عمر عياصرة

بعد الذي جرى في غزة، وهو في ظاهره إيجابي بسبب عنوان المصالحة، أرى أن حماس انحنت قليلاً للعاصفة، لكن الناس في فلسطين وخارجها قلقون على سلاح المقاومة ومصيره ومآلاته.
كل الأطراف التي تواجدت في غزة، واحتفلت معاً، ما عدا حماس، لا ترغب باستمرار بقاء السلاح مع المقاومة، واعتقد انهم يؤجلون المسألة الى توازنات تخدمهم أكثر.
كم أتمنى ان تقتنع كافة أطراف التأثير «بنموذج علاقة حزب الله بالدولة اللبنانية» وامكانية استنساخه ليطبق في الأراضي الفلسطينية، فهذه الصيغة هي الحل لإرضاء كافة الأطراف (المقاومة، التفاوض).
تخوفاتنا الرئيسية على سلاح المقاومة تأتي من جهة محمود عباس، فالرجل بطبيعته وبنيته التي عرفناها طوال تواجده على رأس السلطة الفلسطينية، لا يمكن ان يقبل بتقديم غطاء للمقاومة مهما كانت الصيغة والظروف.
الرئيس الفلسطيني لم ينتظر كثيراً، فقد صرح اثناء زخم الحفاوة في غزة بالمصالحة قائلاً بالحرف الواحد: (لو أن شخصاً من فتح في الضفة حمل سلاحاً غير السلاح الشرعي، أنا أعتقله، وهذا ما سأعمل عليه في غزة. يجب أن يكون هناك سلاح شرعي واحد).
حماس ليست حركة بلهاء أو مراهقة، فهي تدرك خطوطها الحمراء، وتعلم ان سلاح مقاوميها يعادل أوكسجين استمراها، كما انها تدرك كم سيحاول الجميع استهداف المقاومة سلاحاً وبنية. وعليها ان تتوقع كافة الاحتمالات للنيل من سلاحها، فالآخر في المشهد الفلسطيني لا يريد من المصالحة الا تثبيت حالة دولة منقوصة تتعايش مع الاحتلال، ونحن نريد تحريراً للبلاد تكون خطواته مدروسة.
«إسرائيل» بدورها متفاوتة في تقييم خطوة المصالحة، فلم يذهب شططها الى انهاء «سلاح حماس»، لكنها ترى في التوافق الفلسطيني فائدة لاستمرار الهدوء على الجبهات.
على كل حال، قادم الأيام كفيل باختبار النوايا والمآلات، والهدف العملي لنجاح المصالحة سيكون بالاتفاق على صيغة التعايش بين من يريد ان يقاوم ويحرر، وبين من يريد ان يفاوض لما لا نهاية، وهنا محل الاختبار والانتظار.}