رفضت فصائل فلسطينية مساء الأحد، الزيارة الأخيرة التي أجراها وفد سعودي غير رسمي برئاسة الجنرال المتقاعد أنور عشقي إلى فلسطين المحتلة، ولقاءاته مع مسؤولين إسرائيليين، واصفة إياها بـ«التطبيع». يأتي ذلك في وقت دافع فيه عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» جبريل الرجوب، عن الزيارة، قائلاً إنها الثانية من نوعها، وإن الوفد التقى عدداً من الإسرائيليين «الداعمين للسلام في المنطقة».
وطالب القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي» خالد البطش، العلماء والدعاة والشعب السعودي باتخاذ موقف من «الخطوات التطبيعية من بعض الشخصيات السعودية التي أصبحت أكثر وضوحاً بلا أي لبس بعد زيارتهم للكيان الصهيوني».
وقال البطش على صفحته في «فيسبوك»: «نذكر هؤلاء بـشهداء الشعب السعودي الذين سقطوا في غزة وأم الرشاش وأسدود والذين كانوا يرددون شعارهم الخالد (ما أحلى الموت.. هبّت ريح الجنة) قبل أن يستشهدوا»، في إشارة إلى مشاركة القوات السعودية في حرب 1948.
وأعلن البطش «أننا إذ نرفض وندين هذه الزيارات، نطالب قادة المملكة وشعبها الشقيق بوقف هذا المسلسل العبثي الذي سيلحق الضرر بالمملكة وشعبها قبل أن يزيد الضرر بالقضية المركزية للأمة ويساهم في التغطية على إجراءات التهويد والاستيطان في أرض مسرى الرسول الكريم ومعراجه إلى السماء».
من جهته، دعا عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة «حماس»، يحيى موسى، في تصريحات صحافية، السعودية إلى رفض كافة أشكال التطبيع، ورأى أن «هذه الزيارات وكذلك التطبيع بشكل عام، يشجع كيان الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، وزيادة عمليات الاستيطان والتهويد لأنها ستعتبر نفسها محميّة بموجب عمليات التطبيع الجارية».
واعتبر موسى أن تبرير أنور عشقي الزيارة بقوله إنها جاءت بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، «هو عذر أقبح من ذنب، والمجاهرة بهذه الخطيئة جريمة». وأضاف أن «السلطة الفلسطينية غارقة في عمليات التطبيع والتنسيق مع الاحتلال، ولكن أن تكون هي البوابة للدول العربية للتطبيع مع الاحتلال كارثة وجريمة ضد الشعب الفلسطيني».
بدورها، قالت «الجبهة الشعبية» في بيان إن «الزيارات واللقاءات التطبيعية المتواصلة بين السعودية وإسرائيل، التي كان آخرها زيارة وفد سعودي بحضور اللواء المتقاعد أنور عشقي ورجال أعمال سعوديين، لا يمكن لها أن تتم إلاّ بغطاء وضوءٍ أخضر من الجهات الرسمية السعودية، تكشف حجم المخاطر التي تتعرض لها القضية الوطنية ومصالح شعوبنا العربية».
وكان جبريل الرجوب قد ذكر في تصريحات لوسائل الإعلام: «نحن كفلسطينيين نرفض وضد أي علاقة تطبيع مع الإسرائيليين والاحتلال الإسرائيلي، ولكن أن يكون هناك حوار مع من يؤمن بأن الدولة الفلسطينية المستقلة هي أساس لتطبيع العلاقة في الإقليم، فلا مشكلة لدينا بالحديث معه من قبل أي عربي أو مسلم».
وأوضح القيادي الفتحاوي أن الوفد السعودي قدم إلى الأراضي الفلسطينية، وقام بزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، ومن ثم زار عدداً من المدن الفلسطينية، والتقى بعد ذلك «بمجموعة من الإسرائيليين الداعمين للسلام».
وبحسب ما نقل الرجوب، فإن الوفد السعودي، الذي ترأسه الضابط السعودي السابق أنور عشقي، وهو رئيس المعهد السعودي للدراسات الاستراتيجية، اجتمع بمجموعة من العائلات الإسرائيلية التي قتل أبناؤها في عمليات فدائية نفذها فلسطينيون، وأن والدة أحد الجنود الإسرائيليين القتلى قالت إن «السبب وراء قتل ابنها هو الاحتلال الإسرائيلي، وأن الفلسطينيين من حقهم قتل أي إسرائيلي موجود على الأراضي الفلسطينية». ولفت إلى أن «مثل هؤلاء الإسرائيليين نشجع الحوار معهم»، مناشداً كافة العرب «عدم فتح باب الحوار مع الإسرائيليين من تحت الطاولة».