وصلت قافلة مقاتلي سرايا أهل الشام التابعة للجيش السوري الحر وعائلاتهم المرحلين من محيط بلدة عرسال شرقي لبنان إلى القلمون داخل سوريا، في حين انتشر الجيش اللبناني بالمنطقة.
ونقل مراسلون عن المتحدث باسم سرايا أهل الشام عمر الشيخ، تأكيده أن كامل قافلة المقاتلين وعائلاتهم عبرت الحدود اللبنانية السورية بحلول مساء الاثنين باتجاه منطقة القلمون الشرقي عبر الطريق الذي يصل دمشق بحمص.
وقالت مصادر إن القافلة المؤلفة من نحو أربعين حافلة، تقل ما يصل إلى ألفي سوري -بينهم نحو ثلاثمئة من مقاتلي السرايا- وصلت إلى بلدة فليطة في القلمون الغربي في طريقها إلى بلدة الرحيبة بالقلمون الشرقي. وأكد التلفزيون السوري وصول القافلة إلى منطقة جرود فليطة.
وقال مراسلون إن العملية بدأت صباحاً بتجميع المقاتلين والمدنيين في منطقة وادي حميد، ومن هناك انطلقت القافلة نحو منطقة الرهوة، ثم إلى جرود فليطة داخل الأراضي السورية. وإن مقاتلي سرايا أهل الشام طالبوا في البداية بأن ينطلقوا نحو الأراضي السورية على متن آلياتهم الخاصة حاملين أسلحتهم، إلا أن المفاوضات أفضت في نهاية المطاف إلى ركوبهم الحافلات حاملين أسلحتهم الخفيفة.
ورافق الأمن العام اللبناني والصليب الأحمر الدولي القافلة حتى الحدود السورية، كما أن مسلحي حزب الله انتشروا حول الحافلات قبل انطلاقها من وادي حميد، وفي الجانب الآخر من الحدود تشرف على العملية قوات النظام السوري بمرافقة من الهلال الأحمر السوري.
يشار إلى أن إجلاء مقاتلي سرايا أهل الشام وعائلاتهم ومن اللاجئين الآخرين في محيط عرسال يأتي بعد أقل من أسبوعين من عملية إجلاء مماثلة لنحو 7500 سوري -بينهم مئات من مقاتلي هيئة تحرير الشام- باتجاه محافظة إدلب شمالي سوريا، وذلك بعد اتفاق أعقب معارك بين الهيئة وحزب الله في جرود عرسال.
الجيش ينتشر
وقال المراسلون إن الجيش اللبناني انتشر عقب رحيل مسلحي السرايا بمنطقة وادي حميد، وهي المرة الأولى منذ سنوات التي ينتشر فيها الجيش في هذه المنطقة. وإن هذا الانتشار يندرج ضمن خطة لبدء معركة مع تنظيم الدولة الإسلامية الذي يشرف على جبال في المنطقة التي أخلاها مقاتلو سرايا أهل الشام، وإن الحديث الآن يكثر عن المعركة القادمة مع تنظيم الدولة، وإن جميع اللاجئين السوريين باتوا داخل عرسال بعد عملية الإجلاء الجديدة.
من جهته، أكد الجيش اللبناني أنه نفذ انتشاراً في المنطقة التي انسحب منها المقاتلون والمرتفعات المحيطة بها، وقال إن ذلك يأتي في إطار ما وصفه بإحكام الطوق وتضييق الخناق على مجموعات تنظيم الدولة المنتشرة في جرود رأس بعلبك والقاع اللبنانية.}