في تنظيم "داعش"، حيث تمت عملية المداهمة بالتعاون بين التحالف الدولي و"قوات مكافحة الإرهاب" التابعة لـ"قسد" بمساندة من مروحيات تابعة للجيش الأميركي. وأضاف أن العملية هي الأكبر للتحالف الدولي منذ طرد تنظيم "داعش" من المنطقة، حيث جرى خلالها اعتقال عشرين شخصاً على الأقل، وتم تكبيلهم وتغطية رؤوسهم ونقلهم إلى قاعدة التحالف في حقل العمر النفطي، مشيراً إلى أنه تم العثور على متفجرات وأحزمة ناسفة في الموقع الذي تمت مداهمة.

وكانت قوات التحالف الدولي قد نفذت عدة عمليات مشابهة سابقاً، ضمن مناطق سيطرة "قسد" في شمال وشرق سورية، جرى خلالها اعتقال أشخاص قيل إنهم قياديون في تنظيم "داعش".

اتفاقا "الرياض" و"السلم".. هل اجتمعا على شرعنة انقلابي اليمن؟ (تقرير)

أيام معدودة ويكتمل عام منذ توقيع "اتفاق الرياض" بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، والذي كان يُفترض أن يُنهي خلال مدة لا تتجاوز 90 يوما الإشكالية الناتجة عن تمرد المجلس وسيطرته على محافظة عدن (جنوب) وطرد الحكومة الشرعية منها.

مَثَّلَ الاتفاق الموقع في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، بارقة أمل للقوى السياسية المناهضة لجماعة الحوثي، لتوحيدها خلف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وتفرغها لمواجهة الحوثيين، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء وأغلب المحافظات الشمالية منذ 2014.

وتركز الاتفاق في شقه السياسي على إشراك المجلس الانتقالي في حكومة جديدة، في حين نص في شقه العسكري والأمني على انسحاب القوات من عدن والمحافظات التي سيطر عليها المجلس، ودمج مليشياته ضمن قوام الجيش والأمن، وإنهاء الأسباب التي أدت إلى الانقلاب على حكومة هادي.

وبعد أشهر من تعثر تنفيذ الاتفاق وتبادل الاتهام بالعرقلة، أعلنت السعودية نهاية يوليو/ تموز الماضي، آلية لتسريع التنفيذ نصت على تشكيل الحكومة خلال شهر، يتم خلاله تنفيذ الشقين العسكري والأمني من الاتفاق.

ورغم مرور نحو ثلاثة أشهر على إعلان الآلية، فإن ما تحقق هو تقدم طفيف، تمثل في تسمية رئيس الحكومة، وتعيين محافظ ومدير لأمن العاصمة المؤقتة عدن، فيما لا تزال مشاورات تشكيل الحكومة جارية.

بينما لم يتم إحراز أي تقدم في تنفيذ الشقين العسكري والأمني، وهما معيار النجاح الحقيقي، بحسب مراقبين.

"السلم والشراكة"

في الآونة الأخيرة أبدى سياسيون ومحللون يمنيون مخاوفهم من أن يصبح اتفاق الرياض نسخة من اتفاق السلم والشراكة، الذي وقعته القوى السياسية اليمنية وجماعة الحوثي عند اجتياحها صنعاء، في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، برعاية الأمم المتحدة.

بل إن كثيرين رأوا أن اتفاق الرياض لا يختلف عن اتفاق السلم والشراكة إلا في تفاصيل.

والنتيجة هي مخاوف من أن الاتفاق يُضعف الحكومة الشرعية لصالح المليشيات التي تفرض سيطرتها بقوة السلاح والدعم الخارجي، مقابل تنازلات الدولة تحت وقع الضغوط الخارجية.

تشابه الاتفاقين

قال مارب الورد، كاتب وصحفي يمني، للأناضول، إنه "توجد أربع أوجه تشابه بين الاتفاقين، فهما من جهة يكرسان منطق القوة ويمنحان المليشيات المتمردة شرعية لما قاما به من تمرد على أرض الواقع، على حساب الدولة التي تحتكر الصفة الدستورية".

وأضاف: "ومن جهة أخرى فإنهما يحاولان المساواة بين سلطة الدولة والمليشيات، فاتفاق السلم والشراكة كان يفترض انسحاب الحوثيين من صنعاء مقابل استيعابهم في العملية السياسية والسلطة، والأمر ذاته يتكرر في عدن".

وتابع: "بينما الذي يحصل هو أنه يتم القبول بما تفرضه المليشيات على أنه الأمر الإيجابي، بالضغط على سلطة الدولة للتنازل عن صلاحياتها وهيبتها وقراراتها وسيادتها لصالح مليشيات متمردة".

وأردف "الورد" أن "وجه التشابه الثالث هو أن الاتفاقين يشجعان أي جماعة تمتلك القوة أو تحصل على دعم خارجي على القيام بمثل ما قامت به مليشيات الحوثي في صنعاء ومليشيات المجلس الانتقالي في عدن، وبالتالي تشجيع على استمرار التمرد واستخدام العنف لتحقيق المطالب السياسية".

واستطرد: "الرؤى الرسمية للاتفاقين، سواء الأمم المتحدة وسفراء الدول المعنية برعاية عملية الانتقال السياسي في حالة اتفاق السلم والشراكة، أو السعودية وخلفها الإمارات والمبعوث الأممي في حالة اتفاق الرياض، هذه الأطراف لا تمارس أي ضغط على المليشيات المتمردة للوفاء بالتزاماتها، بينما يكون الضغط دائما على سلطة الدولة للتنازل والقبول، وهذا هو التشابه الرابع بين الاتفاقين".

ورأى أنه "من الطبيعي أن يستمر التمرد، فحتى هذه الاتفاقات التي هي شكلية أو تخدم المليشيات، لا تُنفذ، بغض النظر عن الخلفية الفكرية والسياسية للانقلابيين، فهما انقلابان مرفوضان في المحصلة ومصادرة لإرادة الشعب، سواء اتخذ بعدا مناطقيا أو مذهبيا".

شرعنة لانقلابات مليشوية

مع "الورد" اتفق نبيل البكيري، كاتب وباحث يمني، بقوله للأناضول إنه "لا فرق بين الاتفاقين ربما إلا باختلاف السياقين فقط، وإلا فمضمونهما واحد تقريبا من حيث شرعنة الانقلابات ودمجها في كيان شرعي، لتحويل هذا الكيان المعترف به دوليا إلى مظلة للمليشيات الانقلابية".

واستدرك: "الفارق الوحيد أن اتفاق السلم والشراكة كان حول مصير صنعاء واتفاق الرياض حول مصير عدن، لكن مضمونهما هو شرعنة الانقلابات المليشوية وتطبيعها على حساب دولة اليمنيين وكرامتهم".

مستقبل الاتفاق

وقال "الورد" إنه لم يحدث أي تقدم في اتفاق الرياض، سوى أن يُعاد الضغط على الشرعية عن طريق ملفات كثيرة، أهمها الجانب العسكري على الأرض، وتوقيت المعارك في وقت يُراد منه الضغط على الشرعية للقبول بأمر واقع، والسلطة الشرعية هي المستهدفة من ذلك من أجل دفعها للتنازل.

واستبعد تنفيذ الاتفاق بالشكل المُعلن، وإنما الاستمرار بذات الوتيرة، بين فترات طويلة من الجمود وأحيانا تصعيد محدود يستنزف الطرفين "محلك سر"، معتقدا بوجود مصلحة للسعودية، وخلفها الإمارات، لبقاء الطرفين في حالة احتراب واستنزاف، ليظلا في حاجة لهما.

وأضاف: "قد لا يُعلن عن فشله، لكن عدم تنفيذ بنوده هو فشل واضح، وقد يتم تعديل نسخة منه أو عمل ملحق جديد".

بينما قال البكيري إن اتفاق الرياض هو اتفاق أمني عسكري بالأساس، وتقديم الشق السياسي على الشق الأمني والعسكري يعني مقدما فشل الاتفاق، لأنه يقدم العربة على الحصان، وهو ما يعني توقف الحصان، أي توقف الشرعية وانهيارها وتلاشيها.

ولا يبدو متفائلا بتطبيق الاتفاق بعد عام من توقيعه، دون تطبيق شيء منه، سوى تعديل صيغه من لحظة لأخرى وتحويله لهدف بحد ذاته.

وذهب إلى أن "الاتفاق أُفرغ من مضمونه وتحول لمجرد صيغه وورقة سياسية بيد التحالف (العربي بقيادة السعودية) للتحكم بالمشهد اليمني ومليشياته".

الانتخابات الأمريكية

وحول احتمال صمود الاتفاق، في حال تنفيذه، قال "الورد" إنه سيصمد، فمن هم وراءه لا يريدون إعلان فشله، فهذا يعتبر إعلان فشل لهم في اليمن.

وحول تأثير تنفيذه على مجريات الصراع في اليمن، رأى أن الصراع بين الحكومة والمجلس الانتقالي يكاد يكون تحت السيطرة، ويتم التحكم به لتصعيد محدود في أوقات معينة ثم التهدئة، فالصراع في عدن لن يأخذ البعد الذي يتجاوز اليمن.

وعن تأثيره في الصراع مع جماعة الحوثي، ذهب "الورد" إلى أن الأمر لا يختلف كثيرا، فما يهم الأطراف الخارجية هو عدم استهداف الحوثي لطرق الملاحة في البحر الأحمر، بينما استهدافهم للسعودية يُعتقد أنه أقرب إلى رسائل سياسية منها هجمات مؤثرة على الأرض.

واعتبر أن هذا يشير إلى تفاهمات بين الحوثيين والسعودية عمرها قرابة العام، جعلت الطرفين في حالة ترقب، خصوصا لما ستسفر عنه انتخابات الرئاسة الأمريكية، التي يخوضها الرئيس الحالي دونالد ترامب، في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني الموافق اليوم.

ولا يذهب البكيري بعيدا، حيث يرى أن الاتفاق بحد ذاته هو إعلان فشل للتحالف (العسكري العربي) في تحقيق هدفه المعلن، وهو استعادة الشرعية اليمنية وإسقاط الانقلاب.

حراك ديمقراطي أم أزمة قيادة.. أية دلالات لتواصل الاستقالات بحزب النهضة التونسية؟

تثير استقالة شخصيات وازنة من هياكل ومؤسسات حركة النهضة التونسية، وآخرها القيادي لطفي زيتون، أكثر من سؤال حول طبيعة الخلاف داخلها، وتداعياته على مستقبل الحزب الأكبر والأكثر تنظيما وتماسكا في البلاد.

وأعلن القيادي في النهضة زيتون عن استقالته من شورى النهضة ومن باقي مؤسساتها، متهما قياداته بارتكاب عديد الأخطاء السياسية التي أضرت ليس فقط بالحركة، بل باستقرار البلاد في علاقة بمسار تشكيل الحكومات المتعاقبة، وموقف النهضة منها.

ودون زيتون، المستشار السياسي السابق لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي قائلا "تونس أهم من النهضة" كما أشار في تصريحات إعلامية محلية إلى أن النهضة حادت عن مبادئها ومسؤوليتها، كأكبر حزب في البلاد، عن إدارة ومعالجة قضايا الشأن العام لتنصرف في صراعات داخلية وحرب تموقع.

سلسلة استقالات

وتأتي استقالة زيتون لتنضاف لسلسلة استقالات سابقة لقيادات تاريخية، على غرار عبد الحميد الجلاصي، محمد بن سالم، زبير الشهودي، وغيرهم.

وعبر الجلايصي، القيادي المستقيل من الحركة، في تصريح للجزيرة نت، عن حزنه من أن تلقى حركة النهضة مصير حركة "نداء تونس" بسبب طموحات وصفها بالشخصية لبعض الأفراد، وإصرار على التعنت وعدم احترام القانون داخلها.

ودعا رئيس حركة النهضة إلى الإبقاء على رصيده التاريخي والسياسي في الحزب، وأن يعي بأن معركة التمديد في ولايته "خاسرة أخلاقيا وسياسيا".

وختم قائلا "خوفي الآن ليس على النهضة بل على تونس".

وسبق أن وجه مئة قيادي بالحركة رسالة لرئيسها الغنوشي تطالبه خلالها بعدم الترشح لعهدة جديدة، احتراما للقانون الداخلي الذي يكرس مبدأ التداول داخلها، ويقضي بانتخاب رئيس جديد خلافا للغنوشي خلال المؤتمر القادم.

ويدافع شق آخر داخل النهضة على بقاء الغنوشي زعيما للحركة، وحجتهم في ذلك حاجة الحزب والبلاد له كشخصية اعتبارية لها من الرصيد السياسي والنضالي والخبرة في إدارة الشأن العام.

تنافس انتخابي

ويرى المكلف بالإعلام في حركة النهضة خليل البرعومي، في تصريح للجزيرة نت، أن الاستقالات والخلافات داخل حركة النهضة، قبل أشهر قليلة من عقد مؤتمرها الانتخابي الحاسم، تعد أمرا طبيعيا في سياق التنافس الانتخابي والرغبة في التمايز من بعض القيادات.

ولفت، بالمقابل، إلى أن بعض الاستقالات جزئية وتتعلق باستقالة أصحابها من هياكل الحزب وليس من الحزب ككل، مشيرا إلى أن هذا الحراك داخل النهضة يعد أمر صحيا ومظهرا آخر من مظاهر الديمقراطية واختلاف الآراء والمواقف داخلها.

تطويق الخلاف

وسبق أن أطلق رئيس مجلس شورى النهضة عبد الكريم الهاروني، والقيادي رفيق عبد السلام، مبادرة سياسية داخلية تهدف لتطويق الخلاف داخل الحركة وتخفيف حدة الاحتقان، في محاولة للحفاظ على وحدتها واستقرارها.

وترتكز المبادرة -بحسب ما صرح به عبد السلام للجزيرة نت، إلى الذهاب نحو المؤتمر الانتخابي القادم بتوافقات سياسية موسعة صلب قيادات الحركة، مع النظر في مقترح إمكانية تأجيل المؤتمر بسبب الظرف الوبائي.

وشدد عبد السلام على أن المبادرة تكرس مبدأ التداول على الحركة، وضخ دماء جديدة داخلها، لكنها تحفظ أيضا مكانة ومقام زعيم الحركة (الغنوشي) من خلال مرافقته لعملية الانتقال القيادي صلب الحركة من باب حاجة الحزب والبلاد له.

حسم الخلافات

ولفت عبد السلام إلى وجود ما سماها "إشكالية تموقع" داخل الحركة سيما من نخبها القيادية، بالتوازي مع الدخول في معترك الحراك الانتخابي، مشيرا إلى أن كل هذه الأمور والخلافات ستحسم داخل المؤتمر الذي يبقى سيد نفسه على ضوء ما سيقرره المؤتمرون.

وقال أيضا إن النهضة حريصة على وحدة جسمها السياسي وإدارة الاختلاف بين أبنائها، لكنه أشار -بالمقابل- إلى أن من ارتأى البحث عن خيارات سياسية خارج الحركة فهو حر في ذلك.

وأشار قيادي النهضة -في ختام حديثه- إلى أن موجة الاستقالات داخل النهضة تقابلها عودة لقيادات تاريخية على غرار حمادي الجبالي، رياض الشعيبي، وآخرين.

التطبيع السوداني مع إسرائيل.. هل يهدد العمق الإستراتيجي لمصر؟

تشتبك مصر جذريا مع موجة التطبيع العربية مع إسرائيل، والتي وصلت آخر محطاتها إلى السودان، وهو البلد الذي يمثّل عمقا إستراتيجيا لمصر، وسط مؤشرات بشأن تمدّد هذه الموجة لتشمل عواصم عربية أخرى ذات ثقل، فما هي تداعيات وضع تل أبيب قدما لها جنوب مصر؟ وكيف ستتعامل الأخيرة مع إعادة صياغة المنطقة بموازينها الجديدة؟

تاريخيا كانت إسرائيل تصنّف سودانيا في فئة عدو إستراتيجي، وتوجّه إليها الاتهامات بدعم دعوات التمرد والحركات الانفصالية في السودان، لكن الحال تغيرت بشكل درامي.

في الـ23 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي أعلنت السودان وإسرائيل بوساطة أميركية تطبيع العلاقات بينهما، في حين ربط وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين دخول الاتفاق حيز التنفيذ بموافقة المجلس التشريعي (البرلمان) الذي لم يُشكل بعد.

وكما فعل مع التطبيع الإماراتي والبحريني سارع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الترحيب بالتطبيع السوداني مع إسرائيل رغم تحذيرات معارضين ومقرّبين من نظامه، خاصة بعد بوادر التأثير السلبي للتطبيع الإماراتي الإسرائيلي على قناة السويس، وتزايد المخاوف من تغلغل تل أبيب وتموضعها في العمق الإستراتيجي لمصر.

وفي خضمّ الحديث عن التطبيع، اجتاحت موجة نشاط دبلوماسي وعسكري مكثف كلا من القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، وجاء هذا النشاط بعد استدعاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب للحل العسكري في أزمة سد النهضة، وقوله إن مصر "قد تفجّر السد".

وزار رئيس مجلس السيادة السوداني -عبد الفتاح البرهان- أديس أبابا الأحد لبحث ملفي سد النهضة وترسيم الحدود، بالتزامن مع انطلاق مفاوضات ثلاثية بشأن السد، بعدما كان قد زار مصر والتقى السيسي يوم الثلاثاء الماضي.

كما اختتم قائد الأركان المصري محمد فريد زيارة للخرطوم ضمّت أبرز قادة الجيش، وبشَّر خلالها بـ"توافق الرؤى بشأن صياغة إستراتيجية مشتركة لتحقيق مصالح البلدين الشقيقين"، ضمن مخرجات لقاء السيسي والبرهان قبل أيام.

أزمات معلّقة

بين القاهرة والخرطوم ملفات وقضايا تاريخية شائكة ومعلّقة، يأتي على رأسها النزاع على منطقة حلايب وشلاتين (الحدودية)، وأزمة سد النهضة، فضلا عن قصة أخرى تتعلق بتطلعات إسرائيل القديمة نحو مياه نهر النيل.

ومما يزيد من مخاوف التدخل الإسرائيلي في أزمة السد دعوة خبراء من تل أبيب -في ندوة افتراضية نظمتها الأخيرة بمشاركة خبراء ومسؤولين أفارقة- المصريين إلى "تقبّل الواقع الجديد بشأن السد، وتغيير وجهة نظرهم تجاه نهر النيل عموما".

وقد يخلق التطبيع أيضا مخاوف من انسيابية التعاون بين تل أبيب والخرطوم على حساب القاهرة، وذلك في مجالات كانت مصر اللاعب الرئيس المحتمل فيها على أرض السودان كالزراعة والتعدين، إضافة إلى مخاوف تخليص السودان من جذوره العربية والإسلامية التي طالما احتفظ بها تاريخيا.

وتتزايد تلك المخاوف مع توقعات التدخل الأميركي والإسرائيلي في القرار السوداني في نزاعاته الداخلية، والدعوات الانفصالية في ملفات دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، مما قد يؤدي إلى تقسيمه على غرار انفصال جنوب السودان قبل سنوات، وفقا لمراقبين.

الخاسر الأكبر

أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية الأسبق عبد الله الأشعل دعا حكومة بلاده إلى الانتباه من صفقة التطبيع، قائلا إن "النظام العسكري في السودان ينتظر 3 جوائز تتمثل في: استمراره في الحكم بضمان أميركي إسرائيلي، ومنحه حلايب وشلاتين، وانسياب التعاون مع واشنطن وتل أبيب على حساب جذوره العربية والإسلامية".

وحذّر الأشعل من أن "إسرائيل ستحوّل السودان إلى شوكة في حلق الأمن القومي المصري، وستشجّع على انفصال كردفان ودارفور، وستساند مطالب السودان في سد النهضة شكليًا ضد إثيوبيا".

الأشعل -المرشح الأسبق لرئاسة الجمهورية- أكد أن مصر هي الخاسر الأكبر ثم الشعب السوداني، معتبرا أن البشير أُزيح لأنه لم يقبل الصفقة مع إسرائيل، فانقلب عليه من هو مستعد لقبول التطبيع.

مناكفة

وفي السياق ذاته، أطلق أيضا كتّاب مقربون من النظام المصري تحذيرات من تداعيات "التطبيع المجاني" على الأمن القومي لمصر.

وأبرز تلك التحذيرات تحذير جاء من الكاتب الصحفي عبد الله السناوي في مقال نشره الأربعاء الماضي عن إعادة صياغة الشرق الأوسط من جديد بموازين قوى مختلفة، وتحكّم إسرائيل فى مفاصل العالم العربي وتفاعلاته الاقتصادية والإستراتيجية.

وقال السناوي إن الهدف من إغواء السودان بالتكنولوجيا الزراعية الإسرائيلية، والاستثمار في أزمة السد هو وضع قدم على النيل لمناكفة مصر في أمنها القومي، لعلها تحصل مستقبلا على حصة من مياه النيل.

وتوقّع أن ينذر ذلك بأزمات متفاقمة تعمل على تعميق أية خلافات بين مصر والسودان، كالنزاع الحدودي بشأن حلايب وشلاتين.

تطويق مصر

وفي السياق ذاته، حذَّر الكاتب والباحث المصري أحمد مولانا من تطويق إسرائيل لمصر عبر عمليات التطبيع التي جرت وتجري مع دول عربية، وفقدانها ملفات كانت تديرها سابقا في المنطقة، مشددا أن مصر تتقزّم في عهد السيسي.

وتوقع مولانا -في تصريحات للجزيرة- أن يكون السودان "نافذة للكيان الصهيوني للانفتاح اقتصاديا وتجاريا، وتوثيق العلاقات مع دول أخرى في العمق الأفريقي مثل أفريقيا الوسطى وتشاد (لهما حدود مشتركة مع السودان)".

وأوضح أن تشاد بنيتها التحتية متهالكة، في حين يمثل السودان أبرز منفذ لتصدير الذهب من بانجي، وهي مجالات مربحة لإسرائيل.

وأشار الباحث المصري إلى أن تطبيع العلاقات بين تل أبيب وأبو ظبي واكبه إقامة الإمارات قواعد استخبارية إسرائيلية في جزيرة سقطرى اليمنية التي تسيطر عليها الإمارات عبر المجلس الانتقالي الجنوبي، مما يعني تطويق مصر من الجنوب ومضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب.

وسياسيا، رأى مولانا أن مصر ستفقد ساحة كانت هي اللاعب الأساس فيها كوسيط بين النظام والمعارضة أو بين الشمال والجنوب في السودان، متوقعا انتقال إدارة ملف مكافحة الإرهاب في وسط أفريقيا إلى الخرطوم، فضلا عن إدارة التفاوض في ملف سد النهضة.

وعن قضية حلايب وشلاتين، توقع الباحث المصري عدم تجاوزها حاليا المساحة التي تشغلها، لكنه أكد أنها تظل قضية حساسة قابلة للتصعيد.

أما عن تداعيات تقسيم المقسّم في السودان عبر أياد إسرائيلية، قال مولانا إن "السودان يحمل مقومات الانقسام ذاتيا، لذا تكثر فيه الحركات الانفصالية، وبالأخص في الغرب والشرق"، مضيفا "لا أظن أن إسرائيل ستحرص على تفككه بعد التطبيع، بل ستستفيد من العلاقات الودية التي بدأت بينهما أخيرا".

وعن الموقف المصري حيال التطبيع الإسرائيلي مع الجار الجنوبي، أوضح أن مصر ستحاول إقامة مشاريع مشتركة مع السودان من أجل التقريب بين النظامين، وهو ما يتجلى أخيرا في اتفاقيات للربط الكهربائي المشترك، وإقامة خط سكة، فضلا عن التعاون العسكري وتأمين الحدود.

الانتخابات الأميركية.. وسط منافسة حادة ترامب يعلن الفوز ويتهم خصومه بمحاولة السرقة وبايدن متفائل ويدعو للانتظار

أظهرت نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية الأولية فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، مساء الثلاثاء، بـ238 صوتا في المجمع الانتخابي، وهو ما يمثل نسبة %49.78 من الأصوات، مقابل 213 صوتا بالمجمع للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، وهو ما يمثل نسبة 48.61% حسب أسوشيتدس برس.

ترامب وبايدن.. الخروج من الصمت

أعلن الرئيس دونالد ترامب أنه فاز بالانتخابات، وأكد أن حملته ستلجأ للمحكمة العليا لحماية الفوز الذي حققته، فيما قال نائبه مايك بنس إن الرئيس في طريقه للفوز.

وقال ترامب في كلمة بالبيت الأبيض إنها لحظة مهمة في تاريخ أميركا، وعدد مجموعة من الولايات قال إنه فاز فيها من أهمها فلوريدا وتكساس وأوهايو، وأكد انه سيفوز في ولاية بنسلفانيا وأنه متقدم فيها بفارق كبير حتى الآن.

وأضاف ترامب "فزنا بهذه الولايات، ومن الواضح أن هناك عملية احتيال على الشعب الأميركي.. سنفوز بهذه الانتخابات، وقد فزنا بها بالفعل.. هذه لحظة مهمة في تاريخ أمتنا وسنلجأ للمحكمة العليا لوقف احتساب الأصوات المتأخرة".

وفي أول تعليق له على نتائج الانتخابات؛ قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة، صباح اليوم الأربعاء، إنه يتوقع فوزه بفترة ثانية تستمر 4 سنوات، واتهم الديمقراطيين بمحاولة "سرقة" الانتخابات منه دون أن يقدم أي دليل.

وكتب ترامب على تويتر يقول "نتقدم بفارق كبير؛ لكنهم يحاولون سرقة الانتخابات. لن ندعهم يفعلون ذلك أبدا"، وأضاف "فوز كبير" بفترة أخرى.

وقالت شركة تويتر إن تغريدة الرئيس دونالد ترامب التي زعم فيها أن هناك محاولة "لسرقة الانتخابات" قد تكون مضللة.

وذكرت الشركة، اليوم الأربعاء، "وضعنا تحذيرا على تغريدة منشورة على حساب دونالد ترامب؛ لأنها تنطوي على تضليل بشأن الانتخابات".

من جهته، وفي أول تعليق له بعد الاقتراع، أعلن المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن أنه "على الطريق الصحيح للفوز" في الانتخابات في مواجهة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب فيما يسود ترقب شديد لنتيجة الاقتراع.

وقال بايدن أمام مناصريه الذين تجمعوا على طريقة "درايف إن" (Drive in) في معقله ويلمينغتون في ديلاوير "حافظوا على إيمانكم، سنفوز"، وأضاف "نعتقد أننا على الطريق الصحيح للفوز بهذه الانتخابات"، مؤكدا "نحن واثقون بالفوز في أريزونا" الولاية الحاسمة.

وأضاف نشعر بالتفاؤل إزاء وضعنا الانتخابي في ويسكونسن وميشيغان وسنفوز بأصوات بنسلفانيا، وما زلنا في حلبة المنافسة في جورجيا.

وفي بلد يشهد أزمات صحية واقتصادية واجتماعية بحجم تاريخي، يستعد الأميركيون لليلة طويلة أو حتى أيام وليال طوال من الانتظار بعد حملة انتخابية شهدت أجواء توتر شديد.

ويبدو أن آمال بعض الديمقراطيين في معسكر بايدن في تحقيق انتصارات تاريخية في كارولينا الشمالية أو جورجيا أو تكساس قد تبددت.

واحتفظ الرئيس الجمهوري بفلوريدا التي سبق أن فاز فيها عام 2016 كما فاز في أوهايو التي فاز فيها منذ العام 1964 كل المرشحين الذين وصلوا إلى الرئاسة.

ويتوقع كثيرون أن طريق بايدن إلى البيت الأبيض يمر عبر الشمال الصناعي للبلاد.

وكان الهدف المعلن للديمقراطيين، هو استعادة 3 ولايات انتزعها ترامب عام 2016، وهي ويسكونسن وميشيغان وبنسلفانيا؛ لكن فرز الأصوات في هذه الولايات قد يستمر حتى الأربعاء أو حتى لعدة أيام، بسبب المستوى القياسي للتصويت عبر البريد.

أهم الولايات التي فاز بها ترامب

فاز ترامب حتى الآن بعدد من الولايات الرئيسية والمتأرجحة، التي تقوي حظوظه بالبقاء في البيت الأبيض، ومن أهم هذه الولايات:

-تكساس فاز الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بولاية تكساس، المعقل الجمهوري الذي يسمح له بتقليص الفارق بينه وبين منافسه الديمقراطي جو بايدن، حسب قناتي "فوكس" (FOX) و"إن بي سي" (NBC). وتجلب هذه الولاية الجنوبية لترامب أصوات 38 من كبار الناخبين.

-فلوريد، وهي ولاية مهمة عول عليها ترامب كثيرا للبقاء في البيت الأبيض، وتمنحه 29 صوتا في المجمع الانتخابي.

وبالإضافة إلى ذلك فاز بعدد من الولايات من أهمها كنتاكي (8) وفرجينيا الغربية (5) كارولينا الجنوبية (9) وألاباما (9) ومسيسيبي (6) وأوكلاهوما (7) وتينيسي (11) أركنساس (6) وإنديانا (11) داكوتا الشمالية (3) داكوتا الجنوبية (3) ووايومنغ (3) ولويزيانا (8) ونبراسكا (4) وكنساس (6) وميسوري (10) وإيداهو (4).

الولايات التي فاز بها بايدن

بالمقابل، فاز المرشح الديمقراطي حتى الآن بعدد من الولايات من أهمها: فيرمونت (3) وفرجينيا (13) وكونيتيكت (7) وديلاوير (3) وإلينوي (20) وماريلاند (10) ماساشوستس (11) ونيوجيرسي (14) ورود آيلاند (4) ونيو ميكسيكو (5) ونيويورك (29) ومقاطعة كولومبيا (3) وكولورادو (9) ونيو هامبشير (4) وكاليفورنيا (55) وأوريغون (7) وواشنطن (12).

ولم تعرف نتائج 9 ولايات بما في ذلك ولاية بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن وكارولينا الشمالية.

وقالت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، إنه من المبكر حسم الأمر بالنسبة لأصوات الناخبين؛ لأن الكثير من الأصوات لم تفرز بعد في عدد من الولايات، ولكنها أكدت أن حزبها يمكنه القول إنه حافظ على الأغلبية في مجلس النواب.

وأكدت أنه لم يتم احتساب مليوني صوت في ولاية فرجينيا حتى الآن.

استطلاعات الرأي

وكانت استطلاعات الرأي، سواء تلك التي أجريت على الصعيد الوطني، أو تلك التي أجريت على صعيد الولايات الحاسمة (الولايات المتأرجحة) تظهر أن بايدن يملك حظوظا واسعة.

وكشفت استطلاعات لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع أجراها مركز إديسون للأبحاث، يوم الثلاثاء، أن الرئيس دونالد ترامب فقد فيما يبدو بعض التأييد وسط الرجال البيض وكبار السن في جورجيا وفرجينيا، وهما من المناطق الرئيسية لقاعدة ناخبيه.

وأظهرت الاستطلاعات أن ترامب يفوز بأصوات أغلبية هؤلاء الناخبين؛ لكن بعضهم تحول إلى دعم خصمه الديمقراطي، نائب الرئيس السابق، جو بايدن.

إثيوبيا.. بأمر من رئيس الوزراء الجيش يبدأ هجوما على جبهة تحرير تغراي

أعلن الجيش الإثيوبي أنه بدأ صباح اليوم، الأربعاء، هجوما على جبهة تحرير تغراي في الإقليم الذي يقع (شمالي إثيوبيا)، وذلك بموجب أمر من رئيس الوزراء آبي أحمد.

ونقلت وكالة رويترز عن متحدثة باسم الجيش أن العمليات العسكرية بدأت بالفعل.

وفي وقت مبكر اليوم، أصدر رئيس الوزراء بيانا قال فيه إن الجبهة حاولت الليلة الماضية الاستحواذ على معسكر القيادة الشمالية، التي يقع مقرها في مقلي عاصمة الإقليم، وذلك في محاولة منها للاستيلاء على أسلحة ثقيلة.

وأضاف أن حكومته حاولت تجنب الحرب؛ لكنه أكد أن ذلك لا يمكن أن يتم من طرف واحد.

وتابع أن هجوم الجبهة على مقر القيادة الشمالية تجاوز النقطة الأخيرة من الخط الأحمر، معتبرا أن استخدام القوة هو البديل الأخير.

ودعا رئيس الوزراء الشعب الإثيوبي إلى متابعة الوضع بهدوء، ومراقبة المواجهات المحلية المحتملة، والوقوف إلى جانب الجيش الوطني.

وقالت وكالة أسوشيتد برس إن الاتصالات قطعت في إقليم تغراي، مشيرة إلى مخاوف من أن يؤدي هجوم الجيش الإثيوبي إلى حرب جديدة في البلاد التي تشهد توترات عرقية.

أحمد قال إنه لم يعد هناك مفر من استخدام القوة ضد جبهة تغراي (وكالة الأناضول)

توترات

وكانت جبهة تحرير تغراي أحد مكونات الائتلاف الحاكم، الذي كان قائما قبل وصول آبي أحمد إلى السلطة في 2018، ولاحقا عبرت الجبهة عن مواقف منتقدة للحكومة الحالية.

وعارضت الإدارة في تغراي تأجيل الانتخابات العامة التي كانت مقررة في أغسطس/آب الماضي، وفي سبتمبر/أيلول نظمت انتخابات على الرغم من رفض السلطات الاتحادية لها.

وكانت وكالة أسوشيتد برس نقلت الأحد الماضي عن مسؤول في الجبهة أنهم لن يدخلوا في مفاوضات مع حكومة آبي أحمد ما لم تفرج عن عدد من السجناء.

وفي وقت سابق، حذر مسؤولون من تغراي من أن تدخل الحكومة في الإقليم سيكون بمثابة إعلان حرب.

من جهة أخرى، أعرب رئيس الاتحاد الأفريقي، أمس، عن قلقه من تصاعد أعمال العنف العرقية في إثيوبيا عقب مقتل 34 شخصا، الأحد، في هجم بمنطقة أوروميا.

قتيل وإصابات بانفجار دراجة مفخخة في تل أبيض السورية

أعلنت وسائل إعلام مقتل شخص، وإصابة آخرين، الثلاثاء، بانفجار دراجة مفخخة بمدينة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة، شمالي شرق سوريا.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الدراجة انفجرت في قرية علي باجلية التابعة لمدينة تل أبيض، وأسفرت عن مقتل مسن وإصابة 3 أشخاص من بينهم طفل.

والاثنين، قال المرصد إن رجلا توفي متأثرا بجراحه، وأصيب 5 آخرون؛ جراء انفجار عبوة ناسفة في سوق الخضراوات بمدينة رأس العين.

يشار إلى أن رأس العين وتل أبيض من المناطق التي تخضع لسيطرة فصائل الجيش الوطني المتحالفة مع تركيا.

وتتهم هذه الفصائل النظام السوري والمليشيات الكردية بمحاولة العبث بأمن الشمال السوري بشكل مستمر.

FT: حرب ماكرون على "الانفصالية الإسلامية" تهدد فرنسا

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" مقال رأي لمراسلتها للشؤون الأوروبية مهرين خان، قالت فيه إن حرب الرئيس إيمانويل ماكرون على "الانفصالية الإسلامية" تزيد من انقسام فرنسا.

وقالت خان إن ماكرون بحاجة لدعم 6 ملايين مسلم لو أراد قطع شأفة التطرف العنيف، الذي قاد إلى هجومين قاتلين على التراب الفرنسي خلال الأسابيع الماضية، وهناك مخاطر لفشل الرئيس، بحسب وصفها.

وأضافت أنه "بعد الحادثين، اختارت حكومته إذكاء الفزع من "مسألة المسلمين". وفي الشهر الماضي، وقبل مقتل أستاذ التاريخ صمويل باتي، وضع ماكرون أسس نهج في خطاب، خصصه لقتال ما أسماها "الانفصالية الإسلامية".

وتعكس التهمة لغة الحكم الاستعماري الفرنسي السابق، أو تستحضر اتهامات للمسلمين، وأن لديهم ولاءات مزدوجة لأسيادهم الأجانب أو نظريات المؤامرة حول فرض قانون الشريعة، بحسب زعم المصطلح.

وذكر ماكرون "وجبات الطعام المذهبية" والحجاب، كإشارات ممكنة عن الانفصالية داخل المجتمع الفرنسي، وفي نقاش مشحون، فكلامه مهم.

فمنذ مقتل باتي، وطعن مصلين في كنيسة بمدينة نيس، أصبحت عبارات مثل "أعداء الجمهورية" و"اليسار الإسلاموي" و"العملاء" جزءا من اللغة السياسية الفرنسية.

وتقدم محطات التلفزة خططا مكافحة الانفصالية من وزراء الحكومة، التي تشمل على منع التعدد (وهو ممنوع أصلا) أو منع المحلات التجارية من بيع الطعام الحلال.

وطلب معلق من النساء المسلمات نزع الحجاب تضامنا مع باتي. وقال وزير الداخلية إن قانون مكافحة الانفصالية سيشمل على بنود سجن تصل إلى خمسة أعوام لمن يرفض فحصا من طبيب من الجنس الآخر.

وتقول مهرين: "كمسلمة بريطانية، أعمل من بروكسل الآن، لقد شاهدت نفس النقاش الذي يدمج بين الممارسات المحافظة والعنف الجهادي في مرحلة بعد الهجمات في بريطانيا". والشك بالإسلام السياسي (الهلامي التعريف) اعتبر موجودا في كل شيء، من المنظمات الإسلامية إلى اختيارات اللباس، وحتى التحدث بالعربية.

ويرى وزير المالية أن "تخصيص ساعات خاصة للنساء في المسابح هو دليل على تأثيرات الإسلام السياسي الخبيثة".

إلا أن التدخل في حياة المسلمين العامة تخاطر في أخذ الغالبية من المواطنين الملتزمين بالقانون بجريمة مجموعة قليلة من المتطرفين.

فلم تقم ولا امرأة ترتدي الحجاب بعملية إرهابية في فرنسا. وتحول العلامة الثقافية إلى علامة فتنة يظهر الكيفية التي انتقل فيها النقاش من حماية الحريات المدنية إلى ممارسة دور الشرطي على حرية التعبير الفردية. ووضع ماكرون خطة لإصلاح الإسلام في فرنسا، ودعا لحملة تنوير وحل أزمته في العالم.

وخلصت الصحيفة إلى أنه "عندما يأتي موعد انتخابات 2022 من المحتمل أن يطلب ماكرون من المسلمين التصويت له؛ لحماية الجمهورية من اليمين المتطرف الذي تمثله مارين لوبين. وهذا التهديد سيبدو فارغا للمسلمين إن وضعوا في مناخ معاد من رئيس ليبرالي".

كوربين: الضغوطات عليّ لا تقارن بمعاناة عائلة تحت الاحتلال

قلل زعيم حزب العمال البريطاني السابق، جيرمي كوربين، من أهمية قرار تعليق عضويته في الحزب، معتبرا أن ما يتعرض له من ضغوطات لا يقارن بمعاناة عائلة فلسطينية ترزح تحت الاحتلال الإسرائيلي.

وكان حزب العمال البريطاني قد أوقف عضوية كوربين في 29 تشرين أول/ أكتوبر الماضي، على خلفية تقرير لهيئة مراقبة حقوق الإنسان بالمملكة المتحدة، ينسب تقصيرا من الحزب في مواجهة "معاداة السامية" بداخله، خلال فترة زعامة كوربين.

وقال كوربين في تسجيل مصور: "علينا أن نتحرك ضد أي مظلمة كانت في العالم. يجب أن نتحرك لدعم الآخرين عندما يعانون تحت الاحتلال"، وفق ما رصدته مجلة ميم.

وأضاف: "نعم هناك الكثير من الضغوطات لكن هل تعلم الضغوطات على السياسيين في الدول الأوروبية الغربية؟ هي لا شيء قياسا بالضغوطات المسلطة على عائلة تعيش تحت الاحتلال.. هي لا تدري متى ستسقط القنبلة القادمة، ولا تدري هل ستجد ما تسد به الرمق، ولا تدري إن كانت ستجد مستشفى يداويها في الجوار".

وأردف: "هذه هي الضغوطات الحقيقية، التي يجب أن ندعم الناس في محاولاتهم التعامل معها".

وبهذا التصريح يجدد كوربين موقفه الداعم للقضية الفلسطينية، الذي طالما تعرض بسببه لهجوم من قبل سياسيين ومؤيدين للاحتلال الإسرائيلي.