العدد 1354 / 20-3-2019

أعلنت الهيئة الإسلامية العليا التابعة لدائرة الأوقاف في القدس المحتلة، ووزارة الخارجية الفلسطينية، أن المسجد الأقصى المبارك لا يخضع لقرارات المحاكم الإسرائيلية، كما أكد الأردن رفضه المساس بالوضع التاريخي للأقصى ومؤسساته.

جاء ذلك عقب صدور قرار عن محكمة الصلح الإسرائيلية (غرب القدس) يوم الأحد بتمديد إغلاق مصلّى "باب الرحمة" في المسجد الأقصى لمدة 60 يوما.

وذكرت دائرة الأوقاف في بيان مقتضب، أنها لم تتسلّم أي قرار أو تبليغ عن إغلاق مبنى "باب الرحمة"، وأنها علمت بذلك من الإعلام العبري فقط.

ووصف رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري القرار بـ"الباطل"، وقال للأناضول "نعتبر المسجد الأقصى فوق المحاكم الإسرائيلية، ولا يخضع لأي قرار من هذه المحاكم".

وأضاف "لن نلتزم بأي قرار إسرائيلي يتعلّق بالمسجد الأقصى، كما نحمّل الحكومة الإسرائيلية نتيجة التصعيد والتوتر".

من جهتها اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية القرار إمعانا في محاولات الاحتلال الهادفة إلى تكريس السيطرة الإسرائيلية ليس فقط على "باب الرحمة" إنما على كامل المسجد الأقصى وباحاته.

وقالت في بيان إن المخاطر المحدقة بالمسجد الأقصى، الهدف منها تكريس تقسيمه الزماني والبدء بتنفيذ تدابير احتلالية تصب في تقسيمه المكاني.

كما أكدت الوزارة أن رفض الأوقاف الإسلامية التعامل مع محاكم الاحتلال والانصياع لدعواتها وقراراتها وإعلاناتها التعسفية موقفٌ شُجاع، وأن باب الرحمة ومصلاه سيبقى مفتوحا وهو ليس موضوعا للنقاش من قبل محاكم الاحتلال.

الأردن يدين

وأدان الأردن يوم الأحد قرار محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس، رافضا "المساس بالوضع التاريخي له".

وأوضحت الوزارة في بيانها أن "القدس الشرقية بما فيها المسجد الأقصى المبارك ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وفقا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وأنها لا تخضع للاختصاص القضائي الإسرائيلي".

وشددت على أن "مبنى باب الرحمة يعتبر جزءا أصيلا من المسجد الأقصى المبارك بمساحته البالغة 144 دونما (الدونم= ألف متر مربع)".

يذكر أن دائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن، هي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس (الشرقية)، بموجب القانون الدولي الذي يعد الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلالها من جانب إسرائيل.

كما احتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس بموجب اتفاقية وادي عربة (اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية الموقعة في 1994).

وفي آذار 2013، وقّع ملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس اتفاقية تعطي الأردن حق "الوصاية والدفاع عن القدس والمقدسات" في فلسطين.

وكانت محكمة إسرائيلية أمرت يوم الأحد بإغلاق مبنى باب الرحمة داخل المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، وقالت في حكمها الذي وزع في بيان "إن المبنى في باب الرحمة في مجمع المسجد الأقصى، يجب أن يبقى مغلقا طالما المسألة لا تزال بأيدي القضاء"، وأمهلت محكمة الاحتلال دائرة الأوقاف مدة ستين يوما للرد على هذا القرار.