العدد 1478 /15-9-2021

اقترح وزير الخارجيّة الإسرائيلي يائير لبيد خطّة لتحسين الظروف المعيشيّة في قطاع غزّة مقابل التزام حركة حماس بتهدئة طويلة الأمد، واعترف في ذات الوقت بأن مطلب نزع سلاح المقاومة ليس واقعيا.

وكشف لبيد عن الخطة الأحد، خلال كلمة له أمام المؤتمر السنوي لمكافحة الإرهاب الذي انعقد الأحد في جامعة رايشمان بمدينة هرتسيليا شمالي إسرائيل.

وأوضح أنه ناقش فكرة الخطة مع عدد من قادة العالم بمن فيهم نظيراه الأميركي أنتوني بلينكن، والروسي سيرغي لافروف، إضافة إلى مسؤولين في مصر والاتحاد الأوروبي والخليج، وفق ما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.

وأطلق وزير خارجية إسرائيل على الخطة عنوان "الاقتصاد مقابل الأمن في غزة".

واعتبر أن هذه الخطة أكثر واقعية مما كان يُسمى سابقا إعادة التأهيل من أجل نزع السلاح في غزة.

أوضح الوزير الإسرائيلي أنه تمت صياغة الخطة في مكتبه ليتم تنفيذها عبر مرحلتين:

الأولى تكون بإعادة الإعمار وتقديم الاحتياجات الإنسانية في غزة، مقابل إضعاف قوة حماس العسكرية عبر قوات دولية، دون تقديم توضيحات بهذا الخصوص.

أما المرحلة الثانية، فأطلق عليها خطة اقتصادية كاملة تضمن الأمن بحيث تساهم في اختلاف شكل الحياة كليا وعلى نحو إيجابي في قطاع غزة.

وقال لبيد إن المرحلة الثانية تكون بضمان الأمن، وقبول غزة بتفاصيل المرحلة الأولى، إضافة لتولي السلطة الفلسطينية زمام الأمور على صعيد الإدارة المدنية والاقتصادية بالقطاع.

ولفت وزير خارجية إسرائيل إلى أنّه كجزء من المرحلة الثانية؛ سيتم تطوير مشروع الجزيرة الاصطناعية قبالة ساحل غزة مما سيسمح ببناء ميناء، كما سيتم بناء شبكة مواصلات بين القطاع والضفة الغربية.

وأوضح "سيتمّ إصلاح نظام الكهرباء وتوصيل الغاز وبناء محطّة لتحلية المياه وإدخال تحسينات كبيرة على نظام الرعاية الصحية وإعادة بناء البنية التحتية للإسكان والنقل".

وأضاف لبيد أنّ المرحلة الثانية ستتضمن تعزيز الاستثمار الدولي داخل قطاع غزة والمشاريع الاقتصادية المشتركة مع إسرائيل ومصر والسلطة الفلسطينية.

وتابع وزير الخارجية الإسرائيلي "في المقابل، ستلتزم حماس تهدئة طويلة الأمد".

وقال إنّ الخطّة تهدف إلى إظهار أنّ حملة حماس هي السبب وراء عيش الفلسطينيّين "في ظروف من الفقر والشحّ والعنف والبطالة المرتفعة، بدون أمل".

وأضاف "على مدى فترة طويلة، كان الخياران الوحيدان هما غزو غزّة أو أعمال عنف لا نهاية لها. لكنّ هذين خياران سيّئان".

وشدّد الوزير الإسرائيلي على أنّه لا يدعو إلى إجراء مفاوضات مع حماس لأنّ "إسرائيل لا تتحدّث مع منظّمات إرهابيّة تريد تدميرنا".

ويعاني سكان غزة، وهم أكثر من مليوني فلسطيني، أوضاعا معيشية متردية للغاية جراء حصار إسرائيلي مستمر للقطاع، منذ أن فازت حماس بالانتخابات التشريعية عام 2006.

وبجانب هذا الحصار، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي من حين إلى آخر عمليات عسكرية على غزة، أحدثها عدوان استمر 11 يوما بين 10 و21 مايو/أيار الماضي، وانتهى بوساطة مصرية.

وبعد ساعات فقط على تصريحات لبيد، أعلن جيش الاحتلال أنه اعترض صاروخا أطلق من غزة باتجاه جنوب إسرائيل، في ثالث حادث من نوعه خلال أيام.

وشنّ سلاح الجوّ الإسرائيلي فجر الاثنين غارات عدّة على مواقع تابعة لحماس بغزّة، ردا على إطلاق الصاروخ مساء الأحد، حسب ما أعلنت مصادر أمنية فلسطينية وجيش الاحتلال.

وقال مصدر أمني في غزّة إنّ "طائرات حربيّة أغارت فجر اليوم على 5 مواقع تابعة للمقاومة في مناطق مختلفة في قطاع غزة".

وأوضح "الغارات استهدفت موقعا في رفح، وموقعين في خان يونس، وآخر في دير البلح جنوب القطاع، وموقعا في بلدة بيت لاهيا (شمال) أسفرت عن وقوع أضرار جسيمة من دون أن يُبلّغ عن وقوع إصابات".