شهدت مدينة حلب قصفاً مكثفاً بـالبراميل المتفجرة التي ألقتها مروحيات تابعة لـقوات النظام السوري، استهدف عدة أحياء مُحاصرة في المدينة.
وقال مصدر صحفي إن قوات النظام والمليشيات الموالية له هاجمت مواقع المعارضة في مخيم حندرات شمال مدينة حلب. وأضاف أن الهجوم تزامن مع غارات من طائرات روسية على المخيم وعلى معامل الشقيف المجاورة.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت إن مسلحي جبهة فتح الشام هاجموا قوات النظام في الشقيف القريبة من المخيم، وسيطروا على جزء من طريق الكاستيلو، وإن قوات النظام صدّت هجوماً ممن وصفتهم بمتشددين على الأطراف الشمالية لحلب بدعم من سلاح الجو الروسي، وقتلت أربعين منهم وفق قولها.
وكان مصدر صحفي قد أفاد بمقتل 45 شخصاً، وجرح عشرات في قصف من النظام السوري وطائرات روسية على حلب وريفها الغربي بعد ساعات من انتهاء اتفاق الهدنة الأمريكي الروسي الذي استمر سبعة أيام.
مناطق أخرى
وفي ريف دمشق، أفاد ناشطون بأن النظام استهدف بالقصف المدفعي محيط مخيم خان الشيخ بالغوطة الغربية. كما شن طيران النظام غارتين جويّتين مستهدفاً بلدة الريحان بالغوطة الشرقية.
وفي محافظة حمص تجددت الغارات الجوية على مدينتي تلبيسة والرستن وقرية الفرحانية، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وسقوط أكثر من عشرين جريحاً.
وفي محافظة إدلب (شمال غرب سوريا) انفجرت عبوة ناسفة مزروعة على طريق سراقب-معرّة النعمان في سيارة كان يقلها عناصر من حركة أحرار الشام التابعة للمعارضة، ما أدى إلى مقتل خمسة عناصر وسقوط عدد من المصابين. 
الجيش الحر يستعيد مواقع 
في سياق منفصل استعاد الجيش السوري الحر مواقع سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية يوم الثلاثاء في شمال حلب قرب الحدود مع  تركيا.
وكان مقاتلو تنظيم الدولة قد شنوا هجوماً واسعاً على مواقع للمعارضة المسلحة وسيطروا على ست قرى بالمنطقة الحدودية، لكن الجيش الحر استعاد عدداً من هذه القرى بدعم مدفعي وجوي تركي ضمن عملية درع الفرات العسكرية.
وكان الجيش الحر قد سيطر قبل أيام على قريتي قنطرة وطاط حمص في محيط الراعي بريف حلب الشمالي، وذلك بعد معارك مع تنظيم الدولة ضمن المرحلة الثالثة من معركة درع الفرات العسكرية المدعومة من الجيش التركي.
وقد وسعت المعارضة المسلحة نطاق نفوذها واقتربت أكثر من محيط مدينة الباب التي تشكل آخر أهم معاقل تنظيم الدولة في ريف حلب الشرقي.
يذكر أن المعارضة السورية المسلحة أعلنت يوم الجمعة الماضي بدء المرحلة الثالثة من معركة درع الفرات المدعومة من تركيا بهدف السيطرة على مدينة الباب.
قصف قافلة حلب!!
 ولا يزال موضوع قافلة المساعدات التي قصفت يتفاعل، فقد قال البيت الأبيض إن كل المعلومات تشير إلى أن الهجوم على قافلة المساعدات الإنسانية المتجهة إلى حلب تم بضربة جوية روسية أو سورية وهو ما نفته موسكو، مشيرة إلى أن القافلة احترقت ولم تتعرض لقصف كما يقال.
وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض مساء الثلاثاء إن الولايات المتحدة تحمّل روسيا مسؤولية ضربة جوية على قافلة مساعدات في سوريا، مشيراً إلى أنها «مأساة إنسانية هائلة».
 وقال بن رودس للصحفيين: «نحمّل الحكومة الروسية مسؤولية الضربات الجوية في هذا المجال بالنظر إلى التزامها بموجب وقف الأعمال القتالية ووقف العمليات الجوية في مناطق تدفق المساعدات الإنسانية».
 وأضاف أن الولايات المتحدة تفضل استمرار وقف إطلاق النار في سوريا، لكنها تشعر بالقلق إزاء عدم إظهار الروس حسن النية. 
 وقال مسؤولان أميركيان في وقت سابق إن طائرتين روسيتين من طراز سوخوي-24 حلقتا فوق قافلة المساعدات التي قصفت الاثنين عندما كانت في طريقها لمدينة حلب السورية المحاصرة.
وأضاف المسؤولان أن معلومات لدى المخابرات الأميركية دفعتهما لاستنتاج مسؤولية روسيا عن الهجوم.
من جانبه، قال منسق المعارضة السورية رياض حجاب إن لديهم معلومات مؤكدة تثبت أن روسيا ونظام بشار الأسد وراء الهجوم على قافلة الأمم المتحدة.
وتأتي التصريحات الأميركية الجديدة بعد أن قالت وزارة الدفاع الروسية إن قافلة المساعدات الإنسانية احترقت ولم تتعرض لقصف بري أو جوي.
وكان 14 شخصاً -معظمهم من الهلال الأحمر السوري- قتلوا بعد أن شنت طائرات حربية ومروحية غارات على القافلة التي كانت تنقل مساعدات أممية في ريف حلب الغربي.
وقال كوناشينكوف: «درسنا مشاهد التسجيلات المصورة من الموقع التي التقطها من يسمون أنفسهم «ناشطين» بالتفصيل ولم نجد دليلاً على أن القافلة تعرضت للقصف بذخيرة».
وأضاف: «لا توجد حفر، وهياكل السيارات لا تحمل آثار الضرر المتناسب مع الانفجارات التي تسببها قنابل تسقط من الجو».
وقد علقت الأمم المتحدة جميع شحنات المساعدات إلى سوريا يوم الثلاثاء بعد ما وصفته بهجوم دموي على قافلتها. وقالت إن القافلة استهدفت من الجو، وإن القصف استمر رغم مناشدات لوقفه.