قتل العشرات وجُرح آخرون في قصف مدفعي وجوي نفذته قوات النظام السوري على الأحياء المحاصرة في حلب، كما قتل أحد عشر مدنياً وجرح آخرون في غارات روسية وسورية على ريف إدلب الجنوبي.
ففي حلب، قالت مصادر إن معظم ضحايا القصف المدفعي سقطوا في حيّ باب النيرب أثناء محاولتهم النزوح مشياً على الأقدام.
وتركز القصف على أحياء المواصلات القديمة والميسر والجزماتي، كما يشهد الحيّ الأخير محاولات من قبل قوات النظام والمليشيات التقدم من جهة البحوث العلمية على طريق المطار.
وتحاول قوات النظام أيضاً التقدم من جهة جمعية الزهراء، لكن المعارضة تقول إنها قتلت عدداً من الجنود ودمرت آليتين عسكريتين ومنعتهم من التقدم. كما شمل القصف الجوي ريف حلب الغربي، ولا سيما في بلدة المنصورة ومحيطها، حيث تضرر معمل للأدوية وسقط عدة جرحى.
اشتباكات مع قوات النظام
وبموازاة ذلك تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة المسلحة على طول الطريق الواصل بين مطار حلب الدولي ودوّار الصاخور، وهو الحد الفاصل بين مناطق سيطرة الجانبين في شرق حلب.
من جهته قال مسؤول من فصائل الجبهة الشامية لوكالة رويترز: «ليس هناك تقدم جديد لقوات النظام، لكن القصف والمعارك ما زالا عنيفين خاصة في العزيزية»، مضيفاً أن النظام تلقى تعزيزات كبيرة من حلفائه في المنطقة يوم الاثنين.
في المقابل، نقلت رويترز عن مسؤول كبير في التحالف الذي يقاتل إلى جانب النظام أن جيش النظام وحلفاءه يهدفون لانتزاع السيطرة على شرق حلب بالكامل من أيدي المعارضة، قبل تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب السلطة في كانون الثاني المقبل.
وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم  الثلاثاء إن جيش النظام تمكن من «تطهير» ما يقرب من نصف شرقي حلب من المسلحين، مضيفة أن الغرب يتجاهل هذه التطورات.
وذكر الصليب الأحمر الدولي أن عشرين ألفاً من سكان شرق حلب فروا خلال اليومين الماضيين من المعارك الدائرة هناك.
وفي إدلب قتل أحد عشر مدنياً وجرح آخرون في غارات شنتها مقاتلات حربية روسية وسورية على أحياءٍ سكنية في مدن وبلدات خان شيخون وجرجناز وكفروما وتلّمنس، في الريف الجنوبي.
مشروع قرار أممي
أفاد مصادر في الأمم المتحدة بأن مصر وإسبانيا ونيوزيلندا وضعت مشروع قرار حول الأوضاع في حلب باللون الأزرق، وهو الإجراء الأخير قبل طرح المشروع للتصويت أمام مجلس الأمن.
ويتضمن مشروع القرار الدعوة إلى وقف إطلاق النار في مدينة حلب مدّة عشرة أيام متتالية على الأقل للسماح بإدخال المساعدات، على ألا يشمل ذلك تنظيمي جبهة فتح الشام والدولة الإسلامية.
كما يؤكد مشروع القرار أن الانتهاكات التي ترتكب في سوريا يجب ألا تمر دون عقاب، ويرحب بالنقاشات التي جرت في لوزان وجنيف، ويحث المعنيين على ترجمتها إلى إجراءات لتحسين الوضع الإنساني للشعب السوري.
خريطة توزع القوى
تبدو خريطة حلب اليوم مختلفة كثيراً عما كانت عليه طوال سنوات من الحرب، حيث تغلغلت قوات النظام بالأحياء الشرقية، بينما لا تزال فصائل المعارضة تتصدى للهجمات والقصف الجوي جنوباً وغرباً، رغم تراجعها في مناطق عدة أمام تقدم قوات النظام ووحدات حماية الشعب الكردية.
كما سيطرت قوات النظام على أحياء جبل بدرو وعين التل ومساكن هنانو والحيدرية، بينما سيطرت الوحدات الكردية على الهلّك والشيخ فارس وبستان الباشا والشيخ خضر.
في هذه الأثناء، تمكنت قوات المعارضة من التصدي لمحاولات تقدم قوات النظام والمليشيات المساندة لها من الجنوب الشرقي عند منطقة مساكن البحوث العلمية وحي الجزماتي، وذلك رغم كثافة القصف الجوي على هذه المناطق وعلى حيي المواصلات القديمة والميسر.
وتحاول قوات النظام أيضاً التقدم من جهة جمعية الزهراء غربي حلب، لكن المعارضة تقول إنها قتلت عدداً من الجنود ودمرت آليتين عسكريتين ومنعتهم من التقدم، حيث تمكنت من تحصين مواقعها بعد سحب قواتها من المناطق التي دخلتها الوحدات الكردية. وفي جنوب حلب، باتت قوات النظام قريبة من حيّ الشعار الذي يعد ممراً للأحياء الخاضعة للمعارضة هناك.
قصف إسرائيلي
في سياق الأزمة قالت مصادر إعلامية تابعة للنظام السوري إن طائرة إسرائيلية استهدفت فجر الأربعاء موقعاً عسكرياً بريف دمشق، دون أن تخلف خسائر في الأرواح.
وأضافت المصادر أن الموقع المستهدف يعود للجيش، في محيط أتوستراد بيروت دمشق الدولي، وأشارت إلى أنه نتج عن الغارة أربعة انفجارات.
وتقول مصادر إسرائيلية إن بعض الغارات تستهدف أسلحة كانت ستنقل إلى حزب الله في سوريا، الذي يقاتل منذ سنوات إلى جانب قوات النظام السوري، كما يعتقد بأن إسرائيل استهدفت في بعض الأحيان قادة ميدانيين للحزب وآخرين مرتبطين بإيران داخل سوريا.
يشار إلى أن فصائل المعارضة السورية مدعمة بقوات تركية تخوض منذ عدة أسابيع معارك عنيفة ضد تنظيم الدولة في ما يعرف بعملية «درع الفرات».